لم يكن إنتاج الزيتون في عكار على قدر آمال المزارعين.. فموسم الزيتون هذا العام كان ضعيفا لدرجة يصح فيه وصف موسم ” المحل” ، قياسا الى السنوات السابقة التي كان فيها انتاج الزيت والزيتون العكاري كافيا ليغطي السوق اللبناني رغم منافسة الزيت المستورد الذي لطالما كان يؤثر على الأنتاج الوطني.
وإن كانت الكورة قد اتسمت بزراعة الزيتون فإن عكار ايضا عرفت بهذه الزراعة منذ زمن بعيد، حتى قيل أن الزيت والزيتون العكاري من أجود انواع الزيت وله طلابه وانه يلاقي استحسانا لدى الكثير من محبي الزيت والزيتون.
ففي عكار أكثر من مليون شجرة زيتون تغطي مساحات من الأراضي تتجاوز ال7آلآف هكتار خاصة بعد انتشار هذه الزراعة في بلدات وقرى الدريب التي دخلت اليها زراعة الزيتون حديثا فجاء انتاجها من الزيت أفضل من المناطق العكارية الأخرى نظرا لأهتمام المزراعين بهذه الزراعة والعناية الفائقة مما أثمر انتاجا رفع من منسوب الأنتاج العكاري عموما الذي لم يتجاوز هذا العام 20% ولولا انتاج الدريب لكان الموسم العكاري تدنى الى 5% فقط حسب رأي الياس سجيع الراسي الذي إعتبر أن الموسم العكاري كما هو متعارف عليه أن العام الذي يكون فيه ضعيفا يليه عام يصبح الموسم وفيرا،وقال:في الواقع أن هذه المقولة غير منطقية رغم أنها سارية المفعول منذ القدم ، واليوم في ظل تطور وسائل الزراعة والدراسات أثبتت التجارب أن كرم الزيتون حين يلقى العناية والاهتمام الكافي فإنه يعطي انتاجا وفيرا في كل عام شرط ايلاء الكرم العناية اللازمة.
ولأن إنتاج الزيتون العكاري ضعيفا فإن صفيحة الزيت وصل سعرها الى مئة دولار وكيلو الزيتون البلدي 3000آلآف ليرة لبنانية ،ويزداد الطلب على الزيت العكاري من ابناء بيروت واصحاب المطاعم .. لكن برأي الياس الراسي وهو أحد كبار مزارعي الزيتون ولديه معصرة حديثة ” على البارد “أن المزارع العكاري يعاني من غياب الأهتمام الرسمي بالقطاع الزراعي وتبدأ المعاناة بالتكاليف الباهظة للحراثة الى أجور العمال لافتا الى أن انخفاض انتاج الزيت أسهم بأرتفاع اسعار الصفيحة الواحدة.
وفي عكار تنتشر معاصر الزيت فوصل عددها الى أكثر من خمسين معصرة منها الحديث الذي يعتمد على الحرارة ومنها المعاصر التي تعصر الزيتون بواسطة الدولاب الحجري ويقال لها، العصر على البارد، ويتابع الراسي موضحا أن الزيتون لا “يحب” الحرارة لذلك فإن العصر على البارد هو المفضل لدى الكثير من المزارعين الذين يرون الجودة في الزيت المعصور على البارد.
وهذه المعاصر منها من يتبع استيفاء 10 الى 12 ألف ليرة عن كل تنكة زيت حسب الكمية ، ومعاصر أخرى تستوفي رطلا “كيلو ونصف” عن التنكة.
والمعروف أن كل 75كيلو زيتون ينتج كمعدل وسطي 16كيلو زيت.
ويطرح الراسي مشكلة يعاني منها معظم اصحاب معاصر الزيت في عكار وهي تكدس ” الجفت ” بكميات كبيرة بعد قرار وزارة الزراعة بمنع تصديره الى سوريا وبعد اغلاق معامل ” الجفت ” في لبنان بحجة الحفاظ على البيئة ، في أن سوريا تحتاج الى كميات كبيرة من الجفت لمعاملها حيث تستفيد منه في صناعة الصابون والفحم وغير ذلك.
وأمل الراسي أن يصار مجددا الى السماح بتصدير الجفت الى الخارج بدلا من تكدسه في المعاصر.