الرئيسية » أخبار محلية » ندوة عن “قراءة واشنطن للمنطقة العربية” في مركز عصام فارس
نظم "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" ندوة بعنوان "قراءة واشنطن للمنطقة العربية: خطأ أم مأساة"، تحدث فيها مدير مكتب "الجزيرة" في بيروت غسان بن جدو ومدير مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط الدكتور بول سالم،

ندوة عن “قراءة واشنطن للمنطقة العربية” في مركز عصام فارس

نظم “مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” ندوة بعنوان “قراءة واشنطن للمنطقة العربية: خطأ أم مأساة”، تحدث فيها مدير مكتب “الجزيرة” في بيروت غسان بن جدو ومدير مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط الدكتور بول سالم، في حضور حشد من الشخصيات والمهتمين تقدمهم وزير العدل السابق الدكتور بهيج طبارة ورئيس الرابطة السريانية حبيب افرام والقيادي الإسلامي الأردني ليث شبيلات.

بو حبيب

بداية، كان تقديم من مدير المركز السفير عبد الله بو حبيب، الذي أكد “أن الواقع الحالي في العالم العربي يتطلب من الولايات المتحدة تغييرات جذرية في النهج والسياسات لتشجيع الإصلاح وتثبيت الإستقرار”، مشددا على “أهمية عدم تجاهل القضية الفلسطينية التي تبقى العقدة الرئيسية امام تحقيق الإستقرار في الشرق الأوسط”.

سالم

وتحدث الدكتور سالم فلفت الى “الأخطاء التي لا تحصى في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتناقض بين الدعم الاميركي لإسرائيل التي تبدو وكأنها أهم من ولاية أميركية، وبين تحقيق مصالح واشنطن في الشرق الأوسط”.

وقال: “رغم امتلاك الولايات المتحدة الاميركية القوة والمعرفة فإنها لا تخطط للمستقبل في شكل سليم، ولا تملك سياسة جاهزة للتعاطي مع التغيرات الدراماتيكية التي تحصل حاليا في منطقة الشرق الاوسط، ودورها فيها يشهد تراجعا لكن لا يمكن تقدير حجمه حاليا”.

ورأى “أن الولايات المتحدة ستحاول في المرحلة المقبلة كبح الجماح الثوري في مصر وتونس وربما في الأردن ودول أخرى، على أن يحصل انتقال ديموقراطي جزئي يبقى فيه الجيش صاحب قرار رئيسي”.

وقال: “إن التغيرات في مصر ستؤدي إلى تداعيات كبيرة على الولايات المتحدة خصوصا لجهة علاقة مصر بإسرائيل والغطاء الذي وفرته لها منذ كمب ديفيد والذي سمح لها بمواصلة الإستيطان من دون أي كلفة”، مشيرا إلى “أن هذا الوضع سيتغير جزئيا وقد يصل إلى حالة مشابهة للموقف التركي الحالي من إسرائيل”.

وأكد “أن الأولويات الاميركية في الشرق الأوسط معروفة وهي أمن إسرائيل والنفط والوجود العسكري في الخليج، إضافة إلى الملف العراقي والحركات التكفيرية الإسلامية”، وقال: “إن غياب الموقف الواضح للسياسة الأميركية يعود أيضا إلى تعدد مراكز القرار في السياسة الخارجية كالبيت الأبيض ونائب الرئيس ووزارة الخارجية والإستخبارات المركزية والكونغرس، فضلا عن تأثير اللوبي الإسرائيلي ووسائل الإعلام”.

ولفت إلى “أن لبنان ليس لديه أولوية في الولايات المتحدة لانها تعتبر ان مشروعها في هذا البلد خسر في أحداث 7 آيار 2008، وسقوط حكومة الحريري لا يغير كثيرا في سياسات واشنطن تجاه لبنان لأن هذا التراجع لنفوذها كان بدأ مع حرب تموز 2006”. واعتبر “أن وضع الفريق اللبناني الحليف لواشنطن تعرض لانتكاسة لكنها جزئية وليست كلية”، مشيرا إلى أنه “بعد مرور عاصفة القرار الظني قد يعود تحالف 14 آذار إلى رئاسة الحكومة”.

بن جدو

من جهته، أكد بن جدو “ان واشنطن ترتكب خطأ مزدوجا إذا استمرت في تهميش الحركات الإسلامية ودعم الأنظمة العربية الإستبدادية”، واعتبر “أن تهميش المعتدلين ساعد على صعود المتطرفين الذين لا يمثلون سوى نسبة قليلة جدا”، داعيا إلى “مراجعة السياسات الاميركية انطلاقا مما حصل في كل من مصر وتونس”.

ورأى “أن الواقع على الأرض يشير إلى انتكاسات متتالية ومتلاحقة لسياسات أميركا في المنطقة لصالح محور الممانعة والمقاومة، رغم أنه لا يمكن الحديث عن انهيار كامل”، لافتا إلى “أن هيبة أميركا ضربت في الصميم وسياساتها العربية والإقليمية باتت خطيئة مأساوية، لأنها سياسة خاطئة مع سبق الإصرار والترصد”. وعن التطورات التونسية، أشار بن جدو إلى “أن الولايات المتحدة خسرت قاعدة أمنية ضخمة، لأن تونس تقع في دائرة الأمن القومي الأميركي، وهي قاعدة استخبارية للحلف الأطلسي في أفريقيا ومرسى الأسطول السادس الأميركي”. وقال: “إن واشنطن تحاول اليوم الإلتفاف على الثورة بالتنسيق مع فرنسا، من أجل إبقاء البلاد ضمن بوصلة سياسية وأمنية استراتيجية ثابتة، حتى ولو كان ذلك على حساب ديموقراطية حقيقية في البلاد”.

واعتبر أن بوصلة العلاقة الأميركية مع مصر هي إسرائيل وأمنها، لافتا إلى أن واشنطن شددت على ضرورة بقاء مبارك استجابة لطلب إسرائيل ريثما يتم ترتيب الأوضاع، بعكس الكلام المعسول على الإصلاحات والديموقراطية.

وقال بن جدو إن حلفاء الولايات المتحدة في لبنان يلمسون التراجع الأميركي. ورأى أن الإعلام والمثقفين الموالين لأميركا فقدوا صدقيتهم وتأثيرهم على الرأي العام بسبب السياسات الأميركية المنحازة لإسرائيل.

شبيلات

وكانت مداخلة للمعارض الإسلامي الأردني ونقيب المهندسين السابق ليث شبيلات الذي شدد على أن “ضرب الإسلاميين المعتدلين هو ما يؤدي إلى التطرف”، وتحدث عن تجربته في محاولة إقناع الملك الراحل حسين بأن الإسلاميين ليسوا جميعهم متطرفون وبالتالي العفو عن عدد منهم.

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *