يوم امس كان يوم تركيا في عكار.. يوم تاريخي حيث يزور عكار ولأول مرة في تاريخها رئيس دولة كبرى من وزن تركيا ووزن الرئيس رجب طيب اردوغان ن وكأن هناك من يسعى الى توازن ما بين اقصى الجنوب واقصى الشمال .. حيث الرئيس الايراني اتجه جنوبا على مرمى حجر من العدو الصهيوني ليتحداه في دعم المقاومة ، وحيث الرئيس التركي اتجه الى عكار في اقصى الشمال حيث الجذور التركية لا تزال حية في الكواشرة وفي عيدمون وحيث الحرمان عدو الانسان ..لكن لم تغب طائرات العدو الصهيوني عن سماء عكار خلال المهرجان وكأن هذا العدو يعرب عن خشيته من اردوغان الذي يحمل القضية الفلسطينية معه وقضية الحقوق المغتصبة فتمحورت كلمته حول الكيان الصهيوني وعدوانيته مستذكرا حصار بيروت ومجازر صبرا وشاتيلا وحرب تموز والشهداء التسعة في عرض البحر وليوجه من عكار انذارا الى حكومة العدو والى رعاة القانون الدولي لوضع حد لعدوانية اسرائيل ولكي تعترف باخطائها حسب قوله وتوجه الى اسرائيل داعيا اياها الى التراجع عن اخطائها والاعتذار من ابناء المنطقة ومؤكدا انه إن لم تتراجع فلا شيء يمنعنا من القول لهم: انتم القتلة، انتم القتلة، انتم القتلة
فقد حشد تيار المستقبل مستنفرا كل طاقاته في دعوات شاملة مستنهضا شارعه العكاري والشمالي بعد طول غياب لاستقبال الرئيسين سعد الحريري ورجب طيب اردوغان …
وفي جوار بحيرة الكواشرة ، وفي الموقع الذي اعتاد تيار المستقبل ان يقيم مهرجاناته الانتخابية احتشد الالوف من قرى وبلدات عكار ومن المنيه ومن عشائر التركمان في بعلبك والهرمل ..
فيما بدت شوارع عكار بمجملها غابات من الرايات التركية واللبنانية وصور عملاقة تجمع الرئيسين الحريري واردوغان ولافتات مرحبة باللغة التركية ( هوش غالدن ) اي اهلا وسهلا ، تحاكي ( خوش اماديد ) الترحيب باللغة الفارسية يوم زيارة نجاد.
زيارة اردوغان وبرفقة الحريري مخصصة لتدشين جملة مشاريع انجزتها تركيا في الكواشرة وعيدمون .
الرئيسان الحريري واردوغان وصلا الى الكواشرة على متن طوافة عسكرية محاطة باربعة طوافات عسكرية وحطت في باحة اعدت خصيصا لها في جوار موقع المهرجان قرابة الساعة الرابعة بعد ظهر امس حيث دخل منصة المهرجان على وقع الهتافات التي تحيي مواقفه تجاه العرب وخاصة تجاه لبنان وفلسطين ..
ورافق اردوغان عقيلته ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو ومستشار الامن القومي السفير السابق في لبنان سارادار كالتش .كما حضر وزير التربية حسن منيمنة والوزير السابق محمد شطح وامين عام تيار المستقبل احمد الحريري .
وحضر المهرجان نواب المستقبل الحاليين والسابقين ومفتي عكار الشيخ الدكتور اسامة الرفاعي وراعي ابرشية عكار الارثوذكسية المطران باسيليوس منصور ومدير اعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطيه ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس وقائد منطقة الشمال الاقليمية العميد خليفة ،وفاعليات ورجال دين ورؤساء بلديات وحشود شعبية .
بعد النشيدين اللبناني والتركي وكلمة اهالي المنطقة القاها نائب رئيس بلدية الكواشرة مصطفى خضر ثم كلمة الحريري الذي اعلن اشتياقه لاهالي عكار وانه لم ينس عكار واهاليها حيث خصص في كلمته مساحة صغيرة توجه بها الى العكاريين الذين كانوا عاتبون عليه جراء اوضاع المنطقة من استمرار الحرمان والاهمال.
بعد ذلك رحب بالرئيس التركي اردوغان واعتبر ان هذا اليوم هو يوم تاريخي كبير في حياة عكار ان يكون بيننا دولة الرئيس رجب طيب اردوغان، فمعناه ان اخا كبيرا وصديقا عزيزا مميزا قد حل ضيفا على هذه الارض الطيبة وعلى شعبها الطيب الوفي. وقال الحريري في كلمته: “عكار يا دولة الرئيس وهذه البلدة تحديدا تجتمع من كل الجهات لتعبر عن محبتها لكم وعن شكرها الى تركيا وحكومتها وشعبها على هذه المبادرة النبيلة. أنتم تحصدون محبة الناس في لبنان وفي عكار الوفية، لانكم أخذتم المبادرة بغرس شجرة من اشجار العلم والخير والتقدم في هذه المنطقة. هذه اشارة عظيمة، وليست مجرد مدرسة عادية، اشارة عظيمة عن اهتمام تركيا بلبنان وعن عنايتكم المستمرة بقضايا هذه البلدة وعن نظرتكم المميزة لشؤون الناس المحرومين الذين يحتاجون دائما لافضل مستويات الرعاية والاهتمام.
اضاف الحريري: عكار كانت دائما يا دولة الرئيس، في قلب الشهيد رفيق الحريري وقد وهبها المحبة والاهتمام، ووهبته الوفاء، لأن اهلها هم أهل الوفاء وأهل العطاء ولم يبخلوا يوما في الدفاع عن كرامة لبنان. وفرحة عكار كبيرة بزيارتك لها حتى لأكاد أن أقول أنك اول رئيس غير لبنان يطأ هذه الارض ليكتب بيده أن عكار لن منطقة منسية وان الاهتمام بها مسؤولية الاصدقاء والاشقاء بقدر ما هو مسؤولية الدولة اللبنانية.
وختاما شكر اردوغان قائلا “شكرا لك ايها الصديق الكبير، شكرا لتركيا وشعبها وقيادتها”.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حيا الحشود القادمة من عكار والكواشرة وعيدمون وشكرهم على استقبالهم الحافل حاملا سلاما كبيرا من الاتراك الى اهالي المنطقة في الكواشرة.
واشار اردوغان الى العلاقات اللبنانية ـ التركية فاكد بأنها مميزة ويحتذى بها في جميع مراحل الحياة، لافتا الى خطوة رفع التأشيرة بين لبنان وتركيا بحيث يستطيع المرء ان يتجول من تركيا الى سوريا الى لبنان بكل راحة واطمئنان وان هذه الخطوة زادت من تعاون الشعبين بعد طول فراق.
وقال اردوغان: تقاسمت شعوب المنطقة عبر التاريخ الحلو والمر والألم والسرور وكل العواطف التي تشاطرناها عبر التاريخ. ولن يستطيع احدا ان ينال منا ابدا، او ينال من هذه الاخوة واوصر الصداقة ولن يستطيع احد ان يبذر الفتنة والخلاف فيما بيننا .
اضاف: انظروا الى الالام التي عاش فيها لبنان، وشعرنا من الصميم تجاه الالام التي عايشتموها. عندما كانت بيروت محاصرة شعرنا اننا نحن المحاصرون لقد اغرقتنا الدماء التي أسيلت في صبرا وشاتيلا بالالم .وعندما استشهد رفيق الحريري شعرنا بالالم العميق. لقد أحزنتنا وألمتنا القنابل التي انهمرت على لبنان، واعرف انكم تشعرون بالالام تجاه الشهداء الاتراك التسعة الذين قتلوا على ايدي اسرائيل في البحر المتوسط، فنحن عندما نتحدث عن كابول وبغداد ودارفور وغيرها هناك من ينقل الحديث الى اطراف اخرى ونرفع اصواتنا انطلاقا من انسانيتنا، هذا واجبنا، نحن نصغي الى اصوات ضمائرنا لهذا نرفع اصواتنا عاليا. ثقوا تماما ايها الاحبة اننا سنستمر في رفع الاصوات عاليا تجاه الطغيان مهما قال القائلون، نحن نستمر في الدفاع عن الحق طالما كان هناك قرصنة في عرض البحار، وسندافع عن المظلومين والمغتصبة حقوقهم سنستمرفي ذلك لاجل الاطفال والابرياء ولاجل عودة الحقوق الى القدس وغزة ودعم بيروت، سنعمل من اجل السلم والعدالة وننادي القانون الدولي بتطبيق العدالة ونقول بالصوت العالي للقتلة انتم قتلة.انتم قتلة ، انتم قتلة.
وتابع بالقول: ثقوا بكلامي واريد منكم ان نتحد لنكون اقوياء من اجل السلام والعدالة من اجل الاستقرار والهدوء، سنتحد من اجل الحق وسيادة القانون وسنكون كبارا واحياء وسنقف في وجه الظالمين ووجه الظلم.
وقال: يجب ان تدرك حكومة اسرائيل تماما انه عندما يستتب الامن والسلام ستكون في سلام، وفي حال ما نشبت الحرب لن يكون اهالي المنطقة وحدهم الخاسرون بل سيخسر مواطنو اسرائيل، لذلك على اسرائيل ان تتراجع عن اخطائها وتعمل من اجل السلام ورفاهية اهل المنطقة، ويجب على اسرائيل ان تتوقف عن اعمالها التخريبية وان لا تلقي ظلالا على السلام.
بعد ذلك ألبس اردوغان العباءة التركمانية ومن ثم توجه الى بلدة عيدمون لتدشين مبنى المدرسة الثانوية الرسمي .
وكان في استقبالهما حشد كبير من ابناء المنطقة والقى رئيس بلدية عيدمون مصطفى ابراهيم كلمة ترحيب شكر فيها الرئيس الحريري على حضوره ورعايته الدائمة، كما شكر للرئيس اردوغان زيارته الكريمة واهتمامه وكل المسؤولين الاتراك بلبنان وخصوصا ابناء الكواشرة وعيدمون، وقال:” ان هذه الالتفاتة الكريمة من الحكومة التركية ببناء هذه المدرسة ليست الاخيرة وهي بالتأكيد ليست المشروع الاول الذي تقدمه تركيا في هذه المنطقة”.
بعدها جرى تقديم دروع تذكارية وقص شريط افتتاح المدرسة.
السلام عليكم.اما بعد اقدم فائق الاحترام و التقدير الى الرئيسين سعد الحريري و الضيف العزيز رجب طيب اردوغان ولقد مثلوا روح التعاون و التضامن والتقدم واتمنا ان تكون مبادرة خير … والسلام
اهلا وسهلا بالشيخ سعد الدين الحريري والسيد اردوغان وكل الحاشدين نحن نفتخر بعكار واهل عكار ولكن كل الشباب عاطلين عن العمل فهل هذا يجوز ونحن ياسيد فخامة الرئيس كلنا فداءً لك والى ابي الشهيد رفيق الحريري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته