نظمت بلدة قبعيت في عكار، وقفة تضامنية مع ضحايا حادثة عبارة أندونيسيا وأهاليهم، شارك فيها مواطنون من مختلف مناطق عكار، وذلك استجابة للدعوة التي وجهها نواب “كتلة المستقبل” النيابية و”تيار المستقبل” في عكار.
وشارك في الوقفة، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحافظ ناصيف قالوش، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي محمد حسين، النواب: خالد زهرمان، رياض رحال، خالد الضاهر، هادي حبيش، نضال طعمة، خضر حبيب، ومعين المرعبي، النائب السابق وجيه البعريني، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي المقدم ماجد الأيوبي، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” المحامي محمد المراد ومنسقو التيار في عكار، رئيس دائرة أوقاف عكار الشيخ مالك جديدة، وشخصيات وفاعليات سياسية وحزبية، ورؤساء بلديات ومخاتير من مختلف مناطق الشمال.
كلمات
بعد آيات من الذكر الحكيم، القى رئيس بلدية قبعيت حمزة عبود كلمة تحدث فيها عن “مزايا الضحايا الـ17 الذين سقطوا”، ثم كانت كلمة باسم شهداء البلدة القاها الشيخ علي خضر الذي اكد “دور المرجعيات كلها في حرمان عكار، التي تتسبب في هجرة شعبها الى ديار الغربة”، داعيا الى “انصاف هذه المنطقة”.
بدوره ألقى رئيس بلدية قبعيت السابق علي حمزة كلمة كرر فيها “مطلب الاهالي بان يتم التحقيق في ما حصل، والسعي لدى الجهات المعنية إلى استعادة ضحايا هذه الحادثة واللبنانيين الناجين الى لبنان فورا”.
ضاهر
من ناحيته ذكر النائب ضاهر في كلمته ب”دور الدولة في حرمان عكار، التي ساهمت في هجرة السكان الى دول الإغتراب، وتقاسعها عن لعب دورها، واهمالها لقضايا هذه المنطقة المحرومة وانمائها”.
واعتبر ان “هذه المأساة هي نتيجة الواقع االسياسي والامني والاقتصادي، الذي يعيشه كل اللبنانيين، والفقراء في عكار، كما في كل المناطق، يقفون امام ابواب السفارات للهرب من لبنان، طلبا للرزق والامان والاستقرار”.
وقال: نحن هنا لسنا على اطراف الوطن، بل في قلبه من خلال تمسكنا بالدولة ومؤسساتها، ورفضنا لمنطق الميليشيات، ومطالبتنا الدائمة بتشكيل حكومة تنبثق من الدستور، ولا يجوز ان يبقى هذا العبث الامني والاقتصادي والامني والاجتماعي مع العبث السياسي المستمر، وراينا كيف ان المصانع والمؤسسات السياحية تغلق وفرص العمل تضيق وتضيق”.
أضاف “كل ذلك بسبب تمسك البعض بتجاوز الدستور، وقد جعلوا هذا البلد ساحة للقوى الاقليمية والخارجية، ومطلبنا واضح نوجهه إلى فخامة الرئيس، ودولة الرئيس المكلف، ان اهل عكار يطالبونكم بتشكيل حكومة دستورية، وعدم الخضوع للابتزاز ومحاولات اضعاف هذا البلد، التي يقوم بها بعض الافرقاء في لبنان، خدمة لانظمة ديكتاتورية وشمولية في المنطقة”.
زهرمان
وألقى كلمة نواب عكار النائب زهرمان، فطالب المسؤولين ب”بأخذ دورهم الكامل في إعادة جثث الضحايا والاشخاص الناجين الى أهاليهم وديارهم، والبحث عن المفقودين، والتعويض على اهالي الشهداء، وليجعلوا من هؤلاء شهداء هذا الوطن، فعكار للاسف خارج خارطة الوطن وتبحث عن وطن”.
وقال: “صحيح أنهم شهداء لقمة العيش، إلا أن الحرمان سيؤدي الى إنفجار إجتماعي كبير في عكار”.
زكريا
والقى الدكتور هيثم الرفاعي كلمة باسم “الجماعة الإسلامية”، أعقبه المفتي زكريا في كلمة قال فيها: “ان العين لتدمع، والقلب ليحزن، وانا على فراق الاحبة لمحزونون، والمصاب كبير وعظيم، لا توفيه الكلمات، ولكن هذا اللقاء اليوم يطفئ نار الغضب، ويبلسم الجراح على فراق الشباب والنساء والاطفال، الذين قضوا وهم في غربة في اعماق البحار”.
أضاف “ان المحاسبة قادمة، وهذا الجرح لن يندمل، الا بما يرضي الله، وان ما فقدناه من احبة قد ادخل الحزن الى كل بيت في عكار، وفي كل لبنان، وما اجتماع هذا الطيف في بلدة قبعيت، الا ابلغ دليل على ما نحن فيه من مصيبة. واننا نقف الى جانبكم حتى جلاء كل ملابسات هذه القضية، وحتى عودة الناجين والضحايا الى بلدهم وقراهم”، مطالبا المسؤولين ب”تسريع الخطى في هذا الاطار”.
جديدة
ورأى الشيخ جديدة في كلمته ان “هذا اللقاء ليس لتعزية اهل الضحايا، انما الضحايا والجرح هو جرح كل غيور على هذا الوطن”، سائلا “الدولة بكل أجهزتها، لماذ هذا العقاب، ونحن الاوفى للدولة؟ ولماذ هذا الاهمال، ونحن الاوفى للوطن؟ ولماذا هذا العقاب الذي يطال عكار جراء الحرمان، وهي التي أعطت من جهد أبنائها وتعبهم الى مؤسسات الدولة والجيش على رأسهم خيرة شبابها؟”.
قالوش
وختاما، قالوش رسالة تعزية بإسم رئيس الجمهورية الى أهالي البلدة وعكار، معتبرا الحادثة “كارثة كبيرة، وكنا نتمنى ان يكون السفر للخير، والبحث عن الرزق”، واعدا ان “الدولة ستقوم بواجباتها بكل الوسائل المتاحة والممكنة”.