أكد الرئيس نجيب ميقاتي” أن وأد الفتنة والمؤامرة على لبنان لا يكون الا من خلال الجلوس معا على طاولة واحدة للتحاور والمصارحة التي لا حدود لها لاستنباط حل لبناني، وأن الرعاية السورية- السعودية تشكل عاملا إيجابيا مساعدا لكنها ليست بالتأكيد بديلا عن الحل المطلوب من اللبنانيين أنفسهم”. وشدد على”أننا امام مرحلة دقيقة تتطلب وعيا وادراكا وتحسسا بالمسؤولية، لتكون خياراتنا صائبة، فنجنِب لبنان المواجهات العبثية، والمعارك الجانبية التي قد تحقق لهذا الفريق او ذاك، نصرا ظرفيا، لكنها ستقود حتما الى خسارة على المدى الطويل”. وأكد “أن الأهم ألا ننسى أن عدوُنا واحد هو اسرائيل واطماعها في ارضنا ومائنا ونفطنا الموعود، وصوب هذا العدو فقط يجب ان يوجه كل السلاح بارادة وطنية جامعة لا مكان فيها لمتردد او متخاذل”. وشدد على” أن طرابلس تعرضت ولا تزال، لرياح سياسية طائفية ومذهبية عاتية تتطلب مواجهتها تمسكا بالثوابت والقيم والتضامن بين أبناء المدينة لحمايتها من التحول الى ساحة لتصفية حسابات ترتد سلبا على أهلها في أمنهم ورزقهم وإستقرارهم” مؤكدا” أن علينا العمل كي تبقى طرابلس عنوانا للانفتاح والعدالة والوسطية وتحضن جميع أبنائها وأبناء الوطن”. وأكد” أن المسلمين السنة ما كانوا يوما رواد تفرقة أو دعاة عزل وانعزال ولم يخاصموا مجموعة على حساب اخرى، ومن غير المقبول أن يصبحوا فريقا على خلاف مع إخوتنا في المواطنية”. وكان ميقاتي رعى ظهر اليوم حفلا أقامته”جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” تكريما للمشايخ المسنين في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، النائبين سمير الجسر وأحمد كرامي، أحمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي، مصطفى كبارة ممثلا النائب أحمد كبارة، سعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، وحشد من العلماء والشخصيات. ألقى ميقاتي كلمة مِمَا جاء فيها: ليس غريبا ان تكرّم طرابلس هذه المجموعة الطيبة من علمائنا الذين التزموا الدين الحنيف وانتشروا، في مواقعهم المختلفة، يعملون بهدي القرآن الكريم، في سبيل الخير والسلام والهناء ونشر تعاليم الاسلام وقيمه وما يرمز اليه من تسامح ومحبة. وليس غريبا ايضا أن نرى هذه الوجوه الطيبة تلتف حول المكرمين، في خطوة تؤكد على أن شعبا يكرّم رجالاته الكبار جدير بان يستحق الحياة الكريمة التي ينشدها الجميع.إنها الصورة المشرقة لطرابلس، العاصمة الثانية للبنان، كل لبنان، لبنان الواحد الموحد المتفاعل مع محيطه والعالم،لبنان الذي يجسد إرادة العيش المشترك، كنز هذا الوطن وسر وجوده. اضاف: طرابلس كانت وستبقى، أيها الاحباء، بارادة جميع ابنائها، ومن خلال وحدتهم وتضامنهم، مدينة الاعتدال والانتماء الوطني التي يتنافس ابناؤها على محبتها وخدمتها وحمايتها من الذين يتربصون بها الدوائر.لقد تعرضت طرابلس،ولا تزال، لرياح سياسية طائفية ومذهبية عاتية تتطلب مواجهتها تمسكا بالثوابت والقيم والتضامن بين أبناء المدينة لحمايتها من التحول الى ساحة لتصفية حسابات ترتد سلبا على أهلها في أمنهم ورزقهم وإستقرارهم، وأن لا نسمح بأن تكون طرابلس مقرا لتصدير الخوف والقلق، متحدين نعمل كي تبقى طرابلس عنوانا للانفتاح والعدالة والوسطية التي هي نهج حياة.ستبقى طرابلس، كما نريدها جميعا تحضن جميع أبنائها وأبناء الوطن، متمسكة بقضايا الامة وفي مقدمها قضية فلسطين وما تمثله عاصمتها القدس من قبلة اولى وحرم ثالث. وقال: بلغت الأزمة الراهنة حدود تهديد الكيان والوحدة وليس الاستقرار فقط. ونحن اليوم نقف عند حافة الهاوية متفرقين ومتخاصمين، والسقوط يكاد يكون حتميا الا إذا تكاتفنا معا، لأننا إذا هوينا فلن يكون هناك من يد لنا يد العون لانتشالنا. وإذا كان البعض يقول في كل مناسبة أن هناك فتنة خارجية ضد هذا الوطن فانني أسال:ألم يحن الوقت لنا نحن اللبنانيين كي نتعظ من التجارب السابقة ونعمل على واد الفتنة بدل تشريع الأبواب لها ؟ألا يجب أن نقتنع جميعا بعبثية التصعيد السياسي والاصطفافات التي طائل منها ؟ألم يحن الوقت لنتعاون جميعا للتصدي لكل ارادة خارجية تضع مصلحتها فوق كل إعتبار وتعتبر هذا البلد ارضا مشاع يمكن التصرف بها من دون محاسبة. أضاف: تعالوا نهتم بالأساس:لبنان هو الأساس، وحدته هي الأصل، إستمرار وجوده هو الهاجس.اما الأمور الأخرى، على الرغم من أهميتها، فتبقى قضايا للحل بالحوار الهادئ بين اللبنانيين. إن وأد الفتنة والمؤامرة على لبنان لا يكون الا من خلال الجلوس معا على طاولة واحدة للتحاور والمصارحة التي لا حدود لها لاستنباط حل لبناني، مع تاكيدنا أن الرعاية السورية- السعودية تشكل عاملا إيجابيا مساعدا لكنها ليست بالتأكيد بديلا عن الحل المطلوب من اللبنانيين أنفسهم. وقال: في حضرة مشايخنا المكرمين، نستعيد مواقف بعضهم الداعية الى التضامن والتعاضد ونبذ الخلافات وكل ما يؤدي الى فتنة نعمل جميعا من أجل ابعاد كأسها المرة عن افواه اللبنانيين. واذا كنا نؤمن بان تعدد الطوائف في لبنان هو مصدر غنى، فإننا نرى في المقابل ان المسلمين السنة ما كانوا يوما رواد تفرقة أو دعاة عزل وانعزال. السنة لم يعملوا يوماعلى قلب نظام حكم لأستبداله بآخر لا يأتلف مع الواقع المتعدد للبنان.نعم، أيها الاخوة،نحن الأمة، نحن الوعاء الذي يتسع لجميع الطوائف والمذاهب. نحن لا نخاصم مجموعة على حساب اخرى، ولا نتحالف مع طرف لنقهر آخر.ومن غير المقبول، مهما كانت الاسباب، أن نصبح فريقا على خلاف مع إخوتنا في المواطنية. قدرنا كان وسيبقى: حماية الوطن وصون الدولة، وتعزيز خيار العيش الواحد والصيغة الفريدة. وتابع: إننا امام مرحلة دقيقة تتطلب وعيا وادراكا وتحسسا بالمسؤولية، لتكون خياراتنا صائبة، فنجنِب لبنان المواجهات العبثية، والمعارك الجانبية التي قد تحقق لهذا الفريق او ذاك، نصرا ظرفيا، لكنها ستقود حتما الى خسارة على المدى الطويل.والأهم علينا ألا ننسى أن عدوُنا واحد هو اسرائيل واطماعها في ارضنا ومائنا ونفطنا الموعود. وصوب هذا العدو فقط يجب ان يوجه كل السلاح بارادة وطنية جامعة لا مكان فيها لمتردد او متخاذل.
الوسومنجيب ميقاتي
شاهد أيضاً
شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا
دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …