هنأ رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بعيد الفطر السعيد.
وقال: “يطل العيد هذا العام ولبنان يمر بمرحلة ، هي الأصعب والأدق في تاريخه، بفعل إنعكاس تطورات الأوضاع في المنطقة عليه ، وإستمرار حال الانقسام الداخلي ووجود خيارات وتوجهات مختلفة في مقاربة هذه التطورات. ولعل حال القلق التي يعيشها جميع اللبنانيين في مختلف المناطق خير دليل على دقة الأوضاع ، خصوصا بعد الذي شهدناه في الايام القليلة الماضية من مظاهر أعادتنا بالذاكرة الى سنوات الحرب الاليمة التي اعتبر اللبنانيون انهم طووا صفحتها في اتفاق الطائف”.
اضاف: “إن المسؤولية الوطنية تتطلب تعاون الجميع لمعالجة الأوضاع الناشئة، ومن غير الجائز أن يشارك أحد عن قصد او غير قصد في محاولة هدم البنيان الوطني عبر خيارات سياسية حينا او ممارسات احيانا ، تزيد الانقسام والشرذمة بين اللبنانيين أو ان ينكفئ أحد من القيادات عن الاقدام والتعاون، أو أن يستقيل من مهمة المساعدة في ضبط إنفعالات الشارع . إن هذا الوطن هو وطننا جميعا وليس وطن فريق او مجموعة او طائفة او حزب او تيار ، وتأسيسا على ذلك فاننا جميعنا مسؤولون عن حمايته والحفاظ على وحدته وسيادته وإستقلاله”.
وقال: “اننا اذ نتفهم حال الغضب والانفعال حيال خطف مواطنين لبنانيين اعزاء في سوريا ونتعاطف بشدة مع ذويهم ونحترم معاناتهم ، الا اننا في المقابل لا نرى ما يبرر او يجيز ارتكاب التجاوزات الفاضحة لسلطة الدولة والقانون التي حصلت لا سيما أعمال الخطف والاخلال بالأمن وتهديد سلامة العابرين على الطرق، وكأن مثل هذه الممارسات المرفوضة يمكن ان تعيد مخطوفا الى اهله، او تردع خاطفيه عن استغلال هذه المأساة الانسانية التي ترفضها الاديان السمحاء والقيم الاخلاقية ولا يقبل بها احد”.
وتابع: “ان الحكومة التي تعاطت بحكمة وترو وبعيدا عن الانفعال، لم تقف مكتوفة الايدي حيال كل ما حصل من فعل وردة فعل، بل اتخذت في مجلس الوزراء كل الاجراءات المناسبة لضبط هذه التجاوزات ومعالجتها ومحاسبة الفاعلين ومنع تكرار الأمر، كما ستعمل على اطلاق المخطوفين السوريين والاتراك بالتزامن مع استمرار متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر من خلال مواصلة كل المساعي مع الدول الشقيقة والصديقة للافراج عنهم وعودتهم سالمين الى وطنهم، سواء عبر اللجنة المنبثقة من هيئة الحوار الوطني او عبر خلية الأزمة التي شكلها مجلس الوزراء. وفي انتظار ان تسفر الجهود المبذولة على مختلف المستويات عن نتائج ايجابية، فإننا ندعو اهلنا جميعا الى الصبر والهدوء وعدم الاقدام على ردود فعل لا تخدم مصلحة ابنائهم المخطوفين ولا مصلحة وطنهم ولا علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة لاسيما تلك التي تستضيف اخوتهم اللبنانيين وتفتح لهم ابوابها وتوفر لهم فرص العمل والعيش الكريم، معاهدينهم أننا لن نترك مسألة المخطوفين من دون حل”.
وختم ميقاتي: “نجدد تهانينا الى الجميع بالعيد اعاده الله على جميع اللبنانيين والمسلمين بالخير والبركة وراحة البال”.
وكان ميقاتي تلقى سلسلة من برقيات التهنئة من ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات، كما اتصل وابرق مهنئا بعدد من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات.