جال وزير الاشغال والطرقات الاوسترالي دايفيد بودجار في المنية، التي يزور ها مع مناطق لبنانية أخرى، وعقد لقاء موسعاً في مقر بلدية المنية مع رؤساء بلديات المنطقة، حضره رئيس بلدية المنية ورئيس إتحاد بلدياتها مصطفى عقل، ورؤساء بلديات بحنين مصطفى وهبي، دير عمار خالد الدهيبي، البداوي ماجد غمراوي، مركبتا نظير الشامي وبرج اليهودية خضر العويك، إضافة إلى أعضاء مجالس بلدية ومخاتير وفاعليات.
عقل إستهل اللقاء بكلمة ترحيبية قال فيها: “باسمي وباسم إتحاد بلديات المنية نرحب بكم في هذه المنطقة التي يوجد منها جالية كبيرة في أوستراليا. ومن خلالكم نرسل تحية تقدير الى الدولة الاوسترالية لاستضافتها لبنانيين في اراضيها”.
واضاف: “عام 2006 كان لي شرف زيارة اوستراليا، بدعوة من جمعية ابناء المنية الموجودين هناك، وكان لنا لقاءات مع كل ابناء الجالية المنياوية وجوارها واللبنانيين الموجودين في اوستراليا، واكثر حديثنا معهم كان تشديدنا على العلاقات المتينة وطلبنا من ابناء الجالية في اوستراليا ان يؤدوا دورهم المهم جدا لخدمة الدولة الاوسترالية، وقلنا انه يفترض حيال الدولة المضيافة ان يحافظ من يقيم فيها على قوانينها وعاداتها وتقاليدها، لانها اعطتهم الكثير، وفتحت امامهم مجال التعليم والعمل والعيش الرغيد، لذلك يفترض بمن يعيش فيها ان يكون مواطن مثالي، بالاضافة الى ان يكونوا رسل محبة وسلام، وينقلوا الصورة الحقيقية للبنانيين، وتكون علاقاتهم مع الجميع جيدة، وان لا ينسوا الوطن الام، وبالمقابل ان تكون علاقتهم مع وطنهم الثاني اوستراليا جيدة، وان يكونوا صلة الوصل بين اللبنانيين المقيمين في لبنان والذين يقيمون في اوستراليا”.
وتابع عقل: “برغم ان الجالية كبيرة، ولكن طلبنا منهم الانخراط في الاحزاب الموجودة هناك، حتى يكون لهم دور فاعل في بناء الدولة الاوسترالية برغم انهم أدوا دورا تعبوا فيه، لدرجة ان لبنانيين توفوا في سبيل بناء الدولة الاوسترالية، لكن هذا لا يمنع ان يزيدوا من جهدهم وتعبهم للمحافظة على الوطن الموجودين فيه”.
وقال: بالاضافة لذلك، حاولنا كثيرا الاتصال بالبلديات الاوسترالية لقيام توأمة بين بلدية المنية واحدى بلديات اوستراليا، وتوصلنا بعد جهد وتعب الى انجاز اتفاق مبدأي مع بلدية كانتبري ولكن هذا الاتفاق للاسف لم يتطور ولم يبصر النور او يوضع موضع التنفيذ، لان الظروف لم تساعد في ذلك، فقد وعدنا بزيارة وفد منهم الى لبنان ولكن بعد مجيئنا الى لبنان وقعت حرب تموز عام 2006، وبعدها في عام 2007 حصلت حرب مخيم نهر البارد، هذه الامور كانت السبب في منع زيارتهم، فنتمنى ان يكون الوزير الحاضر بيننا صلة الوصل بين بلدياتنا وبين بلديات اوستراليا حتى نقدر نعمل اي اتفاق مبدأي للتوأمة بيننا وبينهم”.
الوزير الاوسترالي رد قائلا: “ساتصل برئيس بلدية كانتبري واتحدث معه بالموضوع. لكن احب ان اخبركم انه قبل ان اصبح نائبا ووزيرا كنت رئيس بلدية في اكبر بلديات سيدني وهي بلدية باراماتا، وفي المنطقة الانتخابية التي امثلها يوجد عدد كبير من ابناء المنية وضواحيها يعيشون في دائرتي الانتخابية، واحببت ان اتواصل مع هذه المنطقة لانقل تحياتكم لاهلكم في المنطقة الموجودين فيها”.
واضاف: “انا سعيد جدا ان اكون بضيافتكم لأقابل رئيس بلدية المنية مصطفى عقل ورؤساء بلديات المنطقة والاعضاء والاعلاميين. ان اشجع دائما على بناء المدارس والمؤسسات التربوية والتعلميمية، لان الثقافة هي الاساس وجسر العبور في انحاء العالم، واوستراليا مثلما تعرفون بلد متعدد الثقافات والحضارات، فيها اكثر من 180 جنسية اضافة الى مختلف الاديان واللغات، وكلهم يعيشون هناك تحت سقف القانون وعلى مستوى واحد بدون تفرقة او تمييز او تحيز، كل انسان له قيمته وكل انسان له موقعه حسب كفاءاته وعطاءاته”.
وتابع: “ما لفت نظري ان رئيس بلدة المنية ورؤساء البلديات المجاورة مجتمعين معا، وهذا يدل انه يوجد نوع من التعاون والتنسيق الذي دائما يؤدي للنجاح، وهذا امر غير متوافر في اوستراليا لان بعض البلديات هناك كل واحدة منها تعتبر ان بلديتها تعنيها فقط، ورؤساء بلديات المنطقة هناك يعملوا ضد بعضهم للحصول على مكتسبات اكثر للمنطقة التي هم فيها. اما بالنسبة لعملية التوأمة بين بلدية واخرى، ارى فيها الكثير من الايجابيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وسأتحدث اليوم مع رئيس بلدية كانتبري لاشجع هذا الامر وادفعه واعززه واضعه موضع التطبيق”.
وقال الوزير الاوسترالي: “ارحب برؤساء البلديات في المنية اذا ذهبوا كوفد لزيارة سيدني والاطلاع على عمل البلديات، ومستعد لترتيب لقاء لهم مع رئيس ولاية نيو ساوث ويلز، ومعرفة اوجه التعاون بينكم وبينهم وكيف تقدروا ان تستفيدوا من وجودكم هناك، سواء بالعلاقات مع ابناء وطنكم او مع الشعب الاوسترالي”.
واضاف: “في الدائرة الانتخابية التي اترشح فيها يوجد عدد كبير من اصول من المنية والضنية والشمال، وعندنا انتخابات مهمة هي فاصلة ستحدد من سيتبوأ منصب حاكم الولاية لاربع سنوات، لذا اتمنى منكم ان تعكسوا هذه الرغبة لاهلكم واقربائكم هناك كي ينتخبونني في الانتخابات التي في شهر اذار من العام المقبل”.
وردا على سؤال قال: حسب صلاحياتي كوزير للاشغال والطرقات، عندنا احسن نظام للسير في اوستراليا، لذلك اذا ذهب موظفون اكفاء من عندكم واحبوا ان يتدربوا او يطلعوا على النظام الذي تستعمله مؤسسة الطرقات وتنظيم وقانون السير هناك، فاننا نرحب بهم وسنؤمن لهم تدريبا لفترة زمنية مع المسؤولين عن قانون السير”.
وفي ختام اللقاء قدم عقل درعاً تذكاريا تكريمياً للوزير الزائر، ثم أقام له رئيس بلدية بحنين مصطفى وهبي حفل غداء في منزله بحضور حشد من المدعوين.