احتشد الالاف ولساعات طويلة انتظارا لبدء المهرجان الانتخابي الذي نظمه تيار المستقبل في عكار دعما للائحة “مستقبل عكار” الانتخابية، والذي اقيم في الباحة الخارجية لمطعم يلدزلار في بلدة الكواشرة في منطقة دريب عكار، في حضور رئيس كتلة “المستقبل” النيابية النائب سعد الحريري وحشد سياسي ونيابي ومرجعيات دينية واعضاء اللائحة: النائبين رياض رحال وهادي حبيش والنائب السابق خالد ضاهر ونضال طعمة وخالد زهرمان وخضر حبيب ومعين المرعبي، وحشد كبير من الفاعليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ورؤساء بلديات ومخاتير ووفود شعبية تقاطرت من مختلف القرى والبلدات العكارية للمشاركة في المهرجان الذي اعتبر الاكبر في الشمال.
النائب الحريري
بعد النشيد الوطني كانت دقيقة صمت لراحة نفس الشهيد الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الارز . ثم القى النائب الحريري كلمة استهلها مخاطبا الحضور:
“أهلي و أحبتي وإخوتي في عكار، يا أبناء وبنات الأرض الطيبة النبيلة في عكار، يا رجال ونساء الجرد الشامخ في عكار، يا صبايا وشباب السهل الأخضر في عكار، يا سكان المدن والقرى والمزارع الآمنة في عكار. عكار العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين من كل المذاهب. عكار النموذج لكل لبنان.
يا شيوخ العرب النشامى في وديان عكار، عرب النخوة والشهامة، عرب حفظ الجميل، عرب الهوية اللبنانية الخالدة في عكار.
يا آباء وأمهات أبطال الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وحماة الدولة اللبنانية في عكار. يا حاملي الأمانة والراية والشعلة في مدرسة الأخلاق والوفاء والوطنية والعيش المشترك والعمل لأجل كل لبنان.
يا أهل “السما الزرقا” في عكار. يا أهل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عكار”.
وأردف بالقول: “إخوتي وأحبائي وأهلي في عكار، قبل 4 سنوات تماما، وقفنا معا في هذا المكان قبل الانتخابات النيابية أيضا، ومعا قطعنا الوعد للرئيس الشهيد رفيق الحريري أننا لن نسمح للقتلة المجرمين أن يوقفوا مسيرته، ويقتلوا طموحه للبنان العربي الحر الديموقراطي المستقل. وأننا سنبقى كما علمنا أن نكون، عنوان العيش الواحد بين جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وقلعة الاعتدال في وجه كل تطرف والسد المنيع في وجه كل فتنة. وأننا سنواصل العمل مهما كانت الظروف ومهما كانت الصعوبات، لتدعيم مشروع الدولة في لبنان ومواصلة التنمية في كل لبنان ومحاربة الفقر بالعلم والانتاج. وأننا سنبقى نطالب بالحقيقة والعدالة لشهيدنا، لشهيد عكار وكل لبنان الرئيس، الشهيد رفيق الحريري، ولكل من سقطوا معه ومن بعده على طريق ثورة الأرز دفاعا عن مكتسبات السيادة والحرية التي دفع ثمنها بحياته ودمائه، فداء لعكار وفداء لكل لبنان”.
أضاف: “أيها الأخوة والأخوات، 4 سنوات انقضت منذ ذلك اليوم، كانت مليئة بالمصاعب والتضحيات. 4 سنوات من النضال المرير إلى جانب حلفائنا في 14 آذار ضد الاغتيالات والتفجيرات الارهابية إلى جانب الدولة والشرعية والمؤسسات، في وجه الحروب والأزمات إلى جانب السلم الأهلي والاستقرار، في وجه الفتن ومحاولات إشعال الحروب الداخلية. 4 سنوات كنتم خلالها في عكار عنوان التضامن مع إخواننا في الدين والوطن، في وجه عدوان تموز الإسرائيلي الغاشم وعنوان الصمود، في وجه محاولات إعادة نظام الوصاية وعنوان التضحية بأبنائكم في الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، في وجه الإرهاب الذي لا دين له القادم عبر الحدود إلى نهر البارد، وعنوان الوفاء في كل أعياد الحب في كل 14 شباط من كل سنة في ساحة الحرية دفاعا عن الحقيقة والعدالة”.
وتابع: “4 سنوات وأنتم بهذا المعنى، شركاء كاملين وأساسيين في كل ما تحقق من إنجازات لعكار وكل لبنان. نعم أنتم لكم الفضل في ما تحقق من إرغام إسرائيل على القبول بالقرار الدولي 1701، على يد حكومة المقاومة الديبلوماسية، حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى. ولكم الفضل في ما تحقق من إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن، ثم قيامها وبدء عملها هذه السنة في لاهاي. ولكم الفضل في ما تحقق من كسر للفراغ القاتل في رئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان رئيسا لكل لبنان وكل اللبنانيين، وإحباط مؤامرة الفتنة لإسقاط الطائف، دستور المناصفة الدائمة بين المسلمين والمسيحيين في فخ المثالثة لتغيير وجه لبنان والعرب، ولكم الفضل في عودة الرئيس فؤاد السنيورة رئيسا لمجلس الوزراء بعد تسوية الدوحة المؤقتة”.
وأردف بالقول: “وأنتم – أنتم يا أبطال عكار يا أبطال “السما الزرقا” في عكار. يا شباب وشابات ورجال ونساء المستقبل في عكار. لكم الفضل كل الفضل إلى جانب حلفائنا في 14 آذار وكل اللبنانيين الشرفاء الوطنيين، في الانجاز التاريخي المتمثل باعتراف سوريا للمرة الأولى منذ نشوء سوريا ولبنان باستقلال لبنان وسيادته وبالعلاقات الندية بينهما عبر التبادل الديبلوماسي الذي اكتمل قبل أيام، بقبول فخامة الرئيس ميشال سليمان أوراق اعتماد أول سفير سوري في بلدنا. فلو كانت قوى 8 آذارهي الأكثرية هل كان ليحصل ذلك؟”.
واستطرد: “أيها الأخوة والأخوات، هذه المكتسبات الكبيرة، لم تكن مكتسبات لعكار وحدها، ولا مكتسبات لتيار المستقبل وحده، أو 14 آذار وحدها، بل هي مكتسبات لكل لبنان، ولكل اللبنانيين واللبنانيات، من مختلف المناطق، والمذاهب والطوائف، وهي مكتسبات ستسجلها الأجيال لكم، أجيال أحفادكم وأحفاد أحفادكم، بأسطر من ذهب في كتب التاريخ.
لكننا في تيار المستقبل، نعتبر أن هذه المكتسبات هي مجرد بداية، بداية الطريق الطويل الذي سنمشيه بإذن الله، مع كل لبنان ومع عكار تحديدا، وهو الطريق الذي أراده لعكار، كما أراده لكل لبنان،الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
نعم، أيها الأخوة، هذا الطريق هو طريق التنمية ومحاربة الفقر وإيجاد فرص العمل، الذي خطونا خطوات حقيقية لإطلاقه في هذه المنطقة العزيزة، هذه المنطقة الحبيبة من لبنان خلال السنوات الأربع الأخيرة”.
أضاف: “إنها خطوات جيدة، لكنها مجرد خطوات، وأنا سعد رفيق الحريري هنا لأتعهد لكم أمامكم، وأمام الله سبحانه تعالى،أن شيئا لن يوقف مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، التي بدأناها في عكار وكل الشمال، وكل منطقة محرومة من لبنان. نحن لا نريد للتنمية الاقتصادية أو لشبكات الأمان الاجتماعي، أن تكون منة من أحد في عكار، وفي أي منطقة من مناطق لبنان. لذلك، نحن في تيار المستقبل، تقدمنا ببرنامج اقتصادي اجتماعي متكامل، قائم على توسيع الاقتصاد، وخلق فرص العمل للشباب والشابات الذين يمثلون برأينا رأس المال الذهبي الحقيقي والثابت والأغلى في بلدنا.
ونحن في تيار المستقبل، نملك الثقة الكافية بأنفسنا، وبما أنجزه مؤسسنا وقائدنا ومعلمنا وشهيدنا الرئيس رفيق الحريري، لكل لبنان وكل اللبنانيين، لنقول أننا نلتزم أمام أهل عكار وأمام جميع اللبنانيين بهذا البرنامج، وهذه المهمة التي يعرف الخصوم قبل الحلفاء أننا أهل لها”.
وقال: “أيها الأخوة والأخوات، منذ أسابيع لا بل منذ شهور، ونحن نقول أن هذه الانتخابات هي انتخابات مصيرية. تذكرون أن الجميع بدأ يرد علينا بأنها معركة عادية، وغير مصيرية لا بل غير مهمة. ثم فجأة، خرج علينا أحدهم، ليقول أنها انتخابات يمكنها أن تغير وجه المنطقة. فما رأيكم هل هي مصيرية ام لا؟
وكما نحن واثقون من قدراتنا، نحن واثقون أيضا أن عكار بإذن الله ستكون مرة جديدة في 7 حزيران، عكار الوفية لرفيق الحريري ولمسيرته ولتيار المستقبل، عكار الولاء للبنان الحرية والهوية العربية. هذه هي يا أهلي الإنتخابات المصيرية”.
أضاف: “أيها الأخوة والأخوات، 4 سنوات ونحن نتعرض للتفجير والاغتيال والإرهاب، وهل من الضرورة ان نذكر بمروان حمادة، ورفيق الحريري وباسل فليحان، وبسمير قصير وجورج حاوي والياس المر وجبران تويني ومي شدياق وبيار أمين الجميل ووليد عيدو وأنطوان غانم وفرانسوا الحاج ووسام عيد وغيرهم من المدنيين والعسكريين؟
4 سنوات ونحن نتعرض للمؤامرات والفتن والتعطيل والتخوين، 4 سنوات وهم يحاولون أن يطمسوا الحقيقة وينسفوا المحكمة، وأن يقولوا أن دماء رفيق الحريري ذهبت هباء منسيا، وأن أصواتنا لن تغير في المعادلة شيئا”.
وختم بالقول: “ونحن هنا، “والسما زرقا” نحن هنا، لنقول لهم في السابع من حزيران، إن أصواتنا أعلى من أي تهويل وأن عكار باقية على العهد، “زي ما هيي”، وأن لائحة المستقبل في عكار ستملأ صناديق الديموقراطية في السابع من حزيران “زي ما هيي”.
والأهم الأهم، أننا هنا في عكار سنقول بصوت واحد، وبلائحة واحدة، سنقول في 7 حزيران للرئيس الشهيد رفيق الحريري: دمك غالي وصوتنا عالي.
عشتم، عاشت عكار وعاش لبنان”.