الطلاب نقطة ارتكاز وانطلاق في العمل القومي، وفي اي عمل وطني، اجتماعي، انساني، وهم الاجيال التي على عاتقها تبنى الاوطان، وهم المداميك التي يتأسس عليه المجتمع الجديد..
فلطلاب الجامعات دورا في كل ذلك.. وكان حريا بالمراجع الرسمية أن تولي العناية اللازمة لللطلاب.. منهاجا واعدادا في المضمون والشكل.. وتوفير كل المستلزمات التي تؤمن اجواء الدراسة من اجل عطاء افضل..
والجامعة الوطنية هي الاساس، وليس الجامعات الخاصة التي بدت ان الاولوية لها قبل الجامعة الرسمية، فالجامعات الخاصة باتت جامعات لطوائف ومذاهب وارساليات… تخرج الاجيال الجديدة التي تطلع الى الحياة العملية برؤى متناقضة، مختلفة تسهم في تفتيت وتشتيت وشرذمة المجتمع.. لذلك فعلى عاتق الجامعة اللبنانية تقع كل المسؤوليات الوطنية الجامعة الشاملة، ومن اجل ذلك ايضا كان حريا بالمراجع الرسمية ايلاء هذه الجامعة كل الاهتمام..
لكن ما نلاحظه هو ان القيادات السياسية قلما تهتم بالجامعة الوطنية ودائما تولي الجامعات الخاصة عنايتها..
في الشمال فروع للجامعة اللبنانية، لا تزال تعاني منذ تأسيسها، واوجه المعاناة متعددة وعلى كل صعيد..
من هذه الفروع كلية العلوم ..هذه الكلية التي نشأت في بناء قديم غير صالح البتة، ويجري التدريس الجامعي فيها بظروف غير ملائمة، وبعض القيادات مدت يد المساعدة، مشكورة، انما في غير موقعها اللازم، بينما المعاناة الطالبية مستمرة وتتفاقم وتتخذ اكثر من منحى…
الطالب أيمن المير (سنة ثالثة ـ معلوماتية) أوضح ان المشكلة التي يعاني منها طلاب السنة الثالثة هي في المنهاج الجديد في اختصاص علم الشبكات، حيث لم يجرِ أي تعديل عليه. وفي كل سنة تتغير نصف المواد ومشكلتنا الكبيرة في المادة التي يرسب الطالب فيها فيكتشف ان الدكتور الجديد لا يقبل تدريس نفس المنهاج القديم ويعتبر هذا العمل بمثابة نكسة للطالب الذي لم يعد يفهم مزاجية الاساتذة في التدريس فتضيع سنة أخرى عليه.
ولفت المير الى ان الادارة لا يحلو لها العمل من صيانة وترميم في حرم الكلية الا عند اجراء الامتحانات فلماذا لا تتم هذه الاعمال صيفا؟
ويرى المير أن طلاب كلية العلوم يعانون من “التشتت” فالاختصاصات ليست متوفرة كلها، عدا عن افتتاح فرع لتدريس مادة الماجستير في طريق المئتين ويستغرب بالقول: أليس من حقنا أن يكون في كليتنا كل الاختصاصات، ففي كليتنا لكل فرع اختصاص واحد بينما في بيروت لكل فرع عدة اختصاصات مما اضطر الكثير من الطلاب الى اختيار اختصاص لا يرغبونه بدل النزول الى بيروت للتعلم.
الطالب عامر خضر (ثالثة ـ رياضيات) معاناته اليومية هي في المشقات التي يتكبدها انتقالا بين عكار وطرابلس حيث الحفر تملأ الطرقات فيصل الى كليته منهكاً.
من قلب هذه المعاناة ناشد الادارة تأمين سكن داخل الحرم الجامعي، ويقول: نحن ندفع الثمن في كل مرة، اذا كانت الطريق مقطوعة لا نستطيع الوصول وفي حال حصلت اضطرابات ومشاكل أمنية فالخطر أمامنا والوصول الى الكلية يصبح مستحيلا!!..
وتابع: تساءلنا كثيرا لماذا يشاد البناء الجامعي الموحد في الكورة علما ان طلاب الكورة لا يشكلون 2% من نسبة الطلاب، لماذا لا يشيد هذا المجمع في منطقة وسطية كالمنية مثلا.
وشكا خضر من الصعوبة التي يواجهها الطلاب في المناهج مما يضطر بهم الامر الى ترك الكلية والبحث عن غيرها وهذا الامر ساهم في انخفاض عدد الطلاب الى النصف تقريباً.
الطالب نبيل صبحية (سنة ثالثة ـ رياضيات) برأيه أن الكلية هي مجسم صغير لواقع المجتمع اللبناني من انقسامات سياسية وكتل طائفية ومذهبية انعكست على حال الطلاب والادارة معا، مما أثر في عملية الآداء التربوي وخلق جملة مشاكل، خاصة في عملية تشكيل مجلس الطلبة الذي اهمل مشاكل الطلاب واهتم بالتمثيل الحزبي والسياسي.
ويأسف صبحية لانه “لم يعد من فارق بين طالب جامعي ومواطن جاهل فبات الجميع يتحرك وفق غرائزه الطائفية والمذهبية وباتت الاولوية لهما، مع غياب الوعي السياسي عند عامة الشعب”.
اللافت ان طلبة الكلية سارعوا الى تسديد 75 دولارا مساهمة في تجهيز غرف الانترنت والكمبيوتر لمواكبة عصر التكنولوجيا لكنهم فوجئوا حسب رأي صبحية ان لا تكنولوجيا ولا انترنت ولا من هذا القبيل أنشئ في الكلية اضافة الى ذلك مصاريف اخرى من اجل الضمان الصحي والاجتماعي.
الطالب عبد الواحد المصري يعتبر ان نظام الشبكات فاشل، حيث يوجد كل يوم تعديل جديد فيها، وهذه التعديلات ليست من مصلحة الطلاب. وتطرق المصري الى معاناة الطلاب خلال تساقط الامطار حيث يضطر العديد الى حمل المظلات داخل القاعات تفاديا للامطار. كذلك اعتبر ان بعض السياسيين يتغنون بانشاء حديقة تحمل اسمهم علما ان الحديقة التي انشئت مؤخرا وما أشبهها بالحدائق العامة حيث وضعوا وسط الباحة صخرة كبيرة تحمل اسمهم مع زرع بعض الاشجار والازهار. وهل يصبح زرع بعض الشتول والازهار حديقة؟ علما ان انشاء هذه الحُديقة حرمت الطلاب من التمتع بالمساحة التي كانت مخصصة لهم خارج القاعات.
وسأل المصري عن السبب الذي يؤخر اجراء الانتخابات الجامعية بداية العام الدراسي بدل من اجرائها نهاية العام؟ عندها لا يستفاد منها الطلاب، واعتبر ان المجلس بوجوده او عدمه بات سيان، لانه في اقصى الحالات يجتمع مرتين في السنة بسبب النزاعات السياسية.
الطالبة طاهرة عبد الهادي تشرح المعاناة المزمنة للطلاب حيث التسابق على حجز المقاعد في قاعات التدريس وويل يصل متاخرا فلا يجد مكانا له، اضافة الى ذلك توضح سلبيات المبنى الجامعي الذي لا يصلح في الاساس نظرا لتسرب المياه من جدرانه فيتم التدريس في ظروف رديئة.
الطالب أيمن عقل تمنى لو ان الوزير محمد الصفدي أنشأ ممراً مسقوفاً لتجنب المطر والرياح أو رمم المبنى ربما كان أولى من انشاء “ميني حديقة” ضاقت بها المساحة الصغيرة للكلية. كما أمل لو تم انشاء ملعب رياضي داخل المبنى فالحدائق تقام في مساحات واسعة حسب رأيه.
وطالب عقل تجهيز الكلية بمقاعد حديثة بدلا من القديمة التي تمزق الثياب.
الطالب بشارة وهبة قال: شهدت الكلية خلال الاونة الاخيرة بعض التغيرات لكنها خجولة، فترى تغيير الاسقف من النيلون الى القرميد الاحمر وايضا المختبر الذي كان يشبه الحمام.
ولأن المراجع المختصة لم تكلف نفسها عناء الاستماع الى المطالب الطالبية في لقاء حوار ونقاش لجأ الطلاب الى اسلوب آخر فاصدروا بيانا تطرقوا فيه الى مطالبهم الملحة وجاء فيه:
يعمل عمال بلدية طرابلس منذ أكثر من شهر في حرم الكلية فتفاجأنا نحن الطلاب بهذه الاشغال، فقلنا في انفسنا أن سبب وجودهم مع كامل المعدات بسبب الروائح الكريهة، وبعد ان طال وجودهم بدأوا بقص الاشجار المضروبة بسبب الاهمال واستبدلوها بشجيرات صغيرة، وذلك من اجل تنظيم شبه الحديقة والهدف يصب في مصلحة الطالب الذي اعتاد تقديم امتحاناته تحت تأثير موسيقى والحان معدات البلدية. ثم تفاجانا بوضع صخرة منقوش عليها عبارة تشييد الحديقة برعاية احد المسؤولين علما ان هذا المشروع مطروح منذ عدة سنوات لكنه نفذ قبل اجراء الانتخابات البلدية.
من هنا لا يسعنا الا ان نتقدم بالشكر الجزيل لكل من يساهم في عملية الانماء، لكن نحن طلاب الكلية نلفت نظر المعنيين على هذا العمل ان لطالب العلوم اولويات، فنحن نريد الكثير الكثير بدل تشييد الحديقة، فهل من المعقول ان تكون الارصفة ممتلئة بالماء حتى يصعب على الطالب الدخول الى صفه فنجده ممسكا لمكنسة يعمل على دحر المياه بها، ويفضل المشي تحت الامطار بدل المشي على الارصفة المسقوفة بسقف بلاستيكي تتسرب منها المياه المبتذلة على الرؤوس، وهل من الطبيعي ان نجد دكتورا يدرس في صفه حاملا معه مظلة بسبب تسرب المياه من السقف، وآخر يلغي محاضرته التطبيقية وذلك لان المختبر مكهرب من الشتاء أما طلاب المعلوماتية فتجد مختبرهم غير مجهز بالكامل. هذا عدا عن الملاعب وادوات التسلية والترفيه التي نطالب فيها مرارا وتكرارا وغيرها من المطالب المتعلقة بالامور التربوية
دموع الاسمر.
والافظع من ذلك كله قرار نقل زملائنا من منطقة عكار في السنة الاولى (لا يتعدى عددهم المئة) الى شعبة حلبا والسنة الثانية ماستر الى منطقة المئتين بدلا من انشاء طوابق اخرى فوق المبنى الجديد، هنا يقع السؤال: كيف تريدون على الطلاب ان يتعلموا فكر الانصهار الوطني والمواطنة وتطبيقها؟
واخيرا نتمنى على المسؤولين ان تكون رسالتنا قد وصلت على امل الاخذ بها لا ان ينظروا الينا اثناء الانتخابات والمظاهرات للتعبئة فقط