نظم مجلس طرابلس في المؤتمر الشعبي اللبناني وتجمع اللجان والروابط الشعبية ندوة فكرية سياسية في قصر رشيد كرامي الثقافي البلدي بعنوان “العروبة الجامعة في مواجهة التفتيت”، وذلك بمناسبة الذكرى 39 لرحيل القائد جمال عبد الناصر، في حضور الدكتور مصطفى حلوة ممثلاً الوزير محمد الصفدي، والدكتور عبدالمجيد الرافعي والمحامي مصطفى عجم عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني وحشد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية ورؤساء جمعيات ومحامون وتربويون.
بداية مع النشيد الوطني ثم تحدث سمير شركس ودعا الى إعادة الإعتبار للاءات قمة الخرطوم، مطالباً القوى الشعبية العربية والإسلامية للنزول الى الشارع صوناً للأقصى وإسناداً لشعب فلسطين، وأكد على ضرورة وقف كل أشكال التفاوض الفلسطيني مع العدو وكل أشكال التطبيع وإحتضان المقاومة كخيار ونهج وثقافة وسلاح في فلسطين ولبنان والعراق بإعتبارها الوسيلة الأفضل لتحرير الأرض ومواجهة الإحتلال.
ثم تحدث السفير السابق جهاد كرم وقال: “إن حرباً تقوم في كل أقطار العروبة على نقاط الجمع بين الأفراد والشعب، ليس أولى من الوقوف بوجهها وإلحاق الهزيمة بها من التمثل بتجربة الوحدة بين مصر وسوريا التي مثلت المشهد الواعد بتاريخ العرب المعاصر، وأضاف أثبتت التجارب التي مررنا بها أن الوحدة القومية حقيقة قائمة وإن كثرت عليها المؤامرات وهي أمانة في أعناق الأجيال يتوارثوها جيل بعد جيل لحين تحقيقها”.
كما تحدث نقيب المحامين السابق خلدون نجا فقال: “إن الأمة مصابة بمآسي التناحر بين أقطارها والنزاعات الطائفية والمذهبية التي تمزق الوحدات الوطنية لذلك لا بد من العودة الى الفكر القومي العربي الذي جسده جمال عبدالناصر وعاشه ومارسه من خلال الثورة الناصرية التي حملت فكراً عربياً جامعاً”.
وأضاف: “لا يجوز أن يبقى الخلاف الفلسطيني قائماً والمسجد الأقصى مهدد بالسقوط ولا يجوز ان يبقى اللبنانيون أسرى خلافات السياسيين التي منعت تشكيل حكومة رغم أن الوطن مهدد بالكثير من الأخطار مؤكداً أن ما يمكن ان يجمع اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم هو الفكر الوحدوي العروبي”.
وتحدث بإسم حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي رضوان ياسين فقال: “إن الصراع قائم بين من يراهنون على إستمرارية واقع التجزئة والتخلف من جهة وبين القوميين العرب الذين أدركوا ان القومية العربية ظاهرة سياسية اجتماعية كبرى، وهي عقيدة نضالية إستطاعت ان تهز المنطقة بأكملها منذ السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر”.
وأضاف: “ليس من المقبول التحدث عن إنهيار العروبة في حين لا يسمع الحديث عن العدوانية الأميركية التي بدأت محاكمتها سياسياً في الداخل الأميركي ذاته، واشار الى أن العرب بأسرهم تقريباً وقعوا تحت الإحتلال والهجمة الأجنبية ولكنهم إستردوا إستقلالهم في واحدة من أشرس وأعظم معارك التحرر في القرن العشرين ، فماذا كانوا فاعلين لو قدّر لهم ان صدقوا من قال حينها أن هويتهم القومية قد إنتهت بواقعة خضوعهم للإحتلال والهيمنة”.
وأضاف: “أن العروبة تتعرض اليوم لمحنة إستمرار إحتلال العراق ومع ذلك فإن الشعب العراقي يفاجئ العالم بقدرة متصاعدة على المقاومة لم يتوقعها الكثيرون ان تكون بهذه السرعة والفاعلية”.
وأخيراً تحدث بإسم المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري فقال: “إن الصراع في منطقتنا مركّز بين مشروعين ،الأول تحرري وحدوي نهوضي والآخر إستعماري إخضاعي إحلالي تمزيقي يريد إبقاء الأمة في حالة تخلف مستدام”.
وأضاف: “لقد عبر المشروع القومي بالصيغة الناصرية بعد عام 1956 عن المشروع التحرري الوحدوي فاهتزت الأمة من المحيط الى الخليج والتي ما كانت لتهتز لولا وجود القومية العربية التي قال عنها جمال عبدالناصر انها بدأت قبله وستبقى بعده. وأكد انه وأمام مشاريع التفتيت والتقسيم بإسم الطائفية والمذهبية والعرقية والقطرية، لا يسعنا إلا الدعوة للتمسك بالرابطة القومية العربية الجامعة، فطريق تحرير فلسطين يمر عبر الوحدة العربية، وطريق إستعادة القدس والأقصى والمقدسات ووقف الإعتداءات الصهيونية عليهم يمر عبر التضامن العربي، وسبل التقدم والتطور والتنمية لا يمكن ان تتحقق الا عبر المشروع الوحدوي”. ثم عرض لجملة الثوابت التي يراها المؤتمر كمنطلقات للمشروع القومي النهضوي والتي اساسها الإيمان الديني والتكامل بين العروبة والإسلام وإلتزام برنامج واضح يؤكد على حرية العقيدة الدينية والمساواة في المواطنية وعلى الوحدة الوطنية والديمقراطية بجناحيها الاجتماعي والسياسي، وعلى التكاملية التي تقضي بإعتبار الوحدة عملية تكامل بين الوطنيات وليس إحتواء قطر لقطر آخر.