التأم مجلس أمناء جامعة البلمند في دورته العادية في قاعة اجتماعات مبنى الزاخم، فترأسه البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم وحضره معظم الأمناء من لبنان وخارجه. وقد تميّز هذا الاجتماع بالمواضيع الإنمائية المستقبلية للجامعة إن من الناحية العمرانية أو التربوية (إدراج اختصاصات جديدة) أو التوسّع خارج إطار حرمه البلمندي.
افتتح البطريرك هزيم الاجتماع بكلمة توجيهية أثنى فيها على الجهود التي بذلها، ويستمر في بذلها، أمناء الجامعة ورئيسها والأساتذة والإداريون. كما وأثنى على دور الطلاب الذين يصنعون يوميًا اسم الجامعة ويرفعون رايتها عندما يتخرّجون ويدخلون مجالات العمل في لبنان أو الخارج.
ودعا هزيم الجميع ولاسيما الأمناء “إلى مواصلة جهودهم لتزداد هذه الجامعة تألّقًا في سماء لبنان والمنطقة والعالم، وتنشر بالتالي رسالتها العلمية والتربوية والثقافية والإنسانية قائلا : “إذ نسمع اليوم بأن الجامعة في تطوّر مستمر إن من حيث اتساع حرمها، وتعدّد اختصاصاتها، أو من حيث التزايد المضطرد لعدد الطلاب الملتحقين بها، فهذا يؤكّد لنا بأن مسيرتنا التي ابتدأت منذ عشرين عامًا قد سلكت الدرب المستقيم واستلهمت الرؤية الصائبة. كل هذا لأننا نعمل بمحبّة ونعطي من دون حساب. كل ما نريده هو خدمة الجيل الصاعد، ونشر الخير من خلال العلم والفكر والثقافة. إلاّ أن نجاح هذه المؤسّسة يحمّلنا اليوم، وفي المستقبل، مسؤوليات جسام تفرض علينا أن نكون بمستوى هذه التحديات، وأن نواجهها من خلال ترسيخ إيماننا بالله وبالإنسان. فهذه الجامعة التي وجدت لتبقى، ستستمرّ واحة للتلاقي والحوار بين الجميع، ونموذجًا للحرية والإبداع، وملاذًا لكل ذوي الفكر والفن والثقافة من دون تفريق أو استبعاد. هذا هو مفهومنا لجامعة تحفظ التراث الفكري والثقافي والعلمي وتنقله إلى الأجيال الشابة، وهذا هو مفهومنا لأي عمل يريد أن يكون في خدمة الإنسان والعلم.”
ثم طلب من رئيس الجامعة أن يقدّم تقريره.
ركّز الرئيس في تقريره على ضرورة تطوير البنية الإدارية للجامعة لتواكب التوسّع الذي عرفته على الصعيد الأكاديمي والطلابي والعمراني، فتطرّق إلى مسألة الاعتراف الدولي، والهيكلية الإدارية، والحرم الجامعي، ومما قاله:
“قد أصبح من الضروري أن تقوم كل كلية بدراسة برنامجها وتدخل عليه تعديلات على ضوء مسار الـ Accreditation. في وقت أصبح فيه التعليم العالي عملية تجارية تسويقية لا تمتّ بالتعليم العالي بصلة، يشكّل مسار الـAccreditation بحدّ ذاته حافزًا قويًا للتطور وعنصر تمايز الجامعات الجدية. ويهمني، في هذا السياق، تأمين الحاجات المادية للبرنامج الأكاديمي وما يتطلبه من أبنية وقاعات دراسة ومكاتب، ومكتبات، ومختبرات، ومعدات على أنواعها. ولما كان بناء جامعة بحجم مدينة، يستدعي مني متابعة دؤوبة، أعطيت ولا أزال الكثير من الوقت لاستكمال الحرم الجامعي، وما يستتبعه من أبنية ومختبرات لحاجات البرنامج الأكاديمي.
وعلى الرغم من أن الجامعة تولي الأبنية والمختبرات والملاعب والمطاعم هذا الاهتمام، فالاهتمام الأكبر والأهم يذهب إلى البرنامج الأكاديمي وتطويره وإغنائه وتحديثة، شأنها في ذلك شأن سائر الجامعات العريقة والمشهورة في العالم.
وعندما نتكلم على تقوية المؤسسة، نعني تأمين الاستمرارية، وتحديث النظم التي ترعى الجامعة والتقيد بها، وترسيخ إدارة شفافة، والإشراف المستمر لمجلس الأمناء عليها. أولي عملية “المأسسة” أهمية خاصة، لاسيما وأننا قطعنا مرحلة الانطلاق الأولى التي استدعت منهجية معيّنة من العمل وكثيرًا من الاختبار في هذا مجال. لقد تعلّمنا الكثير في هذه المرحلة، فثبّتنا ركائز الجامعة الفتية، وأوضحنا مهمّتها، ونمّينا أداءها.
مما لا شك فيه أن الجامعة تواجه تحديات كثيرة ولكنها قادرة على التعاطي مع هذه التحدّيات بإمكانات هائلة وإرادة حازمة. إنها في الموقع الصحيح للانطلاق بدور تاريخي كبير على مستوى تحديات القرن الواحد والعشرين، وهي الآن في مرحلة تثبيت ما حققته في العقدين السابقين لتباشر مرحلة التوسع والتطور.
لذا سأقترح على مجلسكم الكريم تخصيص جلسة ربيع 2010 لدراسة خطّة العشر سنوات التي تعمل الجامعة بكليّتها على إعدادها لنكون الجامعة الرائدة لا في لبنان فحسب بل في المشرق العربي مع رسالة واضحة المعالم له”.
بعد انتهاء الرئيس من الإدلاء بتقريره، انتقل المجلس إلى مناقشة جدول الأعمال، فصدّق على محضر اجتماع مجلس الأمناء السابق المنعقد في 8 أيار 2009 ، واستمع إلى تقارير نوّاب الرئيس والعمداء والمدراء، وناقش الموازنة وصدّق عليها. ثم تطرّق المجلس إلى موضوعات إنمائية وتربوية ولاسيما الوضع الطلابي وتزايد أعداده اللافت، والبنى التحيتية والإنشاءات الجديدة التي تسير بوتيرة سريعة بعضها في طور الانتهاء: مبنى كلية الطب، مبنى المكتبة المركزية، مبنى الهندسة الكيميائية إلخ. كما وافق على منح لقب الامتياز لأحد أساتذته المتقاعدين.
وبعد انتهاء الاجتماع، انتقل الجميع إلى مطعم معهد السياحة وإدارة الفنادق حيث أقيمت على شرفهم مأدبة غداء.