الرئيسية » أخبار محلية » ندوة في عكار عن المواطنة والوحدة

ندوة في عكار عن المواطنة والوحدة

 نظم “المؤتمر الشعبي اللبناني- مجلس عكار” ندوة حول “المواطنة والوحدة”، في تكميلية بزبينا الرسمية، تحدث فيها راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الأورثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة ومسؤول الشؤون الدينية في “المؤتمر الشعبي اللبناني” اسعد السحمراني، وقدمها القائمقام السابق مقرر لجنة اتحاد الكتاب اللبنانيين في الشمال نبيل خبازي.

حضر الندوة الشيخ وليد اسماعيل ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، مسؤول لجنة العلاقات العامة في “التيار الوطني الحر” وليد الاشقر، ممثل منسقية الجومة- الشفت- السهل في “تيار المستقبل” سامر خزعل، كاهن رعية القريات المارونية المونسينيور الياس جرجس، الاب ابراهيم سروج، الامين العام ل”الجمعية اللبنانية للانماء الريفي” جان موسى ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات سياسية وثقافية واجتماعية وتربوية ورجال دين.

خبازي

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح شهداء تفجيرات طرابلس والرويس، ثم النشيد الوطني، فكلمة لخبازي رحب فيها بالحضور، معتبرا ان “هناك حاجة في لبنان الى سياسية بل نظام يجسد مفاهيم المواطنة ومبادءها في المجتمع الموحد، ولتتحد جماهير لبنان بقوة في مواجهة الازمات الداخلية والتصدي للعدوان الخارجي عند حصوله”.

منصور

ثم قدم المتروبوليت منصور مداخلته تحت عنوان “المواطنة والعروبة في المسيحية”، وتناول فيها ما ورد في الكتاب المقدس حول الوطن والمواطن، وقال “ان الوطن الدائم هو السماء وفيها يولد الناس فرادى، اما الجنس فباق على الارض”، متحدثا عن “علاقة الآباء والرهبان بالوطنية وقضية الخلافات السياسية وتأثيرها على الدين”.

كما عرض منصور لمواقف تاريخية للبطريرك الياس الرابع في حلب ولاهور حول العلاقات الاسلامية المسيحية والقضايا الوطنية.

واعتبر ان “المواطنة هي احترام الانسان للانسان، لوجوده وثقافته وتاريخه ومصيره”، موضحا ان “المسيحية لا تسمح بالقتل الا في حالة الدفاع عن الاوطان، حفاظا على ابنائها ومجتمعها”.

وقال انه “نتيجة للخبرات المتراكمة عبر الزمن وقياسا على الحكمة المستوحاة من هذه الخبرات، صار مفهوم المواطنة مدرك بشكل كبير ومقنع، ولهذا عندما يتكلم الناس عن الاوطان تتمركز في الرؤوس وتتعامل في الاذهان الكثير من الرؤى المسبقة الصحيحة”.

جديدة

وقدم جديدة مداخلته التي تحدث فيها عن “الكليات الخمس التي فيها تفاصيل الخير كله وفيها معاني السماحة كلها وفيها مضامين الحقوق جميعها، هذه الكليات الخمس التي جاءت الرسالات السماوية لتأكيدها وهي حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ الدم، حفظ المال وحفظ النسب، واضاف اليها الامام ابن عاشور كلية اخرى هي الحرية”.

واعتبر جديدة ان “حفظ الدين يكون كما اختاره الانسان لنفسه، فلا اكراه في الدين، الذي يريد ارواحا لا اشباحا”، مؤكدا ان “الانسان مكرم في اصله ولم يقل الكتاب عز وجل لقد كرمنا المسلمين ولا بني فلان او فلان بل بنو آدم جميعا. وهذا مطلبنا الحقيقي، اننا جميعا اخوة ننتمي الى اب واحد وام واحدة، ثم بعد ذلك يكون التنوع الذي هو ثراء للانسان، لا ليكون هذا التنوع على حساب وحدة الانسان او كرامته الانسانية”.

وتناول العلاقة مع الشريك الآخر، فدعا الى ان “نذوب في وحدة وطنية ترفعنا فوق كل انقسام، واننا اليوم هنا من اجل ان نجعل بلدا متماسكا وامة عربية متوحدة ترجو النهوض لكل ابنائها. ان الحوار فريضة وان الحوار مع اهل الكتاب مثال يجب ان يرتقي الى مستوى راق من الجمال والكمال والحوار والادب والسلوك”.

بعد ذلك تطرق الى موضوع المواطنة قائلا: “نحن ننتمي الى هذا البلد وهو احق ببرنا وبمواطنتنا وبسماحتنا وبحرصنا وبدفاعنا عنه. نحن جزء من هذه البلاد التي لن نتخلى عنها ولن نفرط بها وستبقى قلوبنا متشبثة بأرضها وكرامتها”.

أضاف: “لبنان هذا، له تاريخ مع الايمان، وتاريخ مع اليقين، وتاريخ من اللجوء الى الله تعالى، وقد روى الأزرقي في تاريخ مكة، ان مكة والكعبة بنيتا من خمسة جبال منها جبال لبنان. فنحن لنا جزء منها، ان هذا البلد له ركن في البيت العتيق هناك، نهفو الى مكة وتهفو هي الى لبنان”.

وختم جديدة: نقول الى من دعا الى الأمن الذاتي في طرابلس، اتقوا الله في هذا الوطن، الامن الذاتي يعني انقساما الى طوائف، وانقساما في هذا البلد، ومعنى ذلك عصبيات لن تنجو منها الاجيال ابدا، نحن لنا بندقية واحدة ووجهة واحدة، البندقية هي بندقية الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، ولنا اسرة واحدة هي الاسرة اللبنانية التي تجمعنا جميعا اخوة تحت سقف ظلالها ووحدة على ارضها وترابها”.

السحمراني

من جهته تناول السحمراني “خلفية اشكالية ظهور اطروحات فكرية في الخطاب الديني والسياسي والاجتماعي تعتمد المنطلقات الفئوية على الساحة العربية”، معتبرا ان “مواجهة العصبيات تحتاج الى اعتماد المنهج الوحدوي في اطار الروح الوطنية العروبية، التي تجمع ولا تفرق ولا تبدد، وتشد ازر الاحرار العرب لترد بهم وبجهودهم، كيد الشرق اوسطيين والصهيوامريكان وكل اعداء الامة”.

واكد ان المواطنة هي “الهوية الثقافية للفرد ولأهل مجتمع الامة التي تميزت بسمات وخصائص عن مواطني امة اخرى، وهي في اساسها تعددية، يتكامل فيها المواطنون على اختلافهم وتنوعهم في اطار المواطنة الصالحة”.

واعتبر ان “حب الوطن هو فطرة انسانية، وان مراجعة دعوات الانبياء والرسل وصلوات الله تعالى عليهم، تبين ان كل واحد منهم كان يبدأ من ابناء قومه وابناء وطنه في مهمته الرسالية وفي دعوته لينطلق بعد ذلك الى الاوطان والاقوام الاخرى”.

وتطرق الى المواطنة والعروبة، فقال: “ان المفاهيم التي انتشرت حول الوطنية والقومية تؤسس لرابطة الوحدة، وان كل دعوة للانفصال او لاقامة كيانات سياسية على اساس طائفي او مذهبي او عرقي او تحت اي مسمى في الوطن العربي، انما هي تخدم اعداء الامة”.

توصيات

في الختام أعلن السحمراني توصيات الندوة، وجاء فيها:
1- إن المطلوب من الجميع أن يعززوا في وجدانهم حب الوطن، والروح الوحدوية التي تقترن بالمسؤولية دونما استهتار أو تهاون في مواجهة كل وافد أجنبي مسموم.
2- إن المواطنة تحتاج من كل مكونات البلد والأمة التزام الحرية بكل تجلياتها مع الروح المسؤولة، ومعها العدالة لأن الظلم سبب في الضعف والتخاذل أو في صناعة الاتجاهات غير السليمة.
3- إن الوحدة الوطنية تعني أن يكون الجميع ملتزمين كلمة سواء وأن يكونوا معا كالبنيان المرصوص لا أحد يسعى للهيمنة على أحد، ولا أحد ينازع لإلغاء آخر، بل المواطنة يعيش في رحابها الجميع بلا تمييز ولا تسلط.
4- إن تنشئة الأجيال يجب أن تكون على أسس تربوية أصيلة تلتزم هوية الأمة ثقافيا، وتصون خصائصها، وهذه الأصالة تكون معها مواكبة للعصر ومنجزاته دونما قبول لأي تطاول على منظومة الأمة القيمية، ولا تفريط بالموروث الأخلاقي الذي يحصن الأجيال استنادا إلى النص الديني الذي وضع الأسس لذلك.
5- صيانة الوحدة الوطنية من كل أشكال الانقسام والفرقة، ومواجهة كل طرح فئوي بأي اسم تسمى.
6- إن صناع الخطاب بكل مستوياته وأنواعه واجبهم هذه الأيام أن يعمدوا إلى الحكمة ونشر التراحم والسماحة والألفة، وأن يتجنبوا في الخطاب كل طرح تحريضي أو كل دعوة للتطرف والغلو.

الحضور
الحضور

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *