في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتعاون بين البلديات في مجال التنمية الإقتصادية المحلية المستدامة وضمن برنامج تمكين لتنمية قدرات البلديات في مجال تقديم الخدمات الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالتعاون مع مؤسسة رينه معوض وجامعة الروح القدس الكسليك ومؤسسة أوستن ومؤسسة الإسكان التعاوني أقيم في فندق كواليتي إن في طرابلس ورشة العمل الدولي للبلديات المستهدفة في محيط مخيم نهر البارد. في حضور مدير عام الإدارات والمجالس المحلية خليل حجل وزير ممثلا وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، الوزيرة السابقة نائلة معوض، النائب أحمد فتفت، النائب قاسم عبد العزيز، مدير مشاريع التنمية والزراعة في مؤسسة رينه معوض نبيل معوض، ممثلي المؤسسات الداعمة ورؤوساء بلديات وأعضاء المجالس البلدية المحلية.
بعد النشيدين اللبناني والأميركي القى ممثل مؤسسة الاسكان التعاونية طلال الحاج ديب كلمة ترحيبية اكد فيها على ان شروط نجاح الدور الجديد للبلديات هو اشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية وتنظيم المشاركة من خلال إنشاء لجان محلية تضم ممثلين من مختلف الفئات الموجودة في المجتمع ليصار الى وضع برنامج إنماء محلي يتضمن عرض لوضع المجتمع المحلي وتحليل نقاط القوة والضعف ، الرؤية والأهداف كما يتضمن مشاريع وخطط محفزة للإقتصاد المحلي لحل مشاكل البطالة والفقر .
وأضاف : في حزيران 2008 وبعد أحداث مخيم نهر البارد عقد اجتماع للدول المانحة في فيينا وتم رصد المبالغ من المجتمع الدولي لدعم عملية إعمار مخيم نهر البارد وتنمية المناطق المحيطة به ، كما تم إنشاء لجنة تنسيق من قبل مجلس الوزراء لتنسيق جهود المانحين في هذه المناطق وقد تم العمل مع 6 بلديات في الحلقة الثالثة المحيطة بنهر البارد وهي : مار توما ، مجدلا ، الحميرة ، القرقف ، وادي الجاموس ، وبرج العرب . واليوم نستعرض معكم ملخص التقرير الإقتصادي لتجمع هذه البلدات .
وختم: نطلب من الحكومة الجديدة التي نعلق عليها آمالاً كبيرة في أن تسرع في إنجاز مسروع اللامركزية الإدارية كي تصبح لدى المجالس المحلية قدرة أكبر على العمل لتطوير مجتمعاتها.
ثم ألقى ممثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك ويلت كلمة أكد فيها ان الوكالة ملتزمة بالتنمية الريفية من جهة تأمين فرص العمل وتعزيز الثروات الطبيعية بالتعاون مع البلديات لتخفيف النزوح من الارياف الى المدن. ولفت الى ان الاوضاع الاقتصادية التي تعاني منها معظم البلدات العكارية هي بمتناول الوكالة وذلك من خلال الصحف اليومية والتي تنشر باستمرار معاناة القرى اللبنانية وتحديدا العكارية. واعتبر ان الثروات تأتي وتذهب وان البعض يفشل والبعض ينجح محملا الاسباب للاوضاع الاقتصادية وان على كافة الشركات اللالتزام بالنظام الاقتصادي وتطويره ومشاركة البلديات والتركيز على وحدة المشروع وتمكين تسهيل تنفيذ المشاريع التنموية.
بعدها ألقى ممثل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود مدير عام الإدارات والمجالس المحلية الأستاذ خليل حجل كلمة شكر فيها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مساهمتها في تحريك الملف الإنمائي في عكار التي تتمتع بطبيعتها الجميلة ومواقعها التاريخية وجغرافيتها وموقعها البشري . مؤكداً ضرورة تفعيل الإنماء المتوازن في مختلف المناطق اللبنانية وعكار خصوصاً باعتبار أنها أكثر المناطق حرماناً ولم تحصل لغاية تاريخه على قسطها من التنمية.
وتابع: من أجل تحقيق التنمية الإقتصادية الشاملة والمتكاملة في عكار يجب العمل على تفعيل اتحادات البلديات الموجودة والعمل على إنشاء اتحادات بلدية جديدة ، وذلك بغرض تنفيذ مشاريع على مستوى مجموعة من البلديات ذات جدوى إقتصادية واجتماعية بحسب الواردات المالية مع إمكانية تأسيس جهاز ضمن الإتحادج لإعداد الدراسات والخطط ومواكبتها. المهم أن تعرض المشاكل موضوعية وواقعية ومسؤولية بين البلديات والمجتمع المدني والقطاع الخاص كي تتجلى بشراكة حقيقية ديموقراطية تسهم في إنجاح التنمية المحلية. وهذا ما يهدف اليه برنامج ” تمكين ” الذي تموله مشكورةً الوكالة الأميركية للتنمية الدولية،
وعدد حجل إنجازات وزارة الداخلية والبلديات ومنها
توزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل لتنفيذ المشاريع الإنمائية حيث استفادت منه 660 بلدية و24 قضلءً دون تمييز ووفق معايير موحدة . وتابع ومن بينها قضاء عكار حيث يبلغ عدد البلديات 82 إستفادت منها 38 بلدية وأنجزت معاملات 47 بلدة لغاية تاريخه.
المباشرة بوضع مشروع قانون اللامركزية الإدارية
إنشاء المرصد البلدي بالتعاون مع البنك الدولي
تنفيذ مشاريع البنى التحتية وأضرار حرب تموز مع البنك الدولي
إنشاء صندوق للتنمية المحلية بتمويل من الحكومة الإيطالية
العمل على وضع برنامج تدريبي لبناء قدرات البلديات في لبنان بالتعاون مع برنامج un-hbital
مكننة أعمال البلديات الحالية وتقدم الوزارة بتحديث دليل المواطن بالتعاون مع جامعة ألباني الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وبعد عرض وثائقي لمجمل المشاريع ولنتائج التقرير حول محيط مخيم نهر البارد وعرض لمجموعة المبادرات الجماعية الممكن تنفيذها في المناطق المستهدفة وإبراز إمكانية الشراكة بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين البلديات من أجل تنفيذ هذه المبادرات. وقد ضمت الوكالة 6 قرى عكارية محيطة بمخيم نهر البارد وهي القرقف، برج العرب، الحميرة، مجدلا، مارتوما، وادي الجاموس وأصبح عدد القرى 40 قرية وبلدة. بداية تقوم الوكالة التحضير عبر عملية مسح للافراد والدعوة الى اجتماع عام لانتخاب لجنة انماء ومسح اقتصادي للتعرف على المقومات المتوفرة. والمرحلة الثانية انجاز خطو متكاملة للتنمية الاقتصادية المحلية واخذ موافقة المجلس البلدي لاختيار مشاريع ذات فائدة مع النظر في نتائجها المتوقعة وامكانية مساهمة المجتمع المحلي فيها.
ومن اهم انجازات الوكالة: مركز تربوي في القرقف ومجمع صناعي لميكانيك السيارات في القرقف، وانشاء قناة ري في وادي الجاموس، وبناء ملحق للمدرسة في الحميرة، وانشاء معمل لتصنيع صناديق بلاستيك في برج العرب، ومعصرة زيتون في مار توما وانشاء معمل تخليل وتوضيب زيتون في مجدلا.
ثم ألقى رئيس بلدية القرقف محمد عبد الواحد الرفاعي كلمة بإسم البلديات المعنية قال فيها: كانت مصيبة عكار أكبر مما يتصوره البعض، فهي قدمت خيرة أبنائها في حرب فرضت عليها فتعطل كل شيء وتوقفت كل شرايين الحياة فيها وهي أي عكار لم تكن أفضل حالاً من ذي قبل بل ازداد السوء سوءا.
وشكر الرفاعي الايادي الخير التي بادرت الى الوقوف وأكد على النهوض بعكار من كبوتها فكانت المشاريع الانمائية المختلفة من مجمعات صناعية الى مراكز تربوية الى معاصر زيتون حديثة ومراكز اجتماعية ضمن خطط استراتيجية هامة تحدد المتطلبات الاساسية والضرورية حتى نصل الى النمو الشامل الذي تحقق بموجبه الحياة الكريمة لابناء عكار.
وأضاف الرفاعي: ان بلدات وبلديات عكار قياسيا على غيرها من بلديات لبنان تصنف من الدرجة الثالثة اذا صح التعبير فلا صناعة ولا تجارة ولا سياحجة ولا مستثمرين ولا موازانات حكومية حتى عند تقديم الهبات تصنف عكار في الدرجة الاخيرة وتعطى ما تبقى من فتات لا يسمن ولا يغني من جوع على الرغم من السهول الغناء والجبال الخضراء والطبيعة الخلابة والماء الغزير الذي يذهب هدراً.
وتابع: ان المهمة صعبة وشاقة فنحن بحاجة الى كل شيء. حتى عندما يطلب منا تحضير المشاريع نعجز عن تأمين الدراسات المتخصصة ونقع في حيرة من أمرنا. الهموم كبيرة والطلبات كثيرة ولكن “العين بصيرة واليد قصيرة”.
ورأى أن اهم عنصر من عناصر الحياة غير موجودة عند 95% من اهالي عكار، حتى مياه الشرب التي ان وجدت فملوثة بنسبة 80%، وقال: اذا تحدثنا عن القطاع الصحي فالقصة لا تنتهي، اما فرص العمل فتكاد تنعدم في عكار واليد العاملة الاساسية أما في بيروت أو الى بلاد الله الواسعة وكل القطاعات لا تختلف عن غيرها في السلبية، أما الطامة الكبرى والتي تقضي على حياة أجيالنا فهي الصرف الصحي الذي يغذي مياهنا الجوفية ويلؤ أجواءنا بالروائح الكريهة المنبعثة في كل مكان أما الطرقات الرئيسية منها والداخلية فان الحفرة فيها تتسع لسيارة بكاملها أما الكهرباء فقد أصبحت تزور قرى وبلدات عكار بالمناسبات فقط. وتساءل: هل يأتي الفرج من السماء ونحن سامدون لا نحك ساكنا؟ أم أننا تعودنا على شظف الحياة ورضينا بالحد الادنى الذي لا تصلح معه الحياة الكريمة.
ثم كانت مناقشة مفتوحة لسلسة المواضيع وأقيم غداء تكريمي بالمناسبة.
ورأى ان البلديات القوية والضعيفة مع الفرص المتوفرة لها تستطيع مواجهة هذه التحديات بالمشاركة، ووعد بالانفتاح وتقديم كل التسهيلات من اجل التنمية الريفية.