دعا الرئيس نجيب ميقاتي “الى الفصل التام بين المشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تتطلب معالجات سريعة وفاعلة، والملف الاداري الذي لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف والصراع على النفوذ، وبين الملفات السياسية التي تتطلب وقتا وحوارا نأمل أن يترجم من خلال إستراتيجية وطنية”. وإعتبر “أن الربط بين الملفات كلها لن يحقق النتائج المرجوة ، بل يزيد الامور تعقيدا ويصعب بالتالي الوصول الى الحلول المنشودة”.
ورأى”أن طريقة مقاربة موضوع التعيينات الادارية والمواضيع السياسية الاخرى، وفي مقدمها الانتخابات البلدية والاختيارية، تزيد قناعتنا بأن المعالجات لا تتم على أسس وطنية سليمة ، وتعزز مخاوفنا من تكرار نهج المحاصصة الذي عانينا منه في السابق وترك تداعيات خطيرة على الواقع الاداري برمته”.
وإعتبر “أن أخطر ما يحصل هو تفادي مواجهة الخلافات الحاصلة بواقعية ومسؤولية، واللجوء الى خيار التأجيل من ملف الى آخر ومن إستحقاق الى آخر، الأمر الذي يعطي صورة وكأننا ننتظر أمرا ما قد يحصل أو لا يحصل، فيما الظروف الراهنة تتطلب قرارات حاسمة تضع البلاد على المسار الصحيح”.
وكان الرئيس ميقاتي رعى حفل توزيع الشهادات للمشاركين في الدورات التدريبية في مركز التنمية البشرية في “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” والذي أقيم في قاعة الحاج سميح المولوي في “جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في طرابلس.
وقائع الحفل
حضر الحفل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، النائبان سمير الجسر واحمد كرامي، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا الوزير الصفدي، ممثل عن النائب موريس الفاضل ،قائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي العميد علي خليفة، الدكتور محمد نديم الجسر، رئيس اللجان الاهلية في طرابلس سمير الحاج وحشد شعبي.
بداية النشيد الوطني اللبناني ، ثم كلمة للمتدرب سامي عطية قال فيها ” إن هذه الدورات بمثابة بداية للتغيير ولرحلة استكشاف النفس واطلاق القوى الكامنة”.
وألقى مدير المركز الكندي Best Aura أحمد الاشهب كلمة نوه فيها بطرابلس وبسيرة العلم والعلماء، ورحب بتوقيع مؤسسته اتفاق تعاون مع “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”.
الرئيس ميقاتي
وألقى الرئيس ميقاتي كلمة إستهلها بالدعوة للوقوف دقيقة صمت حدادا على ضحايا الطائرة الاثيوبية المنكوبة. ثم قال “إن احتفال توزيع الشهادات على خريجي دورات مركز التنمية البشرية يأتي في صلب أهدافنا واهتمامنا في “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” التي أطلقناها تحت شعار التنمية البشرية ورفاه الإنسان. فهذه الدورة التي تضمّ للمرة الأولى خريجين في إختصاصات مختلفة ستتوج بتوقيع بروتوكول تعاون بين مركز التنمية البشرية في الجمعية والمركز الكندي المعروف بخبرته في مجال التدريب على البرامج والمهارات التقنية والادارية، وبذلك ننطلق في مرحلة جديدة تعتمد فيها شهاداتنا محليا ً وعالمياً. كما سيشهد العام الحالي مجموعة من البرامج التدريبية التي تبرهن عن فعالية خطة العمل المستقبلية في مجالات التدريب ورفع مستوى الأداء والقدرات المهنية. ونحن بذلك، نحمد الله على أننا نسير في الطريق الصحيح الذي خططناه لأنفسنا ولجمعيتنا”.
ثم تطرق الى الوضع السياسي فقال: لقد تفاءلنا مع سائر اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة لأنها ضمت غالبية الاطراف والفئات اللبنانية في الموالاة والمعارضة، علّ ذلك يشكل دفعا قويا لاطلاق ورشة نهوض سياسي واقتصادي وإداري ، بعدما أدت الخلافات في خلال الأشهر الماضية الى جمود ترك إنعكاسات سلبية جدا على مجمل الواقع اللبناني .الا أن ما نشهده اليوم من مواقف متباينة وخلافات متعددة الوجوه لا يدعو الى التفاؤل، ولعل طريقة مقاربة موضوع التعيينات الادارية والمواضيع السياسية الاخرى، وفي مقدمها الانتخابات البلدية والاختيارية، تزيد قناعتنا بأن المعالجات لا تتم على أسس وطنية سليمة، وتعزز مخاوفنا من تكرار نهج المحاصصة الذي عانينا منه في السابق وترك تداعيات خطيرة على الواقع الاداري برمته.
وقال : إن أخطر ما يحصل هو تفادي مواجهة الخلافات الحاصلة بواقعية ومسؤولية، واللجوء الى خيار التأجيل من ملف الى آخر ومن إستحقاق الى آخر، الأمر الذي يعطي صورة وكأننا ننتظر أمرا ما قد يحصل أو لا يحصل، فيما الظروف الراهنة تتطلب قرارات حاسمة تضع البلاد على المسار الصحيح.
وما يقال عن صورة العمل التنفيذي، نراه، ويا للسف، في العمل التشريعي الذي يعاني هو ايضا من الانقسام السياسي حيال المواضيع التي يفترض توافر الاجماع الوطني بشانها. وما الخلاف بشأن خفض سن الاقتراع الى 18 سنة وإنشاء الهيئة الوطنية التي تتولى مهمة دراسة وإقتراح الطرق الكفيلة بالغاء الطائفية السياسية، الا إنعكاسا للتباعد بين نواب الامة وبالتالي بين أبناء الوطن.
أضاف: لقد هزت هذه الصورة المربكة الثقة بالمؤسسات الدستورية لا سيما مجلس النواب ووضعت الطبقة السياسية مجددا أمام إمتحان الجدية والصدقية والفاعلية، وبات من الملح إتخاذ خطوات عملية تنطلق من التقيد بأحكام الدستور وأولوية تعاون المؤسسات وتوازنها، وإطلاق ورشة العمل والانقاذ المطلوبة.
وقال: إننا ندعو الى الفصل التام بين المشكلات الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تتطلب معالجات سريعة وفاعلة، والملف الاداري الذي لم يعد يحتمل التأجيل أو التسويف والصراع على النفوذ، وبين الملفات السياسية التي تتطلب وقتا وحوارا نأمل أن يترجم من خلال إستراتيجية وطنية. أما الربط بين الملفات كلها فلن يحقق النتائج المرجوة، بل يزيد الامور تعقيدا ويصعب بالتالي الوصول الى الحلول المنشودة.
وختم: من المؤلم أن يتوحد اللبنانيون في الحزن والألم، كما كان الحال بعد حادثة الطائرة المنكوبة، فيما التضامن ووحدة الموقف يمكن، بل يجب، أن يكونا ايضا على الخير والمستقبل الواعد. فهل ندرك كم هي غالية فرصة التلاقي وكم هي مكلفة خيارات التباعد؟
وفي ختام الحفل وقع ممثل “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية “المهندس عز الدين غندور ومدير المركز الكندي أحمد الاشهب اتفاق التعاون برعاية الرئيس ميقاتي. ثم جرى حفل توزيع الشهادات على المتخرجين من الدورة.