نظم “المركز الثقافي الفرنسي” بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، ندوة حول الكتاب الذي يروي مغامرة اللغة العربية في الغرب “أرابيسك”، من تأليف الباحثين الفرنسية هنرييت فالتر واللبناني د. بسام بركة، والصادر باللغة الفرنسية عن دار “لافون” الباريسية و”دار الزمن”، وذلك في “مركز الصفدي الثقافي” وبحضور المؤلفين، ومدير “المركز الثقافي الفرنسي” السيد إتيان لويس، أساتذة جامعيون، باحثون فرنسيون ولبنانيون ومهتمون.
بعد كلمة ترحيب من السيد إتيان الذي وجه الشكر إلى “مؤسسة الصفدي” على الاستضافة والتعاون الدائم، تحدث كل من الباحثين فالتر وبركة عن الكتاب الذي يعرض لتاريخ انتشار المسلمين من الجزيرة العربية حتى وصولهم الى فرنسا، مروراً بمالطة، وصقلية، والأندلس. كذلك، عبر متابعة تاريخ اللغة العربية وتطور مفردائها وانتقال استعمالاتها عبر الاصقاع والبلاد.
ولم ينس المؤلفان أن يبينا أثر اللغة العربية في المفردات الفرنسية عبر هذا التاريخ الطويل الذي ربط أوروبا بالثقافة العربية الإسلامية، كما أنهما لم ينسيا تسليط الضوء على التفاعل بين هاتين اللغتين، وخصوصاً في القرن الأخير، فعرضا ما تتضمنه اللهجات العربية من مفردات فرنسية مستعارة. ويأتي الكلام عن هذا التفاعل في شكل لائحة تقدم هذه المفردات الفرنسية مع الإشارة إلى طرق لفظها المختلفة والى ميادين استعمالاتها المتعددة حسب البلدان العربية التي تبنتها.
وبالإضافة الى فصلين آخرين يتناولان تراكيب العربية وتطور كتابتها وتأثيرها في الفنون التشكيلية، يتضمن الكتاب، مجموعة من الملاحظات والأسئلة المسلية التي تتخلل النص فتعطي للقارئ فسحة واسعة للتأمل والتفكير والتسلية.
وأكدا أن هذا الكتاب يجمع، من جهة، بين الرصانة العلمية التي تظهر في خلفية الفصول وفي ما وراء الكتابة، ومن جهة أخرى، بين التبسيط في تقديم هذه المادة الضخمة التي تتكون منها اللغة العربية من حيث تاريخها وتراكيبها وعلاقاتها مع الثقافات الأوروبية.
ولفتا إلى أن المصطلحات التقنية للقرن التاسع عشر والقرن العشرين في المغرب قد اشتقت من اللغة الفرنسية اساسا. الى جانب ان اللغة الفرنسية قد اثرت العربية في الفاظ الملابس والموضة. وتجدر الاشارة ايضا الى ان العربية قد اثرت اللغة في اسبانيا وايطاليا كثيرا. لقد مارست اللغة العربية أيضاً تأثيرها على الفن الغربي لأن فن الخط العربي في أبهى أشكاله هو ما اصطلح على تسميته في الغرب بالأرابيسك المتواجدة بقوة في لوحات رافائيل الفنية، او في لوحات ليوناردو دي فانتشي ودورد، وغيرهم الكثير.
هذا الكتاب التاريخي الغني يستند الى خرائط وجداول وفهارس. هو كتاب ينادي الى حوار الثقافات بالتذكير الى اي حد هو ماضي الشعوب الغربية ماض مهجن، وكم كان تاريخ الغرب مقترنا بالتاريغ العربي وحضارته.
الجدير بالذكر أن هنرييت فالتر باحثة فرنسية معروفة في مجال تاريخ اللغات الأوروبية ولها العديد من المؤلفات في هذا المجال، أما بسام بركة فباحث لبناني متخصص في علوم اللغة، نشر العديد من المعاجم والمؤلفات باللغتين الفرنسية والعربية.