أكد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “ان إنهاء عمل اللجنة الوزارية المكلفة دراسة موضوع إستئجار بواخر توليد الكهرباء، ورفعه تقريرا الى مجلس
الوزراء يتضمن توصياته ليس موجها ضد أي فريق سياسي، بل جاء انطلاقا من دوره كرئيس للحكومة وبعد توافر معطيات جديدة لديه”. وإذ شدد على “أن موضوع الكهرباء موضوع تقني بحث لا خلفية سياسة له”، قال: “أنا رجل مؤسساتي، وسنعرض الموضوع على مجلس الوزراء ليدرسه ويبحثه ويتخذ القرار الذي يراه مناسبا”.
وقال الرئيس ميقاتي في حديث الى برنامج “الاسبوع في ساعة” من تلفزيون “الجديد”: “لست أسير موقف وأتمنى ان لا يصبح الطرف الآخر أسير موقف. لقد أعطيت رأيي في موضوع الكهرباء والرأي الثاني مقبول ومحترم، والمهم ان نصل الى الكهرباء ونحافظ على المال العام وأتمنى عدم وضع هذا الملف في الخانة السياسية ومناقشتي في التقرير الذي رفعته”.
وردا على سؤال، قال: “بعد عدة إجتماعات للجنة الوزارية وجدنا أن هناك صعوبة في الوصول إلى حل والى إتفاق بين بعضنا البعض، وفي آخر اجتماع قلت للزملاء الوزراء انه من الصعب ان نصل إلى حل وبالتالي سأرفع الموضوع على شكل تقرير، وقلت في مقدمة التقرير أنني أرفع رأيي ولكل وزير الحرية في ان يقول ما يريد. لو كنت تأخرت في اتخاذ القرار لقالوا إنني أراوغ ولا أريد الكهرباء، ولهذا السبب رفعت التقرير وقلت فيه لمجلس الوزراء أن هذه اللجنة لم تصل الى نتيجة، وتركت لمجلس الوزراء الحرية ان يبت فيه. من واجبي ان اضع المجلس في صورة ما يحصل، لكن لا يجب أن يوضع هذا الامر في الخانة السياسية وأنا لا أحشر أحدا”.
وردا على سؤال قال: “أنا لن ادخل في سجال، والمهم ان يكون لدينا كهرباء. ليأخذ مجلس الوزراء قراره وانا سأرضخ له. أنا رجل مؤسسات والمؤسسة ستأخذ دورها. في كازاخستان ركبوا وحدات ولدت 600 ميغاوات من الكهرباء في خلال ستة اشهر، وفي الكويت ايضا. لتتم مناقشة الموضوع ضمن مناقصة شفافة. فهل هناك شركة واحدة تصنع توربينات توليد الكهرباء؟”.
وقال: “عندما تكون هناك نية، يكون هناك طريق سريع للحل، وعندما نفكر بقلب واحد سنحصل على الكهرباء. لا نريد ترقيعا للحلول بعد اليوم بل حلا نهائيا. اذا لم يكن لدينا كهرباء ماذا نفعل؟ نركب مولدات، والحل النهائي ان يكون لدينا مولدات. هل مسألة الكهرباء قضية نووية؟
أضاف: “ملف الكهرباء لا لون ولا رائحة سياسة له. ما يهمني هو ان تؤمن الكهرباء لكل لبنان بمعدل 24 ساعة، ومن يعطيني هذا الأمر بسعر مقبول وبأقل كلفة فنحن مستعدون لان نتعاقد معه. أنا منفتح على هذا الأساس على اي موضوع”.
وردا على سؤال عن تلقي لبنان عرضا من ايران لاستجرار الكهرباء، قال: “لقد شاركت مؤسسة “كهرباء لبنان” في إجتماع عقد في طهران لاستجرار الكهرباء من إيران عبر العراق وسوريا، ونحن الآن نبحث الموضوع والأسعار، وكما قلت لك كل من هو مستعد لتزويدنا بالكهرباء سنأخذها منه”.
وعن وجود خطة لاحراج رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون لاخراجه من الحكومة، قال الرئيس ميقاتي: “في خلال كل اللقاءات التي عقدتها مع العماد عون كنا متوافقين على أولوية السعي لتأمين مصلحة المواطن والوفر في المال العام، وهذان أمران لا نختلف عليهما معه، وأتمنى أن يسأل أحد العماد عون عما إذا كان ضد هذا الرأي”.
وعما يتردد عن عرض تلقاه من أحد اقاربه من آل غندور لتأمين بواخر توليد الطاقة بسعر أقل، قال الرئيس ميقاتي: “نيال المتهم وهو بريء”. لدي صلات عائلية مع قسم كبير من البلد وأتحدى اي شخص أن يقول أنني على صلة بأعمال أي من هؤلاء الاشخاص وخصوصا السيد غندور، فشركته من بين ست شركات قدمت عروضا.أنا لم أطلب وساطة لأي شخص، وأتحدى ايا كان أن يقول إنني توسطت لأي شخص أكان من أقاربي أو من غير أقاربي، وليقل وزير الطاقة ما عنده إذا كانت لديه معلومات مشابهة”.
وعن قوله إن الرئيس نبيه بري يعرف “البير وغطاه”، أجاب: “دولة الرئيس بري أخ كبير وأنا حريص على العلاقة معه، وصرخته اليوم ليست اقل من صرختي التي أكتمها في داخلي. صرختي اكبر من صرخة الرئيس بري وأتمنى أن تولد الصرخة التي أطلقها وصرختي الصامتة ولادة صحيحة في عمل الدولة والمؤسسات”.
وعن علاقته الجيدة مع الرئيس فؤاد السنيورة، قال: “إذا كان الرئيس السنيورة على اتصال معي وله ملاحظات جيدة لمصلحة الوطن هل أرفضها فقط لأنها صادرة عنه؟ أنا منفتح على الجميع واستمع الى أراء الجميع وأتحدث مع الجميع، طالما أن هدفنا أن يتجاوز وطننا هذه المرحلة الصعبة.
وعن المآخذ على هذه العلاقة، قال: “أنا على علاقة شخصية مع الرئيس السنيورة منذ وقت طويل وسأبقى، ونحن نتعاطى الشأن العام”.
وعن المتوقع من جلسة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، قال: “سيسود مجلس الوزراء نقاش بناء حتما. من ناحيتي، على الأقل، لا نية تصادمية لدي. لقد وضعت التقرير بكل نية طيبة وقلت فيه انني توصلت الى معطيات جديدة أضعها بعهدة مجلس الوزراء. أنا مستعد لأن أسمع الرأي الآخر في مجلس الوزراء وما يقرره المجلس نلتزم به”.
وعن إمكان وجود أزمة حكومية قريبة، قال: “لا أرى ان هناك ازمة حكومية، خصوصا من ناحيتي، وبرأيي لا يجب ان نضع الموضوع في سياق سياسي. لست ضد احد بل أريد مناقشة ملف الكهرباء بطريقة بناءة، وأنا مستعد أن أستمع الى أي حل آخر شرط أن يؤمن لي الكهرباء لمدة أربع وعشرين ساعة مع المحافظة على المال العام”.
وعن موضوع تحويل ملف إعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لاولادها من مجلس الوزراء الى لجنة وزارية، قال: “هذا الموضوع مهم جدا وقررت وضعه على جدول اعمال مجلس الوزراء لمناسبة عيد الأم، وتمت مناقشته من قبل غالبية الوزراء واحيل الى لجنة وزارية برئاسة دولة نائب رئيس مجلس الوزراء لدرسه، وأعد المرأة اللبنانية بأنه، باذن الله، وقبل قبل عيد الأم العام المقبل يكون قد تم تحويل مشروع القانون باعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لاولادها الى مجلس النواب”.