جهاد نافع
كل الانظار متجهة الى الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي،وكل الآمال معلقة على صاحب نهج الوسطية والاعتدال في التوصل الى تشكيلة حكومية تكشح الهواجس وترضي الطموحات الوطنية وتقلع بالبلاد نحو بر الامان والازدهار الاقتصادي وتنهي مخلفات السنوات الخمس وما راكمته من ملفات سياسية وقانونية واقتصادية وغيرها…
الاستشارات شملت كل الكتل النيابية،لكن لاحظ العكاريون أن عكار غابت عن هذه الاستشارات ،الى درجة أن اوساطا سياسية مراقبة استغربت موقف نواب عكار الذين فضلوا الالتحاق بكتلة المستقبل وبالموقف السياسي بدلا من الالتحاق بمطالب منطقتهم التي تعاني من غياب الانماء المتوازن الذي لا يزال مطلبا رئيسيا للعكاريين.
فعكار التي حرمت الانماء المتوازن، حرمت ايضا من التمثيل الوزاري منذ العام 2005 حيث كان الرئيس فارس نائبا لرئيس الحكومة .
فهل يتطلع الرئيس ميقاتي الى الاستفادة من قدرات عصام فارس وبذل جهد لاقناعه بمنصب حكومي “سيادي ” بارز ؟.
العكاريون يتوسمون خيرا في الرئيس ميقاتي الذي خبروه كثيرا سواء خلال تسلمه حقيبة الاشغال العامة،او عبر مؤسساته الخيرية والصحية والاجتماعية .
وعكار التي حافظت على مقعد اومقعدين لها في معظم الحكومات التي تعاقبت لا سيما منذ تولي الرئيس عصام فارس منصب نائب رئيس الحكومة لعدة سنوات انجز خلالها الكثير من الملفات ،تتطلع اليوم الى أن تحظى بتمثيل قوي وبشخصية ذات وزن وحضور شعبي وسياسي ووطني عام، وتجد في الرئيس عصام فارس خير من يمثل عكار ويستعيد دورها الريادي.
جمعيات وهيئات وفاعليات عكارية رأت أن في رئاسة ميقاتي فرصة ذهبية،اولا للبنان ولاقتصاده وازدهاره،وثانيا فرصة للاستفادة من طاقات وقدرات من ذوي الامكانيات العالمية القادرة على شبك الايدي مع ميقاتي والمساهمة في النهوض الوطني والاقتصادي من جهة،وفي نهوض وانماء مناطق الحرمان ثانيا مثل عكار والشمال وغيرها من المناطق.
هذه الجمعيات اشارت الى اهمية عودة الرئيس عصام فارس الى الانخراط في العمل الحكومي،سواء كانت حكومة تكنوقراط ،او مختلطة بين التكنوقراط والسياسة وحينها تحظى عكار بمقعدين اساسيين في الحكومة العتيدة :
عودة الرئيس عصام فارس الى نيابة رئاسة الحكومة والى وزارة الخارجية طالما أن فارس لعب ولا يزال يلعب دورا بارزا في خدمة لبنان من خلال موقعه في المحافل الدولية فكان على الدوام وزيرا للخارجية دون تكليف رسمي إلا من قيمه وحسه الوطني فقدم الكثير للبنان والعرب ولا يزال .
الاوساط المتابعة رأت اهمية توزير عصام فارس في هذه المرحلة واهمية توظيف علاقاته الدولية التي تشكل قيمة اضافية الى علاقات ميقاتي فيشكلان معا كتلة حكومية صلبة تستطيع تحقيق الكثير محليا واقليميا ودوليا.
كما عودته الى استلام ملفات كان قد أعدها واجرى لها الدراسات المعمقة حين تسلم رئاسة العديد من اللجان الوزارية ذات الاختصاص المالي والاقتصادي والانمائي والاجتماعي والسياسي والوطني،ومن شأن ذلك أن يسـتأنف متابعاته لهذه الملفات التي جمدت منذ العام 2005.
لأجل ذلك يتطلع العكاريون بكثير من الآمال عودة الرئيس فارس الى الحياة السياسية وهذه المرة ضمن حكومة رئيسها معروف بعلاقاته الحميمية معه،حيث الانسجام والود العميق بين ميقاتي وفارس من شأنه أن يحقق تكاملا في العمل الحكومي ونجاحات على مختلف الاصعدة للبنان ولكل المناطق والشمال وعكار خصوصا.
الاوساط السياسية لم تستبعد أن يقوم الرئيس ميقاتي باتصالاته مع الرئيس فارس خاصة وأن يسعى جديا الى إشراك شرائح ومكونات المجتمع اللبناني وكافة الكتل السياسية سيما وان ميقاتي يدرك جيدا موقع فارس في عكار والشمال كما يدرك جيدا موقعه العالمي والعربي والاقليمي ذلك أن ميقاتي يبذل جهدا لتشكيلة حكومية قوية قادرة من الاقلاع بصلابة وهو لذلك يضع نصب عينيه شخصيات تستطيع العطاء وتحقيق النجاحات لأن الفشل في مثل الظروف الراهنة ممنوع لا بل خطر جدا،ومن شأن مشاركة عصام فارس أن يمنح الحكومة العتيدة القوة والمتانة وقدرة الإقلاع بالوطن وباقتصاده واعماره،ولميقاتي في تجارب عصام فارس في العمل الحكومي وهو الذي رافقه فيها وتجارب فارس في مشاريع الانماء والاعمار التي حققها في عكار كما تجارب فارس في الدفاع عن قضايا لبنان في المحافل الدولية كافة ما يشجعه كثيرا للطلب من فارس العودة الى لبنان والى مواقعه الطبيعية في الحكومة العتيدة، خاصة وان ميقاتي وفارس يجمعهما ايضا نهج الاعتدال والوسطية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع وهو اسم (اي فارس) لا يثير حساسية أحد من كل الاطياف والاطراف في عكار وفي كل لبنان وعودته مكسب للوطن ولكل العرب.