قام وفد شبابي حاشد من ملتقى شباب القدس برئاسة السيد محي الدين حمود نجل الشيخ ماهر حمود بزيارة الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان في مكتبه في طرابلس.
اثر اللقاء قال شعبان أمام الوفد “أن أمتنا تمر في مرحلة مصيرية غاية في الخطورة تحاول من خلالها إدارة الشر الأمريكي تصفية القضية الفلسطينية عبر تسوية تقوم على الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية واعتبار القدس عاصمة أبدية لذلك الكيان الغاصب، في نفس الوقت الذي يقوم به العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه بمحاولات مستمرة لاقتحام المسجد الاقصى، وبعمل مبرمج دؤب على تهود القدس ومحيطها وتهديد أسس المسجد الاقصى عبر عشرات الأنفاق المصطنعة إيذانا بتهديمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، بينما تغرق كل دولنا في خضم الاختلافات والصراعات الداخلية والجانبية فاحتلال في أفغانستان والعراق وحرب في باكستان واليمن واختلاف وشقاق في فلسطين ولبنان وتاريخنا ومقدساتنا بكليتها على شفير الضياع والزوال.
وأكد شعبان ” أن يدفعنا كأمة على اختلاف أعراقنا ومذاهبنا وألواننا إلى ترك الخلافات الداخلية المصطنعة والتوجه بكل طاقاتنا وقدراتنا صوب العدو الواحد إسرائيل.
ولفت شعبان الى أن تشكيل الحكومة بات قريبا ولكن ليس نتيجة تفاهمات ووعي داخليين وإنما نتيجة عوامل خارجية متعددة.
أضاف: يبدو أن بعض المشروع السياسي في لبنان ما زال يعيش حالة قصور ما قبل سن البلوغ يتطلب وجود ولي أمر يرعاه ويوجهه ، ونتمنى له بلوغ سن الرشد ليصبح كل المشروع السياسي في لبنان بالغا راشدا عاقلا قادرا على أخذ القرار المناسب في الوقت المناسب بشكل ذاتي. والمرحلة السابقة كانت مرحلة هيمنة وتأثير سوري على لبنان فإن التأثير الإقليمي والدولي اليوم أكبر بكثير من السابق، فأي تلاق اليوم يحتاج إضافة إلى التوافق والرضا السوري السعودي إلى توافق ورضا مصري وأردني وقطري… ولا بأس إن كان ذلك في إطار النصح والشورى الأخوية فكلنا إخوة…
ولكن الأدهى والأمَّر من ذلك كله هو التدخل الدولي في أدق تفاصيل الحياة السياسية والتشكيلة الحكومية فبات السفراء الأجانب يرغبون في تسمية وزراء معينين لحقائب معينة وطبعا: “رغباتهم أوامر”.
والغريب أن بعض السياديين الجدد يعتبرون ذلك جزء من الرعاية والاهتمام الدوليين، حض على سرعة تظهير حكومة شراكة فعلية بين مختلف الوطنيين في هذا المرحلة استثنائية.
وعبر عن أسفه في الختام من اعتبار بعض المراجع الدينية مشروع الشراكة بين مختلف القوى السياسية المعارضة والموالية في الحكومة المقبلة مشروع إعاقة وتشبيهها بعربة يجرها حصانين واحد من الأمام وآخر من الخلف، وأضاف يجب على رجل الدين الحق أن تتجلى أبوته في التقريب بين أبنائه المختلفين وبناء جسور الثقة بينهم، لا في تعميق الهوة وزيادة الاختلاف والشقاق بينهم.