افتتح مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة في لبنان، بحضور ممثل دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور مصطفى اديب و الدكتور مصطفى حلوة ممثلا لمعالي الوزير محمد الصفدي و نقيب الفنانين المحترفين الفنانة سميرة بارودي و عدد كبير من الفنانين اللبنانيين بالاضافة الى جمهور المسرح من محبي هذا الفن الراقي.و الجدير بالذكر ان ،هذا المهرجان اصبح موعدا سنويا لعرض اجمل العروض المسرحية و التي تنال جوائز تقديرية،هذا الحدث الكبير الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح و مركز العزم الثقافي – بيت الفن و نقابة الفنانين المحترفين في لبنان بالتعاون مع الرابطة الثقافية و تحت رعاية وزارة الثقافة اللبنانية.
بداية الاحتفال كانت مع النشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيبية من الفنان و الشاعر جهاد الاندري رحب بالضيوف العرب بكلمة رقيقة باسلوبه الجميل. ثم كلمة الفنانة سميرة بارودي التي كان فيها شكر و عتب، شكر لكل من ساهم بانجاح المهرجان و عتب على بعض المسؤولين لعدم الاهتمام الكافي في جعل مهرجان المسرح العربي على رزنامة الانشطة الثقافية في لبنان و بشكل دائم. ثم كانت كلمة الدكتور اديب و التي شدد فيها على اهمية العمل المشترك في النهوض بالمسرح العربي و الحركة الثقافية العربية بشكل عام كما اوصل تحية و سلاما من دولة الرئيس ميقاتي الى جميع القيمين على المهرجان متمنيا لهم النجاح و الازدهار.
اما العرض الافتتاحي فكان من الامارات العربية المتحدة تحت عنوان “السلوقي” و هو عبارة عن عرض مسرحي تتمازج فيه التقنية بالمسرح لتخلق عملا متناسقا يمزج بين اللوحات التجريدية و الواقعية باستعمال مميز للضوء و الحركة و الصوت و الحوارات الجميلة و المقاطع السجعية و الشعرية.
اليوم التالي كان مع عرض اردني بعنوان “سكان الكهف” على خشبة مسرح مركز العزم الثقافي – بيت الفن و كان عبارة عن عرض مسرحي شارك فيه ستة ممثلين يسكنون مسرحا قديما يرمز آيلا للسقوط و الانهيار في كل لحظة و فيه دلالة واضحة على مسرح الحياة العربية في كل جوانبها الاجتماعية و الثقافية و السياسية و اتى ديكور المسرحية متناسقا مع عملية الترميم الجارية في بيت الفن فكان الديكور اكثر من طبيعي بل بديع بتنايقه مع مضمون المسرحية.
اما يوم الخميس في 13-01-2011 فكان يوم العمل التونسي المعنون باسم “حقائب” و الذي استهله الممثلين باعلان موقف تضامني مع الشعب التونسي في محنته التي يمر بها و داعما للحريات الفكرية و الفردية و منددا بالقمع الذي تعرض له نخبة من الفنانين التونسيين اما المسرحية بحد ذاتها فكان عبارة عمل مبدع فيه تمازجت التقنيات من اضاءة و صوت مع اللوحات التجريدية و التعبيرية و خلق مشهديات رائعة سينمائية. و تحدث العمل عن معاناة الشباب العربي و التونسي خاصة و عن امال هذه الشريحة بالحياة الكريمة و الحرية و الكرامة فكان مواكبا لما يجري في تونس و كانه معد مسبقا لهذه الغاية.
و ختام المهرجان العربي للمسرح كان يوم الجمعة مع مسرحية عراقية بعنوان “كامب” تتحدث بشكل ايحائي يلامس الصراحة و الوضوح في آن معا عن الاحوال السائدة في العراق و معاناة الشعب العراقي اليومية و تجسد حلم هذا الشعب بالاستقرار و الحياة الكريمة.
و بذلك يكون قد تم عرض اربعة عروض مسرحية لفرق عربية في طرابلس التي كان لها ان تشهد هذا المهرجان باجمل عروضه التي نالت استحسان الجمهور الحاضر في بيت الفن و الرابطة الثقافية، كما قدمت دروعا تكريمية لكل الفرق المشاركة من قبل الدكتور اديب و السيدة سميرة بارودي كعربون شكر و تقدير.