شاركت نقابة المهندسين في طرابلس في اعمال الندوة التحضيرية الاولى للمؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرين تحت عنوان” الأمن المائي العربي” والتى عقدت في الخرطوم من 23 الى 24 تشرين الاول 2010 ونظمها اتحاد المهندسين السودانيين بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، وتمثلت النقابة بالمهندسين : د. جلال حلواني، احمد فاخوري وعامر حداد.
وقدمت خلال الندوة التي عقدت تحت رعاية المهندس كمال على محمد وزير الري والموارد المائية السوداني وبمشاركة عدد من الدول العربية ، 14 ورقة متخصصة عبر 4 محاور تشمل: الحقوق المائية العربية فى الاراضى المحتلة، محور اثر الامن المائى على الامن الغذائى ومحور مشاكل المياه المشتركة فى الوطن العربى وما حولها، ومحور التغير المناخى واثره على الامن المائى العربى.
وقد القى عضو اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس د. جلال حلواني محاضرة بعنوان ” الأطماع الإسرائيلية في المياه اللبنانية والأمن المائي العربي ” تطرق فيها الى واقع المياه كعامل حاسم في الاستراتيجية الإسرائيلية، وقدم سردا تاريخيا للأطماع الإسرائيلية في المياه اللبنانية منذ ما قبل تأسيس دولة إسرائيل، مذكرا بتعليق مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هيرتزل في اختتام المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في بال في سويسرا عام ١٨٩٧ قائلا : “أننا وضعنا أسس الدولة اليهودية بحدودها الشمالية التي ستمتد إلى نهر الليطاني”، وتناول حلواني اشكالية مضخة المياه من نبع الوزاني سنة 2002 والتدخلات الدولية التي رافقت هذه الحادثة، واكد حلواني على ان بقاء الاسرائيلين في منطقة مزارع شبعا بحجة عدم تحديد هوية المنطقة (لبنانية او سورية) ليس هو السبب الحقيقي وانما لكون المنطقة غنية بالمياه . ولفت حلواني النظر الى ان الفترة الزمنية التي بقي فيها الاحتلال الاسرائيلي في الجنوب شكلت مدة كافية لكي يقوم المحتل في سلب خيرات الشريط الحدودي ونقل المياه من الليطاني بحافلات للنقل والإستفادة الكاملة من نهري الوزاني والحاصباني وحرمان القرى اللبنانية المحتلة التي على الضفاف من الإستفادة من النهرين سواء للري أم للشرب عارضا لمشاريع تحويل مياه نهري الليطاني والوزاني اللبنانيين الى داخل الاراضي المحتلة الفلسطينية استنادا الى دراسات الخبراء الاميركيين لاودرميلك وهيز وسافج وجونسون وكوتون، وعرض حلواني قسما من تصريحات المسؤولين الاسرائيلين العلانية بعزمهم وضع اليد على مياه الليطاني والحاصباني وحرمان لبنان من مياهه ورفضهم القطعي تطبيق القوانين الدولية المتعلقة باحواض المياه التشاركية.
وفي ختام المؤتمر اصدرت الندوة توصياتها وبيانها الختامى والذي اكدت على اهمية التأمين على دعم التعاون العربى المشترك فى مجال الموارد المائية وتشجيع الاستثمار فى مجال الانتاج الزراعى وازالة كل المعوقات التى تحول دون انطلاقة العمل المشترك وطالبت الندوة ببناء شبكة معلومات خاصة بالموارد المائية بالوطن العربى والعمل على الاستغلال الامثل والعادل للاحواض المائية المشتركة بما يؤمن الحقوق المائية العربية.
ودعت التوصيات الى وضع برنامج اقليمى لانتاج الغذاء بالسودان نظرا للامكانيات الهائلة الى يزخر بها فى المجال المائى والزراعى، بجانب ترشيد الاستخدام للموارد المائية والتركيز على مشاريع بناء القدرات لدى المؤسسات الوطنية العربية فى جميع المجالات المتعلقة بالموارد المائية ونوهت التوصيات الى اهمية كشف الاطماع الصهيونية فى موارد المياه العربية من خلال تسخير الاعلام العربى على اوسع نطاق، كما طالبت بوضع الخطط الوطنية بالدول العربية للتنمية الشاملة للموارد المائية لتحقيق الامن الغذائى بجانب اعداد نموذج عربى للمناخ لتحديد المخاطر المحتملة والمستقبلية على الموارد والمتطلبات المائية ، علاوة على انشاء معاهد ومراكز بحثية متخصصة فى مجال الموارد المائية .
وتعتبر ندوة الامن المائى العربى هى الاولى فى سلسلة ندوات ، حيث ستعقد ندوات لاحقة في الامارات وسوريا فيما سيعقد المؤتمر بالمملكة العربية السعودية فى كانون الاول 2011.