تحت عنوان “الدور التركي في المنطقة” نظم مركز العزم الثقافي على مسرح بيت الفن في الميناء ندوة شارك فيها : مستشار أول لدولة رئيس مجلس الوزراء التركي الأستاذ رجب طيب أردوغان الدكتور ابراهيم قالن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي سعات كينيكلي أوغلو والباحث والمتخصص في الشؤون التركية محمد نور الدين. بحضور ممثل عن الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الاله ميقاتي وممثل عن وزير الاقتصاد محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة وممثل عن النائب روبير الفاضل فواز نحاس ورئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى وحشد من الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية و مشاركين.
بداية النشيد الوطني اللبناني ثم النشيد الوطني التركي ثم القى المشرف على مركز العزم الثقافي الدكتور مصطفى اديب كلمة رحب فيها بالحاضرين وبالضيوف الاتراك ثم قال لم تعد اليوم الشؤون التركية شؤون تركية وحسب بل اصبحت تعنينا جميعا وخاصة بعد ان رفعت راسنا باسطول الحرية واشار الى ان الحوار اليوم اصبح حاجة لكل شعوب العالم و يبني التفاعل بين الحضارات ويمنع تصادمها.
ولفت الى ان الدور الوسطي التركي الذي تؤديه تركيا مستندة الى هويتها الاسلامية من جهة وعلمانية نظامها من جهة اخرى وانتمائها الى عدة تجمعات اوروبية وهي عضو في الحلف الاطلسي كل هذا يجعلها قادرة على التحاور مع الجميع من دون اي مركبات نقص او ممنوعات وهذا ما يكسبها قوة ولعله يساعدنا نحن كعرب اذا استطعنا تنسيق جهودنا مع جارتنا وصديقتنا تركيا ان نصل الى ما نصبو اليه.
بعد ذلك القى المستشار الأول لرئيس مجلس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الدكتور ابراهيم قالن كلمة شكر فيها جمعية العزم والسعادة و الرئيس نيجب ميقاتي على هذه الضيافة.
ثم قال: هناك عدة امور كل اللاعبون في العالم كانوا يتكيفون اثناء الحرب الباردة اما ان نكون مع احد الفريقين اي مع الاتحاد السوفياتي او مع الولايات المتحدة ومع انتهاء هذه الحرب بد ت الصورة معقدة وبدا العالم يعي اننا امام مرحلة جديدة و بدانا في محيطنا نشهد جغرافيا جديدة غير التي فرضت في اواخر القرن التاسع عشر والتي وضعت الحدود بين تركيا وسوريا ولبنان ومصر فلسطين و اصبحت هذه الجغرافيا غير كافية لتعكس واقع الشعوب الذين يعيشون في المنطقة والعنصر الاهم هو في ظهور الثقة بالنفس في السياسة التركية واصبحنا نحاول ان نلعب بالتاريخ ولا نكتفي ان نشاهد الحدث وان يلعب التاريخ بنا وبدا الصراع لتجاوز المركزية الاوروبية التي سيطرت على عالمنا بدا بالاعجوبة الاغريقية التي وبدا العالم ينسلخ عنها فالصين لديها تاريخ واميركا اللاتينية ايضا نحن لدينا تاريخ.
واضاف: نحن اليوم لا نسعى للمنافسة مع الاخرين بل نقوم بما يلزم لتمكين مصلحتنا ونكسر الحواجز بين دولنا بين تركيا ومصر وسوريا ولبنان وما نريده ان لا يكون الشرق الاوسط ساحة حروب بعد اليوم بل نريده مهدا للحضارت ومركزا لها دون ان ننسى أصدقاءنا الأوروبيين الذين حاربوا بعضهم طويلا واليوم اصبح لديهم الاتحاد الاوروبي واصبحوا شبه موحدين.
وانهى كلامه بالقول ما علينا ان نقوم به ان نسلك خط الوسطية نميز بين الحق و الباطل وان نبعد عن التطرف واننا سنشهد في القرن الواحد والعشرين تحولا كبيرا من المركزية الأوروبية الى هذا الجزء من عالمنا وعلينا ان نسهل عملية التغيير هذه.
من جهته رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي سعات كينيكلي اعرب عن سعادته يزيارة لبنان كونه يزوره اول مرة وشهد ترحيبا كبيرا من اهله
وراى اننا امام تحول تاريخي ليس في تاريخ تركيا وحسب بل في تاريخ العالم وبروز قوى عالمية جديدةمثل الصين والهند والمقاومة لمجابهه المصير الذي فرضه الاخرين ورغبة في التغيير.
ومع عودتنا الى ساحتنا يرى البعض ان تركيا لديها رجل في الغرب ورجل في الشرق والصحيح ان تركيا لا تريد ان تدير وجهها الى العرب بل لتصحيح ما حدث ايام الحرب الباردة، والمفهوم الاستراتيجي يفرض عليها علاقة جيدة مع محيطها وخاصة في المشرق العربي.
و اضاف كان يقول البعض في تركيا العرب لا يحبونكم ووجدنا بعد ذلك عكس ذلك بغض النظر عن الدين الذي يجمعنا اننا جزء من هذه المنطقة ونواجه مصيرا واحدا ونتفاجا للاهتمام الذي يولوننا به فتأتينا الوفود من اليمن وماليزيا وغيرهم من البلدان ليتعرفوا على تركيبة حزبنا وليتعرفوا على عمل الشباب والنساء وكيف يكون هذا البلد المسلم منسجما مع الديمقراطية وشرعة حقوق الانسان والمساوة بين المراة والرجل ،ونفتخر اليوم اننا نضع مسؤوليات جسام على اكتافنا ونحن لا نتحرك بناءا على الانفعالات بل نعتمد على عقولنا.
وتابع قائلا اننا وضعنا شروطا لتطبيع علاقتنا باسرائيل و رفع الحصار عن غزة والاعتذار والتعويض عن الخسائر التي لحقت باسطول الحرية والكل يراهن اننا سنتراجع عن موقفنا وما نؤكده اننا سنحمل اسرائيل المسؤولية في قتل مدنيينا التسعة ولن نتراجع عن حقوق شعبنا.
اننا نمر في لحظات تاريخية وسط اجواء تحول كبير في عالمنا الذي اصبح قرية صغيرة واصبحت الاحداث امام اعين جميع العالم والكل علم بقتل المدنيين العزل على اسطول الحرية، لذلك ادعو اصدقاءنا في لبنان مهما كانت انتماءاتهم ان يقفوا الى جانبنا لصناعة شرق اوسط جديد قادر على العيش بسلام.
بدوره الباحث في الشؤون التركية محمد نور الدين تناول باسهاب الوضع التركي والاسباب التي ادت به الى سلوك هذه الطريق واشار الى المسالة اليوم تعود الى البعد الاستقلالي التركي.
ثم تحدث عن العقبات التي تواجه الدور التركي مثل الفراغ العربي الذي يعتبر تواطؤا لتعطيل الدور التركي والمشكلة تكمن في الخيار السياسي العربي لدى العرب مشكلة انهم اصبحوا ورقة بايدي الولايات المتحدة والمشكلة اليوم ليست عن تركيا بل ولكن لا يمكن للدور التركي ان يتقدم في الشرق الاوسط في ظل اعتراض بعض الدول العربية عليه .
واضاف ان ما انجزته تركيا في جوارها العربي والاسلامي كان تاريخيا وبالاتجاه الصحيح وينسجم مع هويتها وفي الوقت نفسه مع تطلعاتها الاقليمية والدولية، وان تحصين دور تركيا هو الحل لاستمراره والفرص التاريخية لن تتكرر ورغم الهجمة الغربية الاسرائيلية على هذا البلد فان الظروف الاقليمية والدولية في ظل المازق الغربية في العراق وافغانستان وعجز واشطن عن قيادة العالم والازمة المالية العالمية ظروف مؤاتية لا تتكرر لاستمرار الدور وتحصينه ام التخلي عنه او تحجيم الطموح فيعني ان تركيا انحنت عند اول عاصفة هبت عليها وهو الانتحار بعينه.
وفي الختام دار حوار بين الحاضرين و الضيوف تناول العلاقة بين طرابلس وتركيا ولبنان ومجمل القضايا ا لساخنة التي تعني المقاومة و الحقوق العربية والاسلامية
وكان الوفد التركي الذي زار طرابلس بدعوة من جمعية الصداقة التركية قد التقى رئيس واعضاء بلدية طرابلس وجال على بعض المراكز الاثرية والسياحية في المدينة كما زار مراكز جمعية العزم والسعادة الاجتماعية الصحية والتربوية والثقتافية.