شهد مسرح “مركز الصفدي الثقافي” عرض الفيلم الوثائقي “ملاكي” للمخرج خليل زعرور، الذي يتمحور حول عائلات المفقودين اللبنانيين منذ بداية الحرب اللبنانية، مسلطاً الضوء على المعاناة التي تعيشها ست عائلات لبنانية جراء عدم معرفتهم مصير أفرادهم المفقودين حتى اليوم. الفيلم الذي أرادته “مؤسسة الصفدي” والمخرج زعرور، تحية لأمهات المفقودين في عيد الأم، يتطرق إلى النواحي الإنسانية التي تعيشها تلك العائلات وليس له أي بعد سياسي.
المخرج الذي حضر العرض، لفت أمام الحضور أن فيلمه يتضمن من جهة مجموعة مقابلات مع أمهات، زوجات أو بنات المفقودين والمفقودات، مستعرضاً أحاسيسهم وواقعهم المأساوي الذي وصلن إليه، ومن جهة أخرى يقدم بعض المشاهد التي يطغى عليها الطابع الفني الخيالي. ويهدف الفيلم إلى محاكاة الضمائر وحثها للتحرك والنضال لأجل إيجاد حل لهذه القضية الإنسانية، حيث عمل المخرج على إظهار وتجسيد وإبراز الأمهات ونضالهن سنوات طوال من أجل معرفة مصير الأبناء والأحباب، بأسلوب سينمائي راقي ومعبر. فعاد الحضور إلى زمن الحرب اللبنانية ومرارتها، هذه الحرب التي لم تدمر لبنان فقط، بل دمرت قلوب اللبنانيين.
وقد تعاطى المخرج المتميز خليل زعرور مع هذه الحالة الإنسانية بروح عالية فحاول من خلال الفيلم الدفع بهذه القضية لحث جميع من يستطيع المساعدة، فعرضه للجمهور اللبناني والعربي والأجنبي، مستخدماً السينما الدرامية منبراً للمطالبة برفع الظلم وإظهار الحق.
ينتهي عمل خليل زعرور من حيث بدأ، على أوديت، ومن خيمة الاعتصام. فقد انقطعت أوديت عن الحضور إلى الخيمة لأنها ماتت قبل أن ترى ولديها اللذين لم تيأس من انتظارهما وهي على قيد الحياة.
الجدير بالذكر، أن فيلم “ملاكي” سيناريو وإنتاج وإخراج المخرج الشاب خليل زعرور، جاء إلى الصالات اللبنانية بعد أن تم عرضه في مهرجان دبي السينمائي، وبعد فوزه ضمن مسابقة صورة إنسان/أفلام حقوق الإنسان في الدورة الثالثة لمهرجان بغداد السينمائي الدولي، حيث توج بالجائزة الأولى مناصفة مع فيلم “اليزيدية” لصلاح أبو سيف.