جهاد نافع
الديار
معظم العكاريين ينتظرون الانتخابات البلدية ويعتبرون انها فرصة لاجراء تغيير في معظم المجالس البلدية التي شهدت خلافات وانقسامات وتراشقاً في الاتهامات بل وتسببت في انتاج خلافات عائلية احتدمت طوال السنوات التي مضت.
في عكار 127 بلدية، منها خمس بلديات حلت هي عدبل، البيرة، الشيخ محمد، خربة داود والدوسة وكذلك بلديات استحدثت مؤخرا هي هيتلا والنورا والشيخ عياش والعوادة وبيت ايوب وقشلق ووادي الحور ومن المحتمل قبل موعد الانتخابات اصدار مرسوم باستحداث بلديتين في خربة الجرد والكنيسة في سهل عكار.
اما بقية مجالس البلدية التي لا تزال تعمل فقد تمكنت من الاستمرار رغم الخلافات التي عصفت بها وشهدت معالجات على مستوى عال لضبط الاوضاع فيها كي لا تصل الى حل مجالس بلدياتها.
وتشهد عكار حركة ناشطة في معظم البلدات ومشاورات بين القوى السياسية والاحزاب والفاعليات لتكشيل لوائح توافقية او لوائح تنافسية سيما في البلدات الكبرى المعروفة بدورها على مستوى المنطقة كبلديات القبيات وفنيدق وببنين وحلبا ورحبة وعكار العتيقة… هذه البلدات وغيرها تعقد فيها اجتماعات على قدم وساق منها من يسعى الى التغيير ومنها من يسعى الى تكريس المجالس الحالية. كما لوحظ دخول النواب الحاليين ونواب سابقين على خط المشاورات لتشكيل لوائح توافقية في البلدات الكبرى ومنها بلدات خيبت امال بعض النواب الحاليين حتى يمكن القول ان في عكار مجالس بلدية تمردت على نوابها وعلى التيار الازرق وباتت تعتبر نفسها في حل من الالتزام بمرجعيتها السياسية وهناك ايضا من يعتقد ان المجالس البلدية باتت بحاجة الى وجوه جديدة وقيادات شابة تكون اكثر فاعلية وانتاج خاصة في بلدات لم تتقدم خطوات في الاداء البلدي عكس بلدات خطت خطوات متقدمة في الانماء والاعمار ووصلت ببلداتها الى مصاف البلدات النموذجية التي تضاهي بلديات الدول المتقدمة كبلدية رحبة وبينو والقبيات.
وتشير مصادر عكارية الى ان الكثير من البلديات ستشهد معارك انتخابية حادة بعضها ستكون معارك كسر عظم بين مجالس لا تزال موالية للتيار الازرق ومجالس تمردت عليه وبعضها معارك ذات خلفيات عائلية، حيث تضم اللائحة الواحدة عدة تيارات غير منسجمة سياسيا لكنها تلتقي في الولاء العائلي المحلي، فيما بعض الاحزاب تركت لاعضائها حرية الاختيار في تحالفاتهم المحلية في البلدة خاصة حين يغلب الطابع العائلي على المعركة الانتخابية في البلدة.
لكن السؤال الذي يطرحه العكاريون هو هل ستحصل الانتخابات في موعدها ام انها مرشحة للتأجيل؟
ما حصل في وادي خالد على الحدود الشمالية من اطلاق نار على برج يشاد للقوة المشتركة شكل مؤشرا غير مريح لكثير من الناشطين حاليا في المجال البلدي، يقول احد المصادر انهم على ثقة تامة بقدرات الجيش اللبناني في ضبط الاوضاع الامنية في عكار وكانت عملية التصدي لهذا الخرق الامني المحدود في الحدود الشمالية وسرعة التصدي اعطى انطباع بقدرات الجيش اللبناني على ضبط الاوضاع الامنية ومنع اي خلل امني يحصل. لكن التساؤل هل هناك من يسعى الى نشر بلبلة امنية وفوضى تكون سببا لتأجيل الانتخابات البلدية والتمديد لها؟ خاصة ان الحدث الامني حصل في الحدود الشمالية في وادي خالد وبالقرب من وادي خالد بلديات كبرى في الوسط المسيحي كالقبيات وعندقت وشدرا فهل هناك من يتقصد اثارة الخوف والبلبلة من احتمال تسلل مجموعات ارهابية تكفيرية تستغل الانتخابات؟ لكن بالتأكيد ان الجيش اللبناني قادر على منع اي خرق مهما بلغت خطورته، لذلك يرى المراقبون ان لا مانع لاجراء الاستحقاق الانتخابي لاي سبب كان.