أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “ان مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس يهدف الى مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية التي يشهدها لبنان عموما وطرابلس والشمال خصوصا وفي مقدمها البطالة والتهميش الاجتماعي، وان هذا المشروع يركز خصوصا على تعزيز الامكانات الاقتصادية للمنطقة والاستفادة منها”.
وكان الرئيس ميقاتي قد إفتتح، قبل ظهر اليوم في السرايا الكبير، ورشة عمل خاصة ب”المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس” التي أنشئت بموجب قانون أصدره مجلس النواب، في حضور وزير المال محمد الصفدي، وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الصناعة فريج صابونجيان، النواب: سمير الجسر، روبير فاضل، سامر سعادة وبدر ونوس وفاعليات اقتصادية.
ارناؤوط
بداية تحدث مستشار المشروع المكلف من قبل البنك الدولي ساطع أرنأؤوط فأعلن عن انطلاق مرحلة جديدة من تنفيذ “المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس”، مشيرا الى “ان هذا المؤتمر يهدف الى المشاركة بدراسة خلاصة هذه الجدوى”.
وشكر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي تابع هذه الدراسة وشجعها. كما شكر الرئيسي سعد الحريري وفؤاد السنيورة ووزراء ونواب طرابلس على جهودهم.
بارنهارت
ثم تحدث مدير الوكالة الاميركية للتنمية الدولية التي تولى تمويل دراسة جدوى المشروع جيم بارنهارت فقال: “إن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس خطوة مهمة جدا، وأنا متأكد ان رئاسة الحكومة اللبنانية ستساهم في إنجاح هذا المشروع، إن هذه المنطقة هي جزء من برنامج الوكالة الاميركية للمناطق البعيدة عن بيروت، ونحن نحاول بناء شراكة بين القطاعين العام والخاص وتحقيق دخول المزارعين اللبنانيين الى الاسواق العالمية، هذا المشروع سوف يساهم ايضا بتعزيز العلاقات بين الشعبين اللبناني والأميركي الذي بدأ قبل خمسين عاما”.
ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: “إن الهدف الاساسي لهذا المشروع هو إيجاد حركة اقتصادية في منطقة الشمال عموما وخاصة في طرابلس، ومواجهة حال البطالة والتهميش الاجتماعي الحاصلة، اليوم سنشهد معا على الجهد الذي قامت به رئاسة مجلس الوزراء والوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي مولت المشروع الذي يركز على الجدوى الاقتصادية للمنطقة الاقتصادية الخاصة”.
وأضاف: “إن هذه المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس لن تكون مشروعا معزولا، بل يجب أن تواكبها مشاريع اخرى في مدينة طرابلس، إن المشاريع الاساسية المتممة لهذا المشروع هي ثلاث: تحسين المعابر الحدودية مع سوريا، إعادة تأهيل خط سكة الحديد، وإستكمال مشروع تطوير مرفأ طرابلس”، مشيرا الى “اننا، في خلال الشهر المقبل، سنفتتح المرحلة الجديدة من خطة المرفأ لجهة تعميق الاحواض وإنشاء السنسول الجديد، وهناك دراسات أخرى لتوسيع المرفأ تم إنجازها وسنباشر بتنفيذها قريبا بعدما تم تأمين جزءا كبيرا من التمويل”.
وتمنى “إستكمالا لهذا اللقاء، ان نطلق ورشة عمل يصار في خلالها الى وضع الملاحظات والافكار اللازمة، ليأخذ المشروع طريقه الى التنفيذ”.
إتفاق تعاون
ورعى الرئيس ميقاتي في السرايا حفل توقيع إتفاق تعاون بين الحكومتين اللبنانية والايطالية في شأن مشروع دعم تطوير السياحة الدينية في لبنان. وقد وقع الاتفاق وزير السياحة فادي عبود والسفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو.
وتحدث مورابيتو بعد توقيع الاتفاقية فأكد “ان هذا المشروع مهم جدا لأنه يعنى بالسياحة الدينية، كما انه مهم جدا الى لبنان بإعتبار انه يخلق فرص عمل”.
وقال: “المشروع مهم لأنه يساعد على قيام حوار بين الاديان، وكما تعلمون ان السلام والاستقرار في لبنان يعتمدان على الالتزامات الدولية لا سيما في ما خص القوات الدولية والمحكمة الدولية، وانا أشكر دولة الرئيس ميقاتي على التزامه الشخصي بهذه الأمور”.
عبود
ثم تحدث الوزير عبود فقال: “نسمع منذ زمن، ولا سيما في السنتين الأخيرتين، عن أهمية السياحة الدينية في لبنان، ولكن كما يعلم الجميع فأن المال مهم جدا في تحريك الشؤون السياحية، واليوم اتى التوقيع على الأتفاق بمبلغ 296 الف يورو كهبة من الحكومة الايطالية لتشجيع وتنمية السياحة الدينية في لبنان ببرنامج متكامل يشمل كل الأراضي اللبنانية، إن هذا الاتفاق بدأ في عهد الحكومة الماضية، وكان ينص على تشكيل “هيئة السياحة الدينية” وهي تابعة لرئاسة مجلس الوزراء، ولكن وزارة السياحة اليوم بدأت تلعب دورها الطبيعي، ومشكور دولة الرئيس على تصحيح المسار، ونحن اليوم نقوم بواجبنا كوزارة سياحة في تنفيذ العمل المركز في ما يتعلق بالسياحة الدينية”.
سئل: هل تشمل السياحة الدينية المعالم المسيحية والاسلامية؟
اجاب: “بالتأكيد، فهي تشمل كل المناطق الاسلامية والمسيحية والدرزية والعلوية والشيعية، والأهم في الموضوع هو وجود موقع الكتروني حديث يمكن السائح الديني من الأختيار والقيام بالبرنامج الذي وضعه وإنجاز مسيرته الدينية، يعلم الجميع ان لبنان بمساحته البالغة 10452 كلم مربع يملك كثافة في المعالم الدينية أكثر من أي بلد اخر، ويشكل ذلك الموضوع الاهم للبنان وسياحته، واريد ان اقول انه بالقرب من سانت لورد هناك أكثر من 6000 غرفة فندق، وخطوة اليوم تعد خطوة أولى بإتجاه رحلة الالف ميل للانتقال من الكلام الى الافعال في ما خص السياحة الدينية”.
القصار
وإستقبل الرئيس ميقاتي رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار الذي قال: “إن موضوع تصحيح الاجور تجري متابعته، وهناك اتصالات تتم لايجاد حل له”.
حرب
وكان رئيس مجلس الوزراء إستقبل، صباح اليوم في السرايا الكبير، النائب بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: “هدف الزيارة الاولى الى دولة الرئيس هو تقديم اقتراح القانون المتعلق بالمعاملات الالكترونية والتجارة الالكترونية، وهو موضع بحث في اللجنة التي شكلها دولته من اجل وضع قانون بهذه المعاملات والتي اصبحت حاجة كبيرة. وكان هناك تفاهم حول هذا الموضوع، ودولته سيحوله الى اللجنة وسيسرع عملية اقرار صيغة ما لهذا الاقتراح، وشرحت له ان الصيغة التي وضعتها نتيجة الدراسات المختلفة قد تكون هي الصيغة الفضلى لاعتمادها لهذا الامر”.
وأضاف: “تطرقنا الى الشؤون العامة والى السياسة التي تتبعها الحكومة لتسيير أمور البلد، وابديت بعض الملاحظات انطلاقا من موقف رئيس الحكومة من المحكمة الخاصة بلبنان وتمويلها، وهنأته على هذا الموقف الذي جاء ليلبي مطلبا اساسيا لنا هو التزام الحكومة اللبنانية بتمويل المحكمة واستمرار البحث عن المجرمين القتلة الذين اغتالوا شهداءنا، اضافة الى مطلب تسليم المتهمين لتحقيق سير العدالة، وبالتالي معرفة ما اذا كانوا أبرياء ام لا”.
وتابع: “لفتت نظر دولة الرئيس الى بعض القضايا التي تقلقنا على صعيد موقف لبنان السياسي، وكيفية إدارة الشأن العام، وعلى صعيد بعض الصفقات المشبوهة التي تتداولها الألسن على صعيد الكهرباء والالتزامات التي اثارت جدلا كبيرا وشكوكا كبيرة، مما دفع بعض النواب الزملاء الى تقديم أسئلة الى الحكومة حول هذا الامر، واوضحت للرئيس ميقاتي ملاحظاتنا بشأنها، واكدت له انه لا يجوز ان يصبح القضاء اللبناني وسيلة للتجاذب السياسي، وان يتحول الى اداة يمكن ان يصار الى الاعتداء عليها اذا لم يماشي القضاء اللبناني احد الأطراف السياسيين وفقا لرغباته السياسية، واعطيته مثالا على ذلك القرار الذي صدر عن محكمة التمييز العسكرية والذي كان موضع انتقاد كبير من حزب الله، وشرحت له انه لا يمكن ان نستمر في هذا الامر، بغض النظر عن موضوع البحث، لانه من غير الجائز ان يتحول كل قرار يصدر عن المحاكم الى موضوع انتقاد كبير، وبالتالي ان تتحول العملية الى وسيلة لاقصاء بعض المستحقين لمراكز قضائية كبيرة، تمنيت على دولته ان يبذل جهده لتحييد القضاء عن هذه الصراعات التي تؤذي كثيرا وجه لبنان في المستقبل”.
وقال: “كذلك تطرقت الى خطاب البطريرك بشارة الراعي بالأمس بشأن موضوع استمرار انتشار السلاح غير الشرعي خارج اطار الشرعية، وقد اثار هذا الموقف تقدير وإعجاب وتأييد جميع المعنيين بالمحافظة على دور الدولة وقوتها وعلى عدم بناء دويلات على حساب الدولة اللبنانية، وعلى إمكانية ضبط الوضع الأمني في البلاد وحصر كل قرار امني او عسكري بالسلطة الشرعية اللبنانية وبالقوى الشرعية وهذا ما يصب في الاطار السليم الذي نطالب به، نحن سنتابع هذا الامر مع صاحب الغبطة بالتعاون مع جميع المخلصين الذين يؤمنون بأن الدولة اللبنانية بأجهزتها، هي المؤهلة لحماية المواطنين وتحرير البلاد، وكل من يريد ان يساعد الدولة واجهزتها في تحرير البلاد ومنع الاعتداء عليها، فان الدولة تفتح ذراعها لتقبل مساعدته ولا تقبل ممن يرغب في هذا الأمر أن يحل مكان الدولة وبالتالي ان يقوم بدورها ليغيبها”.
وقال: “هذه هي اغلب المواضيع التي عرضتها على الرئيس ميقاتي، وأرى وجوب أن نستمر في هذا الحوار الذي يمكن ان يشكل نافذة للحوار بيننا كمعارضين وبين الحكومة، منطلقين من مبدأ انه اذا أحسنت الحكومة في مجال ما فنحن لا نعارض في سبيل المعارضة بل نؤيد ما تقوم به، واذا إخطأت الحكومة في مجال ما سنعارض وسنعلي الصوت ولن نسكت عن هذا الامر”.
سئل: هل ان زيارتكم اليوم تعني إقتناعكم بعدم الجدوى من مقاطعة رئيس الحكومة والسرايا؟
اجاب: “لم يكن لدينا قرار بالمقاطعة، انما لم تكن هناك امور تستدعي حضورنا الى السرايا، وعندما استدعى الأمر ذلك جئنا من دون أي عقدة، نحن ديموقراطيون لا نحمل سلاحا ولا نؤمن بالمقاطعة، بل نؤمن بالأصول التي تفرض علينا ان نعارض من منطلق اخلاقي ووطني، لا ان نعارض في سبيل المعارضة فقط، رئاسة الحكومة ليست ملكا لأحد بل هي ملك جميع اللبنانيين، ونحن نأتي الى رئاسة الحكومة بصفتنا مسؤولين، ونجتمع بمسؤولين وهو شخص رئيس الحكومة لإبداء رأينا وملاحظاتنا ولتشجيعه، عندما يحسن، وللفت نظره الى الأخطاء او الأخطار التي يمكن ان تقع نتيجة اخطاء ترتكبها الحكومة التي يرأسها”.
سئل: تحدثت عن صفقات مشبوهة في الكهرباء، ولكن الصيغة التي اقرت بها الخطة جعلتها تحت اشراف الحكومة والمجلس النيابي، كيف تتم إذن الصفقات؟
أجاب: “لنترك هذا الموضوع لرئيسي الجمهورية والحكومة بهدف منع حصول هذا النوع من الصفقات، كل ما يجدر قوله اننا لفتنا النظر، وقد اطلعت شخصيا على الخطة، كنت وزيرا في الحكومة السابقة التي لم توافق على ما يعرض علينا اليوم، هناك مخالفة للقرار وبعض هذه الصفقات يتناول مرفقا عاما واستثماره واحتكاره، وهذا الأمر يستدعي وجود قانون ولا يمر بقرار من الوزير”.
واضاف حرب: “قمت بلفت نظر المسؤولين ومدير عام الكهرباء الى وجود مخالفات كبيرة والى ضرورة التنبه لها، كما لفتت نظر دولة الرئيس الى ان همنا يكمن في احترام القانون، لأن جميعا نريد تأمين الكهرباء ولكننا نريد ان تعطى وفق الأصول وان لا تكلف الشعب اللبناني أموالا كثيرة ليس في حاجة الى دفعها”.
مينغاريللي
واستقبل الرئيس ميقاتي المدير العام لمنطقة المتوسط في الإتحاد الاوروبي هيوغ مينغاريللي ترافقه سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست. وتأتي زيارة المسؤول الاوروبي الى لبنان للمشاركة في إجتماع للجنة الشراكة اللبنانية – الآوروبية.
الصمد
وإستقبل الرئيس ميقاتي النائب السابق جهاد الصمد.