رعى وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ حفل افتتاح معرض الحرف والاشغال اليدوية في الشمال، في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، في حضور وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، النائب سمير الجسر، النائب سامر سعادة، الرائد مصطفى الأيوبي ممثلاً مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي وحشد من الفاعليات السياسية والثقافية والاجتماعية ومهتمين. يذكر أن المعرض يتضمن 135 قطعة من الاشغال اليدوية التي نفذتها المتدربات في مركز الخدمات الانمائية في المنية فضلا الى عرض منتجات عديدة نفذها حرفيون من كافة المناطق الشمالية.
بعد قص الشريط التقليدي وتقديم باقتين من الزهور للوزيرين الصفدي والصايغ، النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس مكتب الشؤون الاجتماعية في الشمال ماجد عيد كلمة شكر فيها مؤسسة الصفدي على استضافتها المعرض، واعداً بتنظيم معارض اخرى في كافة المناطق الشمالية وذلك بتوجيه من الوزير الصايغ.
ثم ألقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم في عاصمة الشمال – طرابلس العزيزة لمناسبة إفتتاح معرض الحرف والأشغال اليدوية الذي نظمه مركز الخدمات الإنمائية في المنية ودائرة تصريف الإنتاج الحرفي في وزارة الشؤون الإجتماعية بالتعاون مع مؤسسة الصفدي.ونتذكر في هذه المناسبة جيدا ان ركائز مجتمعنا رست دائماً وأبداً على مواطنية تزكي في الفرد روح المسؤولية، والحس الإجتماعي، والأخلاقية المسلكية، والهمّة الإنتاجية. لكننا أصبحنا في عصر يشهد تقهقر الفردية المبدعة أمام سطوة الآلة العملاقة، وإنكفاء العقل الإنساني أمام العقل الإلكتروني”. اضاف: “المنتجات الحرفية المعروضة أمامكم هي من رموز الماضي الجميل الذي يأبى الهزيمة أمام تفوق الصناعة الحديثة بما تملك من قدرات وإمكانات ضخمة ووسائل وأسباب متطورة. فالإنتاج اليدوي يعكس صمود الفرد بذاتيته وجهده وفنه، وفيه يتصل الماضي بالحاضر فتتعايش روعة التراث مع بهاء التجديد. هذا هو إنتاج اليد المعطاء الخلاقة في كل لبنان وهو يجسد تصميم اللبنانيين أينما كانوا في أرجاء الوطن على الإلتقاء حول كل عمل بناء وكل مبادرة مجدية.هذا التراث يعكس حضارتنا وهويتنا، وهذا لا يعني ان نقف عند حد معين أو زمن محدد فطموح اللبناني لا يحد ولكن ذلك لا يعني ان نطمس تراثنا ونتنكر له انما علينا ان نحييه وان نحافظ عليه فهو التاريخ لإرث يجب ان لا نضيعه… ومن هنا التصقت المهنة بكينونة الإنسان وغدت ملازمة لعمله ولهويته وأصبحت جزءا لا يتجزأ من شخصية المرء. ولو أعطينا أمثلة على ذلك لتبين لنا بأن التراث العائلي في لبنان يعود بجزء كبير الى الحرفة التي إمتهنها كعائلات النحات والحداد والصائغ والنجار والحايك والطحان والمعلم وغيرها الكثير الكثير مما يتألف منه النسيج اللبناني”. وتابع الوزير الصايغ: “نحن هنا لنحافظ على هذا التراث ولإعطاء هذا القطاع مكانته ودوره الإقتصادي والإجتماعي والثقافي. ولأجل ذلك، ستعمل وزارة الشؤون الإجتماعية على إنشاء هيئة ناظمة للقطاع الحرفي تتولى وضع معايير تحسين الإنتاج وتطويره توصلا الى إصدار شهادة الجودة الحرفية والمساعدة على التسويق، إضافة الى تحديد كيفية تحسين أوضاع الحرفيين بعد إحصائهم بصورة دقيقة، وإصدار بطاقة الحرفي لكل منهم. هذه هي المهمة التي كلما إشتد حولها الجدل تمضي دائما الى أهدافها بالتضحية، وبكل ما يجعل النجاح وكأنه إزدهار للنفس، ويحول هذا النجاح المتألق نصرا للحقيقة والحياة تستفيد منه الأجيال الغابرة بمقدار ما تستفيد منه الإجيال الحاضرة والمقبلة سواء بسواء”.
وأبدى الوزير الصايغ اعجابه بمحتويات المعرض، مشيرا الى ان “اللبناني ما زال يحتفظ بتراثه الحرفي في كافة الاعمال”. وشكر “مؤسسة الصفدي” على حسن تنظيمها للمعرض. بدوره رحّب الوزير الصفدي بالوزير الصايغ ودعاه إلى الاهتمام بطرابلس والشمال حيث الحاجات الاجتماعية كبيرة جداً وملحة، ووعد الوزير الصايغ بتنسيق الجهود مع الوزير الصفدي داخل مجلس الوزراء لإعطاء طرابلس والشمال المزيد من الاهتمام والرعاية.
بعد المعرض، كانت جولة في “مركز الصفدي الثقافي”، حيث اطلع الوزير الصايغ على أقسامه المختلفة، وما تنفذه “مؤسسة الصفدي” من مشاريع إنمائية. وعبّر الصايغ للإعلاميين عن إعجابه بـ”مركز الصفدي الثقافي” الذي يحتضن معرض الحرفيين، وقال: “المعرض فرصة لاستكشافنا هذا المركز الذي يمثل جوهرة الشمال، وقِبلةَ الانظار والنشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية، وأتمنى لهذه الواحة التي تستقبل الخَلقَ والخُلُق والإبداع، أن تعمم على كافة الأراضي اللبنانية”.