نظمت سفارة بولندا في لبنان بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” معرض “رحلة في خيال تام” الذي تضمن 10 لوحات تلصيقية عن لبنان بالصور الفوتوغرافية والكتابة، وهي نتاج عمل مشترك وتعاون فني بين الرحالتين البولونيين، المصورة الفوتوغرافية والناشطة الثقافية مارتا بوغدانسكا والكاتب المهتم بالشرق الأوسط وبلبنان خاصة والمتحدث باللغة العربية الفصحى، ستانيسواف ستراسبورغر.
والمعرض الذي يستمر حتى 27 نيسان الحالي في “مركز الصفدي الثقافي”، حضره إضافة إلى الفنانين البولونيين، السكرتير الأول في السفارة البولونية السيد فويتشيه غاوريسيوك، المدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” السيد رياض علم الدين، مدير معهد الفنون الجميلة في الشمال الأستاذ علي العلي، عدد من أبناء الجالية البولونية في الشمال، إعلاميون ومهتمون.
وقد افتتح المعرض بكلمة ترحيب، وشكر لكل من السفارة البولونية و”مؤسسة الصفدي” على الرعاية، تولاها الرحالتان ستراسبورغر وبوغدانسكا، اللذين اعتبرا أن الرحلة هي نمط حياتي ووسيلة فنية لكل منهما، وهذا المعرض هو حصيلة دراساتهما المرتكزة على لبنان والشرق الأوسط، وهو أيضاً دعوة إلى المشاهد للمشاركة في نقاش حول التحديات التي يواجهها كل من رغب في أن يتآلف وثقافة أجنبية. طارحين تساؤلات مشروعة: إلى أي حد يمكن الانخراط في ثقافة أخرى؟ وبغض النظر عن حسن النوايا، هل يمكن فهم “الآخر”؟. ويعتبر الفنانان اللذين يرفضان تسميتهما بـ”مستشرقين”، أن معرض “رحلة في خيال تام”، يهتم أيضاً بإشكاليات رؤيتهما: هل الصورة أمامنا هي الرسالة بذاتها ولذاتها، أم هل يؤثر مخزوننا الأدبي حتماً على هذه الرسالة؟ هل يكون هذا المخزون واقعنا الأول؟ وهل يملي أطرنا البصرية التي تشكل رؤيتنا؟”.
وكان نقاش بين الفنانين والحضور حول معرضهما، الذي تضمن 10 لوحات تلصيقية بالأبيض والأسود من الحجم العريض، التقطت في لبنان بين عامي 2008 و 2010، واقتباسات من رواية بائع الحكايات (2009، Handlarz Wspomnien)، وسلسلة مقالات عن لبنان بعنوان “إنطباعات شرقية” (2011-2008 ,Impresje Bliskowschodnie). التصميم الغرافيكي والتنفيذ لألبينا هوربتشيفسكا بالتعاون مع الفنانين. الترجمة الانكليزية لموغوجاتا سكافينسكي. وتجمع اللوحات التلصيقية لبوغدانسكا وستراسبورغر بين الكلمة والصورة على حد سواء، مستلهمين من القوالب الثقافية المعروفة في التراثين العربي والأوروبي، بدءاً من المنمنات القديمة، وصولاً إلى القصص المصورة الحديثة.