نظمت حركة فتح مهرجاناً شعبيا بمناسبة انطلاقتها الـ 45 في قاعة مجمع الرئيس الراحل ياسر عرفات في مخيم البداوي. حضره رئيس بلدية طرابلس، ومخاتير البلدات المجاورة وممثلو الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقوى واحزاب وطنية واسلامية لبنانية وحشود من مخيمي البداوي والبارد ومن طرابلس.
افتتح المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وبقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء.
ثم كانت كلمة لرئيس بلديات طرابلس والفيحاء رشيد جمالي قال فيها :” يسعدني ان اشارك في حفل ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الخامسة والاربعين ، هذه الثورة التي حملت لواءها بجدارة واخلاص حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” منذ اطلقت اولى الرصاصات المقاومة والتحرير في اليوم الاول من كانون الثاني عام 65 ، وارتبط الكفاح الفلسطيني وتمحور منذ ذلك التاريخ حول هذه الحركة الرائدة التي ما برحت تمثل طليعة النضال الوطني الفلسطيني السياسي والعسكري على درب تحرير فلسطين واقامة دولة ديموقراطية على ثرى وطننا السليب .”
وتابع “لقد تركزت اهداف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عند انطلاقتها على تفصيل الوجود الفلسطيني على ثرى فلسطين وفي الشتات وعلى بعث الشخصية الفلسطينية محلياً وعربياً ودولياً من خلال المقاتل الفلسطيني الصلب العنيد القادر على تحطيم المناعة الاسرائيلية ، وصولاً الى تصفية الدولة الصهيونية واعادة بناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني ، وهي اهداف ما زالت فتح تحملها في عقلها وضميرها ، الا ان الواقع العربي المهترئ والممزق والحافل بالتناقضات في جانب والواقع الدولي غير المؤاتي .”
واضاف “ورغم كل حملات التشكيك والافتراء تستمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح حاملة لواء المقاومة والتحرير ، ملتزمة بالنضال من اجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ثرى فلسطين بكل الوسائل المتاحة ، تحمل في ضميرها تاريخها النضالي المشرف وينير دروبها دماء الالوف من شهدائها الذين قدموا ارواحهم على طريق الحرية والتحرير ، فتحية لهذه الحركة المناضلة ، تحية لقائدها المؤسس الرئيس الشهيد ياسر عرفات وكل الاجلال والاكبار لشهدائها الذين ننحني اجلالاً لبطولاتهم وتضحياتهم .”
وقال ان حال الانقسام الفلسطيني تدمي قلب كل عربي وتقول للاحتلال أوسع ساحات المناورة والخداع ، وتثقل كامل النضال الفلسطيني كله بأعباء هذا الانقسام البغيض وتشوه صورته أمام الرأي العالمي ، واننا نتطلع الى دور فاعل ومؤثر لحركة فتح بما انا هي التنظيم الفلسطيني المقاوم الاول والاعرق من أجل رأب الصدع الفلسطيني واستعادة لحمة شعبنا في الداخل وفي الشتات.
وختم: “لا خيار امامنا الا باقرار حقوق شعبنا الفلسطيني في لبنان في التعليم والصحة والتملك والتمسك دون ان يعني ذلك التخلي عن حق العودة بما هو في اساس الالتزامات القناعات اللبنانية والفلسطيية الثابتة على حد سواء لافتاً الى أن كلا الشعبين اللبناني والفلسطيني وسلطاتهم الشرعية متمسكون بحق العودة ورافضه لاي شكل من أشكال التوطين .
والقى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ابو جورج عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال حيث اكد ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، داعياً جميع الفصائل الى الانضواء تحت لوائها لأنها البيت الجامع لجميع ابنائه.
ودعا ابو جورج جميع الفصائل الفلسطينية الى دفع عملية المصالحة واتمامها لما فيه مصلحة شعبنا الفلسطيني لأن المخاطر تحيط بنا من كل جانب والخطر يتهددنا في القدس وفي الضفة وفي غزة وفي مخيمات الشتات
وناشد قيادات حركة حماس بالكف عن المراهنات والإسراع في توقيع ورقة المصالحة المصرية ليطمئن الشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين الذي شكل بحياته مع الرئيس ياسر عرفات أروع معاني الوحدة والوطنية وحرمة الدم الفلسطيني
وطالب الاسراع باعادة الاعمار والتعويض على الممتلكات وفتح معابر المخيم ورفع الحواجز العسكرية وانهاء التعامل بالتصاريح .
ثم كانت كلمة لجنة الاسير يحيى سكاف القاها جمال سكاف الذي طالب المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل بالكشف عن مصير شقيقه يحيى سكاف الذي اسر في عملية كمال عدوان في العام 1978 وما زال مصيره مجهولاً لغاية اليوم . وتطرق الى معاناة الحركة الاسيرة خلف قضبان المحتل، مؤكداً بأنه مهما طال ليل الاسر لا بد وان يطلع فجر الحرية .
وختاماً كانت كلمة حركة فتح التي القاها عضو قيادة اقليم لبنان ابو احمد زيداني وقال: “في الذكرى الخامسة والاربعين لانطلاقة حركة فتح الف انحناء لك احمد ياسين شيخ فلسطين ولمشاعل الحرية والاستقلال فارس فلسطين ابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش والدكتور سمير غوشه وسليمان النجاب وجهاد جبريل وزهير محسن والشقاقي وطلعت يعقوب ووزير الثورة الخليل ابو جهاد وامام الشهداء ياسر عرفات يا اخوات دلال وعندلبل يا كل تلامذة الرمز . باسم حركة التاريخ التي تفخر وتعتز بالانتماء لكم لانكم شكلتم لها درع امان.. بارادتكم سيجت من مخاطر الفناء ووهبتم الدم لتبقى مشروع بقاء .
وتابع: “هم الرجال الرجال الذين كانوا على موعد مع الاول من كانون الاول من العام 1956. وفي تلك الليلة الليلاء كانت عيلبون الشرارة وبعد ان رددوا باعلى صوتهم قسم الانتماء، كانت هذه المفردات الشاهد على الطلقة التي انارت ليلنا الدامس هذه الطلقات التي اعلنت ميلاد فجر جديد نحو الحرية والاستقلال لتبدأ مسيرة الفعل المقاوم . ولان فتح تفخر بتاريخها ومسلماتها وثوابتها، ولانها التزمت ثقافة صاحب الكوفية السمراء المكللة بعقال العز ولانه ياسر عرفات بوصلة التائهين في زمن الضياع بدأ عليه الحصار، وجعلوا كل ما حوله دمار وظنوا بانه سيخرج حاملاً راية بيضاء مستسلماً خاضعاً ليخرج البطل وينطق بصوت مودع لهذا الكون ويقول انا لست الاسير ولا الشريد ولا الطريد.. انا الشهيد انا الشهيد انا الشهيد . وغاب الرمز عنا جسداً ويقي الحيُّ فينا وزينة لصدر تاريخنا ولكن الله اعزنا بوارث صادق امين على الدولة المستقلة وعلى القدس وحق اللاجئين واثق القول والفعل. ”
وتابع: “ابا مازن نبايعك اليوم رمزاً لشرعيتنا واباً واخاً وقائداً حتى انجاز الاستقلال الكامل فوق ترابنا الوطني.
وقال ” باسم فتح التي ما اسقطت من خياراتها نصاً أو حرفاً واحدًا نجدد العهد بأن نبقى الاوفياء بقسم الانتماء وحرمة الدم الفلسطيني وان نحافظ على سياسة الكل الوطني في اطار الوحدة الوطنية .”
وتابع “جدار عزل عنصري لا يعترف به في هذا الكون سياسي واحد ويشكل خارطة طريق اسرائيلية تدير الظهر لاي مفاوضات حتماً الى زوال. ولانها القدس عاصمة الارض والسماء لاسلام ولا فلسطين يرونها الى جانب حقنا بالعوده
وفي الختام قال “باسم حركة فتح وكل بنياتها وكل اطرها نعلن باننا لن نكون الا الاوفياء لهذا البلد ولشعبه وقيادته والمعذرين لحسن ضيافته التي لن تطول بإذن الله وان السلم الاهل في لبنان هو امر مقدس في عقلنا ووجداننا والمساس به خيانة .