الرئيسية » أخبار محلية » ندوة فكرية عن ترسيم الحدود بين الوطني والقومي.. تضاد أم تكامل
نظم منتدى الحوار الوطني الديمقراطي والمركز الثقافي في طرابلس ندوة فكرية بعنوان: "ترسيم الحدود بين الوطني والقومي.. تضاد أم تكامل".. شارك فيها نائب

ندوة فكرية عن ترسيم الحدود بين الوطني والقومي.. تضاد أم تكامل

نظم منتدى الحوار الوطني الديمقراطي والمركز الثقافي في طرابلس ندوة فكرية بعنوان: “ترسيم الحدود بين الوطني والقومي.. تضاد أم تكامل”..

شارك فيها نائب رئيس الحزب السوري الاجتماعي الامين توفيق مهنا ورئيس لجنة الدراسات في التيار الوطني الحر الدكتور ادونيس عكرة، وقدم الندوة الدكتور عاطف عطية وذلك في قاعة المركز الثقافي في طرابلس في حضور حشد من الفعاليات والشخصيات والمهتمين.

بعد كلمة ترحيب من عبد الله خالد  ألقى الدكتور عاطف عطية كلمة اعتبر فيها ان العلاقات السياسية بحاجة الى علاقات اجتماعية وثقافية، لذلك فان قضية ترسيم الحدود تعتبر خطوة سلبية لكل من اراد ترسيمها ونحن نرفض بحكم التاريخ والجغرافيا والثقافة والسياسة هذا المنطق الذي يعرقل مسيرة الناس. وقال: من المفارقة ان الحدود عليها ان تكون مفتوحة باتجاه الغرب، والغرب يريدوننا بلا حدود مع الجوار ويريدوننا بلا ثقافة وبلا حياة مشتركة يريدوننا متفرقين كالقطعان البشرية عليها ان تنقاد دون وعي وعليها ان تخضع لحدود تعرقل حياتنا، ولا اعتقد ان هناك فرضية تتعامل على اساس مسألة وطنية وقومية ومسألة عابرة للوطن وهما في معنى واحد ـ الوطنية الشعور بالانتماء الى الوطن ـ والقومية هي الوعي وترسيخه من اجل ان يكون الحافز الاساسي في شعورنا الوعي واللاوعي.

                                  الامين توفيق مهنا

بعدها القى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين توفيق مهنا مداخلة قيمة رأى فيها ان موضوع العلاقة بين الوطني والقومي هي مسألة محورية رافقت نشوء الكيان اللبناني في اعقاب الحرب العالمية الاولى وبعد أن فعلت معاهدة سايكس – بيكو الاستعمارية فعلها الآثم في تقسيم سورية الطبيعية وتجزئة وحدتها الجغرافية واصطناع هويات سياسية متنابذة ينجم عنها إلغاء الشعور القومي الواحد وفقدان الهوية الواحدة وضياع المصير الواحد وإبقاء البلاد في حالة التفكك والتخلف والضعف لتحقيق أمرين اثنين: الامر الاول إطالة أمد السيطرة الاستعمارية الجديدة التي حلت محل السيطرة العثمانية وقضت على تركيا “الرجل المريض”والامر الثاني تمكين الحركة الصهيونية من زرع كيان يهودي صهيوني استيطاني عنصري في فلسطين ينمو في رحم الامة.

وقال مهنا: الكيانات السياسية باتت امرا واقعا لها مريدوها ومعترف بها دوليا واقليميا ومحروسة من قوى دولية نافذة و”مشرعنة”من مرجعيات دينية وسياسية ومن مثقفين وانتهازيين كثر.

ولفت مهنا الى “اننا حزب رفض فعل الاستعمار في التجزئة ويتمسك بالهوية الاصلية التاريخية والحضارية والجغرافية انطلاقا من مفهوم علمي يرى ان الامة هي واقع اجتماعي بالدرجة الاولى يتجاوز ويتخطى الكيانات السياسية المستحدثة وهو ما اشار اليه مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

ورأى مهنا أن مطاليب العمل السياسي لفروع الحركة السياسية القومية المنتشرة في لبنان والشام وفلسطين وشرقي الاردن والعراق وضرورة الاهتمام بالعمل السياسي العلني توجب علينا الاهتمام بالبرامج السياسية الخاصة التي يجب ان تقرر لكل فرع من فروع الحركة السورية القومية بطريقة يمكن معها العمل للغاية الكبرى بدون تعريض سلامة الحركة للخطر.

واوضح مهنا ان المشكلة هي في النظام السياسي المتخلف وهي في أهل الحكم الرجعيين والطائفيين والاقطاعيين. وهي في ثقافة العداء والانعزال والانسلاخ عن البيئة الطبيعية روحيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.وهي في نظام يبقي الكيان ملجأ لا دولة – مواطن، ويبقي الكيان في حالة اهتزاز بفعل اصرار فئات فيه على ربطه بأحلاف معادية للحقوق القومية والعربية وعزله وتحييده عن موجبات الالتزام القومي.

ورأى مهنا ان هناك فريق طوائفي يحدثنا عن العبور الى الدولة وفي الممارسة يصلب الدولة على حائط الاعدام بالعودة الى قانون الستين الانتخابي أو بالتهرب من تشكيل هيئة وطنية لدراسة سبل الخلاص من الطائفية أو باغتيال حق الشباب في المشاركة وفريق يحدثنا بلغة المستقبل ونوابه يوصدوا في وجه الشباب باب ولوجه وفريق يحذر من بقاء لبنان دولة فاشلة ويشل كل ركائز الدولة المؤهلة عبر تكريسه واقع الدويلات الطوائفية حيث لكل طائفة مدرستها جامعتها مستشفاها خدماتها اعلامها وكتاب تاريخها واقتصادها بعد حين. ولفت مهنا الى ان المشكلة هي في هوية الكيان ودوره وفي نظامه السياسي العاجز عن تحويله من كيان معلول مرمي في غرفة العناية الفائقة الى كيان معافى نابض بالحياة.

واكد على عدة قواعد أبرزها:

أن الوعي الوطني هو بالضرورة وعي قومي لان الوعي الوطني الذي ينهض على اساس لبنان الرسالة هو ضمانة لبنان والمصلحة القومية والعربية، ثم الوعي الوطني الذي يستهدف تحرير النظام السياسي من لوثة الطائفية والمذهبية هو بالضرورة وعي قومي ومصلحة قومية لان الطائفية خطر على الأمة، ثم الوعي الوعي الوطني الذي يقوم على بناء مجتمع مدني جديد متألق بثقافة وحقوق ونبل كرامة الانسان دون اي تمييز هو وعي ثقافي قومي ويشكل حجر الزاوية في بناء الكيان والأمة وان كل الخطر على الأمة الفكر التجزيئي التفتيتي الفدرالي الذي يقوم على فرضية عقيمة ترى اننا شعب هو مجموعة طوائف او قبائل او عشائر او اتنيات عنصرية. وهذا الفكر يلتقي مع مشروع الشرق الاوسط الصهيوني الاميركي اما الوعي الوطني فهو الذي يرسي على ثوابت الالتزام بالمقاومة والعلاقة المميزة مع الشام ويبني استراتيجية التكامل ويتمرد على منطق قوة لبنان في ضعفه وعلى تفاهة نظرية قوة لبنان في حياده وانعزاله عن البيئة وتقوقعه داخل مغاور التاريخ وكهوفه المظلمة وارتهانه الى مبدأ الحماية الخارجية، هو بالضرورة وعي قومي يحصن الكيان ويخدم قضية الأمة، فالطائفي لا يمكن ان يكون وطنيا والمذهبي لا يمكن ان يكون وطنيا.

وختم مهنا متسائلا:هل بالإمكان إذا إنتاج هوية وطنية متكاملة مع الالتزام القومي؟

يجيب مهنا: نعم، شرط ارتكاز هذه الهوية الى صورة ثلاثية الابعاد قوامها الدولة، المدنية الديمقراطية والعداء للصهيونية ومقاومة الهيمنة الاستعمارية على المنطقة وفي كلام محدد فإن شرط بناء الهوية الوطنية محاربة الطائفية والتحرر منها في دعم المقاومة وبناء الدولة القوية واقامة العلاقات الاستراتيجية مع سوريا عمق لبنان وبوابته الى العروبة.

بعد ذلك كانت مداخلة للدكتور ادونيس عكرة عرض فيها مقاربة بين الفكر الغربي والفكر الذي نشأ في الشرق معتبرا ان الفكر الغربي نشأ ردة فعل على كيانات موحدة هي امبراطوريات تفككت وتشظت فتشكلت دول قوميات وكل دولة اصبحت دولة قومية، وعندنا حين تفككت الامبراطورية العثمانية وقد شارك الفكر القومي العربي في تفكيكها تشظت القومية العربية الى دول واوطان.

واصبح لدينا الدولة الامة والدولة القومية فنشأت الاشكاليات بين الدولة الفطرية والكيانية والقومية.

وقال نحن كتيار وطني حر نتعاطى من زاوية مختلفة في هذه المسألة فنشأت مسألة نشوء الدولة القطرية ووجهت بتيارين عريضين التيار الاسلامي وشعاره الامة الاسلامية والتيار القومي بشقيه الامة العربية والامة السورية، فنحن كتيار نرى ان اشق الثاني هو تيار علماني فيما التيار الاول هو ديني. موقفنا نحن تبني الموقف الذي يقول بالدولة القطرية واطروحة الدولة القومية.

وفي الدستور اللبناني نص يقول لبنان وطن نهائي كامل ودائم لابنائه الذين يحملون الجنسية اللبنانية وقائم بدوره ونحن نحترم الدستور اللبناني بتطبيقه وتفسيره وتعليله.

وايضا في الدستور نص يقول ان لبنان ينتمي بانتماء عربي حضاري، وهذا الوجه العربي اللبناني يؤمن بالانفتاح على الحضارات الشرقية والغربية.

ونحن تبنينا الطرفين باعتبار لبنان قطر عربي ينتمي الى الحضارى العربية وله دور فاعل في هذه الحضارة ونقول ان الدعوة الى القومية السورية او العربية لا تهدد انتماءنا الى القطر اللبناني صاحب الهوية العربية فالحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث اعترفا بالدستور اللبناني، ويجب ان نضع معيارا للقيم المشتركة بين الدول العربية والى تقارب بهذه القيم والعيش المشترك على اسا القيم الانسانية بين الشعوب العربية.

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *