جهاد نافع
هل يستطيع تيار المستقبل ان يتخطى ازمته الداخلية في المنية؟ وكيف سيواجه التيار الازرق هذا الكم من المرشحين الذين كانوا بارزين في صفوف الحريرية السياسية منذ العام 2005 والى اليوم الى درجة انه اطلق على المنية اسم مدينة الشهيد الرئيس رفيق الحريري.
يظن احد فاعليات المنية ان الرئيس سعد الحريري يواجه مطبات عديدة في المنية من شأنها ان تنعكس سلبا على حضوره الشعبي وعلى النتائج الانتخابية في المنية التي جعلها القانون الجديد دائرة مستقلة عن الضنية على الرغم من كونهما قضاء واحدا، وضمن دائرة الشمال الثانية الانتخابية.
قبل اسابيع قليلة استقبل الحريري وفدا كبيرا من فاعليات المنية نقل اليه شكاوى عديدة على اداء النائب كاظم الخير وتمنوا عليه تغييره لمصلحة مرشح اخر يسميه الحريري من بين اسماء عديدة سواء كانت من عائلة الخير او من عائلة علم الدين. ويبدو ان الحريري قفز فوق كل ما سمعه ولم يجد بديلا عن كاظم الخير لعدة اسباب في رأي مقربين منه، منها ان كاظم الخير بقي وفيا للحريري خلال ازمته الاخيرة مع السعودية وكسب ثقته دون ان يرتكب اخطاء تنظيمية او سياسية ولا هفوات على غرار بعض النواب في تيار المستقبل.
قبل اشهر قليلة كانت الانظار تتجه الى اسماء اخرى من عائلة الخير على صلة متينة بأمين عام تيار المستقبل احمد الحريري الذي كان في كل زيارة له الى المنية يلتقي فيها اول من يلتقي بأحمد هاشم الخير، حتى ظن الجميع انه الخيار البديل لكاظم الخير.
وفي المقابل، كانت عائلة علم الدين يزداد شعورها بالاحباط والاجحاف في حقها منذ انتخابات البلدية وصولا الى الانتخابات النيابية، وهذا ما دفع بشقيق النائب الراحل هاشم علم الدين المرشح عثمان علم الدين الى اعلانه خوض الانتخابات في مواجهة مرشح المستقبل. والاتجاه يتراوح بين قطبين : اما التحالف مع الرئيس ميقاتي واما التحالف مع اللواء ريفي.
معركة المستقبل في المنية ليست سهلة ودونها عقبات ذلك ان هذا الانقسام المستقبلي الداخلي سيؤدي الى بعثرة اصوات الناخبين ومنهم من يتجه للتصويت لمصلحة الاخصام التقليديين للمستقبل نكاية بالحريري. وعندئذ ستكون اسهم رئيس المركز الوطني في الشمال الحاج كمال الخير مرتفعة وهو صاحب تجربة انتخابية في المنية تمكن من حصد رقم لا يستهان به بلغ 14 الف صوت في الانتخابات الفرعية في دائرة المنية – الضنية التي حصلت في حزيران 2010 بينما حصل النائب كاظم الخير على 20 الف صوت. وهذا الرقم لا بد انه سيزداد في المعركة المقبلة نتيجة حدتها وما يعانيه المستقبل من انقسامات وخلافات بعد ارتفاع عدد المرشحين المستقبليين بشكل غير مسبوق.
ويشير المصدر الى ان الخدمات التي يقدمها كمال الخير في المنية وتواصله المباشر واليومي مع المواطنين منذ سنوات فاق بما يقدمه من خدمات النائب كاظم الخير وتيار المستقبل رغم انه خارج السلطة. علما انه يكاد ان يكون المرشح الوحيد في الشمال الذي يجاهر بعلاقته مع المقاومة ورفع في نصف المنية صورة عملاقة للسيد حسن نصر الله وباتت له رمزية محددة دفعت بعدد من الاقطاب السياسيين الى تجنب التحالف معه وضمه الى لائحتهم على الرغم من قناعتهم بحجمه الشعبي المؤثر في المنية. لكن ما حصل ويحصل مؤخرا داخل تيار المستقبل سيدفع بالعديد من الناخبين الى خيار التصويت لكمال الخير اذ يقول بعضهم ان التصويت لرجل ثابت في مواقفه ولا يرد سائلا ولم يغلق الابواب هو افضل من التصويت لتيار سرعان ما يتخلى عن حلفائه وانصاره بل واغلق باب الخدمات منذ عدة سنوات.
لذلك فان المنية ستكون عاملا مؤثرا في اللوائح المتنافسة التي ينتظر ان تتشكل الشهر المقبل.