استضاف مسرح “مركز الصفدي الثقافي” ندوة حوارية من نوع مختلف، تناولت نظريات علوم الرياضيات والجيومتري مع الباحث الدكتور رشيد متى متى، صاحب نظرية الجيومتري اللبنانية، والباحث الدائم عن الحقيقة، متناولاً المسلمة الخامسة لإقليدوس ومحاولات البرهنة ومساهمة العلماء العرب في هذا المجال، إضافة إلى شرح آلية أن تثمر الجيومتري اللبنانية، وذلك بمشاركة حوارية لم تخل من النقاش المبني على أسس علمية من قبل أساتذة الرياضيات في المدارس والجامعات في طرابلس والشمال، كما حضرت اللقاء زوجة الباحث متى الإعلامية مي متى.
افتتحت الندوة بكلمة للدكتور مصطفى الحلوة ممثلاً “مؤسسة الصفدي”، حيث قال: ” عندما تؤكد التجارب حقيقة ما، يبتُّها العالم بكل تفتّح، حتى وإن كانت مُعارِضَةً لما سبق تحصيلُهُ من معارف، ولنا مثال على هذا كله في النظريات العلمية المعاصرة التي جاءت بما يدعو إلى مراجعة جذرية لمفاهيم العلم الكلاسيكي. ولقد وعى العديد من الباحثين هذه المسألة فجهدوا في إيجاد معايير وضوابط تُشكّل صمامات أمانٍ للمعارف العلمية قاطبة، …”. وقال حلوة: “بعد مرور 2300 عام، وهي الحقبة التي جازتها العبقرية الإقليدية، يأتي عالمٌ من بلادي، هو عالم الرياضيات المهندس رشيد متى متى ليخوض معركة الصراع بين الإقليدية واللاإقليدية، وليقول بالفم الملآن أن المعركة لمّا تنتهِ!. وختم: “تتشرّف “مؤسسة الصفدي” بأن تُشرِّع أبوابها لهذا الحراك العلمي ولكل التظاهرات العلمية المماثلة. فالمؤسسة ندبت نفسها لإعلاء شأن العلم، وأداتُهُ العقل، كما لقيمِ الحقِ والخيرِ والجمال”.
ثم تحدث الدكتور رشيد متى مستهلاً محاضرته يالقول: “إن أقلّ واجباتي أن أقدّم ﺇلى مؤسّسة الصفدي الثقافيّة قطعة من الخلود تقديراً للخدمات الجلّى التي تقدّمها ﺇلى جميع اللبنانيّين ليبقى لبنان وطن الريادة واﻹبداع ولتبقى شرعة العلم الصحيح منارة هدي لكلّ دور العلم في العالم. إن هذه القطعة لها أخ في نقابة مهندسي الشمال تسلّمه نقيبها في الخامس من أذار بمناسبة عشاء الحقيقة الثالث، الذي يصبح في السنين المقبلة عشاء الجيومتري اللبنانيّة”. أضاف: “… ولا يجوز بعد ظهور الحقيقة الناصعة أن تستمرّ دور العلم في مناهج تسوّق للخطأ. آن الأوان للتخلّص من الرياضيّات الحديثة العرجاء وﺇحلال مكانها الرياضيّات الصحيحة التي تقودها الجيومتري اللبنانيّة”.
ثم تناول الباحث متى بالتفصيل النظريات الجيومترية المختلفة ومحاولات البرهنة، عارضاً لإنجازاته البحثية التي تعدت العشرة، وآخرها “شرعة العلم الصحيح”، كما أعلن عن قرب إصدار “مجموعة الحقيقة اليقين” والتي تضم أربعة كتب في الجيومتري والحساب والفيزياء التي تكشف الأخطاء في الجيومتريات المناقضة لأقليدوس وفي الحساب وفي نظريات أينشتاين للنسبية. واعتبر الباحث متى أن هذه المجموعة “تجعل من لبنان المؤسس الحقيقي والوحيد للرياضيات والعلوم ونظرية المعرفة”.
ثم دارت مناقشات اتسمت بالحدة العلمية، والنظريات المتناقضة مع فكر الباحث متى، وكان إجماع على ضرورة نشر هذه النظريات في مجلة علمية متخصصة ليتسنى للخبراء فيها مناقشتها وتحليلها.