اقام اهل الشهيد الرائد وليد ياسين الشعار وبلدية عكار العتيقة، ولمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاده برعاية قيادة الجيش احتفالا تخلله ازاحة الستارة عن النصب التذكاري للشهيد، ورفاقه الشهداء العسكريين في بلدة عكار العتيقة.
حضر الاحتفال قائمقام اول عكار طوني مخيبر ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العميد فيصل الرشيد ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الرائد ماجد الايوبي ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المقدم نزار الجردي ممثلا المدير العام للجمارك، مدير اعمال عصام فارس المهندس سجيع عطية، العميد المتقاعد غازي غطاس ممثلا رئيس رابطة قدامى القوى المسلحة اللبنانية العماد المتقاعد ابراهيم طنوس، ذوو شهداء عكار العتيقة والدورة، وحشد من رفاق الشهداء واصدقائهم ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات امنية وروحية واجتماعية وحشد كبير من ابناء الجومة وعكار العتيقة.
بداية النشيد الوطني، فدقيقة صمت على روح الشهيد والشهداء ثم آي من الذكر الحكيم من الشيخ عبد المجيد الزعبي فالفاتحة.
بعد ذلك، القت عريفة الاحتفال فدى الشعار كلمة رحبت فيها بالحاضرين وخصت وفد بلدة جزين الذي يشارك اهل الشهيد وابناء البلدة بهذه المناسبة.
ثم القى مدير ثانوية عكار العتيقة احمد ملحم كلمة اهدى فيها باسم اهالي عكار العتيقة والدورة هذا التكريم الى رئيس الجمهورية وقائد الجيش، آملا ان يكون لعكار العتيقة نصيبا دائما في المدرسة الحربية قائلا: “لا تقبلوا منا الا ان نقدم لهذه المؤسسة خيرة الشباب المتعلم والكفؤ وكلنا امل برعايتكم وتجاوبكم”.
بعد ذلك قدم عضو رابطة قدامى القوى المسلحة المؤهل اول المتقاعد جرجس تومية قصيدة من وحي المناسبة، كما وجهت الطفلة جودي الشعار رسالة حب واعتزازا واكمال مسيرة عمها الشهيد وليد لرفع اسم لبنان عاليا.
كلمة اهل الشهيد الرائد وليد الشعار واهالي الشهداء القاها عمه كامل الشعار جاء فيها:”تحل الذكرى الرابعة للاستشهاد وهم هم باقون فينا ومعنا، كيف ننساهم من بدمائهم الزكيةالطاهرة دفعوا عن الوطن خطر ارهاب مفتت مقسم”.
وتوجه الى الشهيد قائلا: “في كل بقعة من ارض الوطن الحبيب لبنان، اديت واجبك العسكري فيها، كنت مثالا للاخلاق واداء الواجب، كل عارفيك بكوك يوم استشهادك، كما عائلتك وبلدتك وكل محبيك، جزين الوفية وافتك مشيعة معزية بنصب تذكاري مجسمة مجسدة مع عائلتك العسكرية اولا وعائلتك واهل بلدتك ثانيا، جزين قالت الشهيد وليد حي باق فينا، من القلب من والدي الشهيد من العائلة والمحبين شكرا بلدية وفعاليات جزين”.
ووجه باسم العائلة وعكار العتيقة الشكر الى رئيس الجمهورية والحكومة وقائد الجيش والقادة الامنيين ورفاق الشهيد وليد في دورة قانا الجليل، على مشاركتهم تمثيلا وحضورا في هذه المناسبة.
ثم كانت كلمة بلدية عكار العتيقة القاها رئيسها خالد بحري اعتبر فيها ان المناسبة تتجاوز في بعدها الوطني والانساني كل الحساسيات المناطقية والطائفية والمذهبية، معتبر ا ان “تكريم الشهيد وليد ورفاقه الشهداء فرض وواجب على كل مواطن ومسؤول، لأنهم باستشهادهم وهبوا الحياة للوطن وعززوا مناعته واستقراره ووحدته، ولولاهم لأصبحت الدولة دويلات، والمجتمع مجتمعات وعصبيات متناحرة لا يستفيد منها الا اعداء لبنان، وباستشهادهم رسموا خارطة الطريق لخلاص لبنان”.
وطالب البحري “الحكومة الجديدة بوضع خطة طوارىء اقتصادية وتنموية من اجل رفع الحرمان عن عكار والذي تجلى مؤخرا بتغييبها عن التشكيلة الحكومية، مطلقا صرخة بأن دماء الشهداء العسكريين لن ترحم”، وقال: “لا تدعوا هذه الدماء الزكية الطاهرة تهز ضمائركم وتلعن تجاهلكم وتقصيركم، كلما نظرتم في وجوه آباء وامهات وزوجات واطفال ابناء شهدائنا، لأن دمائهم دين علينا يجب ايفاؤه”.
كلمة قائد الجيش
بعد ذلك، كانت كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي القاها ممثله في الاحتفال العميد فيصل الرشيد وقال فيها: “لم تكن الشهادة يوما الا طريقا للمجد والخلود، لا يسلكه الا الرجال الابطال، المستعدون دائما لبذل الغالي والنفيس، دفاعا عن الوطن وحفاظا على كرامة شعبه”.
اضاف: “وعلى هذا الطريق، مضى شهيدنا الغالي وليد، وهو يواجه الارهاب المجرم بقسم اكبر من الحياة متوجا حياته بشهادة حمراء تتخطى كل تضحية وتفوق كل عطاء”.
وتابع: “بعد اربع سنوات على ارتفاعك شهيدا في معركة نهر البارد، لا تزال اصداء شجاعتك الفائقة، ومآثرك البطولية تتردد في الآذان والعقول، ولا تزال صورتك البهية تنطبع في القلوب قبل العيون، وها هم اليوم اهلك واصدقاؤك في بلدة عكار العتيقة، التي احتضنتك طويلا بين ذراعيها، يتداعون الى هذا المكان ليمنوا أنفسهم ببعض الاكرام والتقدير لروحك الطاهرة، من خلال اقامة نصب تذكاري، ليكون شاهدا للاجيال، على عظمة تضحياتك ونبل اخلاصك، ويكون امثولة لكل عابر، انه بدماء الشهداء والابطال يحيا الوطن ويحرر ويصان”.
اضاف: “ايها الشهيد البطل، افتقدك الجيش علما من اعلامه، ضابطا عصاميا، مستقيما كحد السيف، شجاعا مقداما لايهاب الخطر ولا يهون امام الصعاب، افتقدناك رفيق سلاح، يحظى باحترام وتقدير كل من حوله، يندفع في تنفيذ المهمات الى اقصى الحدود، ويتحمل الصعاب والمشقات برحابة صدر، ويبذل الجهد والعرق والتعب بصمت”.
وتابع: “افتقدناك ابن عائلة كريمة اصيلة المنبت وافرة العطاء وابن عكار العزيزة التي واكبت الجيش منذ تأسيسه ورفدته ولا تزال بخيرة الرجال الاوفياء والتي اختصر اهلها محبة الله والوطن في تعانق طوائفهم ومذاهبهم وفي الحفاظ على الوحدة الوطنية والعيش المشترك في اصعب الظروف وادقها، مقدمين صورة ناصعة عن لبنان الرسالة لبنان التنوع و الحرية والانفتاح، وباسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، اشكر كل من ساهم في تشييد النصب التذكاري، واقامة هذا الاحتفال العامر بروح المواطنية والاخلاص، تحية اكبار واجلال الى روح الشهيد في عليائه والى كل شهداء الجيش وادام الله ذكراهم و مآثرهم العطرة نبراسا للرفاق وهديا للأجيال الوطن”.
درع تذكاري
بعد ذلك قدم رئيس البلدية خالد بحري درعا تذكارية الى ممثل قائد الجيش، ثم توجه الجميع الى الساحة الرئيسية حيث رفعت الستارة عن النصب التذكاري ولوحة باسماء الشهداء العسكريين من ابناء عكار العتيقة والدورة على ايقاع فرقة موسيقى الجيش، ووضعت اكاليل من الزهور على النصب، بعد ذلك تمت ازاحة الستارة عن لوحة تسمية الشارع باسم الرائد الشهيد وليد الشعار.