عقد رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، مؤتمرا صحافيا في دار المطرنية، خصص للاعلان عن موعد زيارة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي لطرابلس، المقررة في الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري.
وتلا بو جوده بيانا جاء فيه: “باسمي وباسم صاحب السماحة الشيخ الدكتور مالك الشعار، أرحب بكم في دار المطرانية المارونية في طرابلس، لاعلن أمامكم ومن خلالكم، الى كل اللبنانيين والطرابلسيين وأبناء أبرشية طرابلس المارونية، عن الزيارة الراعوية التي سيقوم بها غبطة البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي لمدينة طرابلس، يومي السبت والاحد 18 شباط الجاري و19 منه. هذه الزيارة التي كان مقررا لها ان تتم في 12 تشرين الثاني الفائت و13 منه، وقد أرجئت في حينها بتمن من سماحة المفتي الى حين عودته من أداء فريضة الحج”.
وأضاف: “هذا الموعد الجديد تم تأكيده على أثر زيارة قمنا بها بصحبة سماحته في 23 كانون الثاني الفائت، الصرح البطريركي في بكركي، حيث كان لنا لقاء مع صاحب الغبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، تم خلاله التطرق الى زيارته المرتقبة لمدينة طرابلس، وتحديد الموعد المذكور على مدى يومين متتاليين. وقد أكد سماحة المفتي الشيخ الدكتور مالك الشعار في حينها “أن طرابلس ستكون مفتوحة الذراعين للزائر الضيف، لأنها مدينة العيش المشترك، وان البطريرك الراعي يأتي إليها في أي وقت يشاء”. وأنا في هذه المناسبة أود أن أثني على كلام صاحب السماحة، وأضيف أن زيارة غبطة ابينا البطريرك الراعوية لمدينة طرابلس تصب في خانة تأكيد العيش المشترك بين كل الطوائف اللبنانية، لأن شخص البطريرك رمز وطني، وليس دينيا فقط، وهذه سمة بكركي أيضا، التي لا تعد معلما مسيحيا أو مارونيا فقط، بل هي أيضا معلم وطني يعمل على تمتين العلاقات بين كل الطوائف.
وأود أن أشير في هذا اللقاء الى أن اللجنة المنظمة للزيارة، التقت البطريرك الماروني عشية سفره الى قبرص، وتم وضع اللمسات الاخيرة على برنامج الزيارة، والذي تضمن لقاء مع مستقبليه في دار المطرانية المارونية في طرابلس من فاعليات دينية مسيحية واسلامية وفاعليات سياسية في المدينة، كما تضمن البرنامج زيارة البطريرك الراعي لكنائس طرابلس، باعتبار أن هذه الزيارة راعوية. وسوف يوزع لاحقا البرنامج كاملا على وسائل الاعلام”.
من جانبه عبر الشعار عن أنه “في غاية السعادة والبهجة والسرور، أن نلتقي في دار الابرشية المارونية بما تمثل من قيم وطنية لا تخفى على أحد، فضلا عن قيامها بواجبها الديني الذي يحتضن أبناء منطقة طرابلس والشمال وبقية المواطنين في لبنان، وشكري لسيادة المطران الذي ألف المواطنون في لبنان رؤيته لنا في مسيرة واحدة وتعاون مستمر. وشكري للاعلام وأرباب الكلمة الخيرة التي تصل الى القلوب والعقول، وأنتم مشكورون على القيام بواجبكم”.
وأضاف: “ليس هناك ما أزيده على ما قاله صاحب السيادة، إلا أن أقول إن صاحب الغبطة يمثل قيمة وطنية أساسية في هذا الوطن، لأن اللبنانيين والمسلمين على وجه التحديد يعتبرون أن بكركي وسيدها والناطق باسمها يمثل مدماكا أساسيا في الحفاظ على وحدة الكيان اللبناني، وصاحب الغبطة مرحب به في أي وقت في طرابلس التي تحتضن كل الطوائف وكل التنوع والتعدد الثقافي، وسوف تكون مسرورة باستقباله بشكل يليق بأهلها، فالضيف استثنائي وسيكون الاسقبال بما يليق بمقامه، وبدوره وبقيمته الوطنية التي يركز عليها دائما لجهة وحدة كيان الوطن وتماسكه، وآمل أن توافقنا الاجهزة الامنية على أن نكون فرحين ومسرورين باسقبال ستشارك فيه المدينة بكل فئاتها، في تعبير عن طبيعتها وتربيتها الدينية وثقافة العيش المشترك والاعتدال والانفتاح”.
وردا على سؤال عن أسباب تاجيل الزيارة التي كانت مقررة اوئل تشرين الثاني من العام الماضي، قال بو جوده: “آمل من جميع وسائل الاعلام توخي الدقة في ما تنشره من معلومات، وعدم تأويل الامور وعدم إعطائها حجما أكبر مما هي. فكل ما في الامر أن سماحة المفتي الشعار طلب تأجيل الزيارة بسبب وجوده في الحج، وذلك لأنه مصر على أن يكون في مقدم مستقبلي غبطة البطريرك الراعي في زيارته الميمونة لطرابلس، ولهذه الاسباب فقط تم تأجيل الزيارة بعد التشاور مع صاحب الغبطة بعد عودته من زيارته الراعوية للولايات المتحدة”.
وردا على سؤال عن احتمال تعديل برنامج الزيارة، وهل هناك محاذير أمنية قد تؤثر عليها، أجاب بوجوده بأن “هناك اتصالات بالاجهزة الامنية، وجل ما هنالك حتى الآن مجرد تلميحات وليس تأكيدات، والزيارة ستتم في موعدها ان لم يطرأ ما يستدعي اتخاذ قرار آخر، وسنعلن عن برنامج مفصل للزيارة في حينه”.