“ما حدا خلق بيعرف” “افتح لي الباب لاقدر امشي” “اطلع فيني كشخص ما تتطلع على اعاقتي”، مئات من الاطفال والفتيان والفتيات حملوا هذه الشعارات خلال مسيرة سلمية انطلقوا بها من امام معرض رشيد كرامي الدولي وصولا الى سرايا طرابلس شارك بالمسيرة جمعيات تهتم بذوي الحاجات الخاصة لتسليم مذكرة الى محافظ الشمال ناصيف قالوش ليسلمها بدوره الى الرؤساء الثلاثة، تحتوي على المطالبة بحقوقهم وموجهين صرختهم الى المعنيين مباشرة “بدنا نشتغل” و “بدنا مراكز حديثة”..
في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة (3 كانون الاول) اطلق مركز فيستا مسيرته الانسانية لرفع الصوت عاليا والاضاءة على جانب اساسي من حياة المعاقين سيما وان المركز يحتضن منذ سنوات أكثر من 500 حالة تعاني من اعاقات جسدية وعقلية، مع توفير كافة الرعاية لهم اضافة الى مراكز مهنية تأهيلية تساعدهم على الانخراط والاندماج في المجتمع.. ومن الجمعيات المشاركة اهمها: جمعية فيستا للتربية المختصة ـ الشمال/ اصدقاء عند الحاجة/ مؤسسة واحة الفرح/ مبرة الرابطة النسائية الاسلامية/ مجمع الرحم الطبي/ معهد نورتن/ مدرسة الفرير/ ثانوية الجنان/ المعهد العالي للتكنولوجيا/ فيستا عكار/ فيستا برج الفتال/ مدرسة بشمزين.
مسؤولة مركز فيستا سوزان جبوررأت “ان على اللبنانيين واجبات تجاه المعوقين، الذين يستحقون منا جميعا الوقوف الى جانبهم وخاصة في هذا اليوم، بهدف تأمين كافة حقوقهم التي صدق عليها لبنان من خلال الاتفاقية الدولية للامم المتحدة”.
وناشدت الحكومة اللبنانية الاسراع في تطبيق ملف المعوقين لانه الضمان الوحيد لكافة احتياجاتهم. واوضحت جبور ان هذه الفئة لم تستوف كافة حقوقها رغم صدور قانون 220 عام 2000، لكن الاجراءات الادارية والتشريعية والتنفيذية لم تطبق المادة بحذافيرها.. لذلك – تتابع – نحن اليوم هنا لنرفع الصوت عاليا ونقول ان هذه الفئة ما تزال مهمشة وان قضاياها بالنسبة للمسؤولين ما تزال بنظرهم ليست من الاولويات، ونطالب باعتبار هذا الملف من الملفات الاساسية يخص اشخاص بحاجة الى رعاية من الجميع..
الطفل سيمون فارس قال انه يشارك في المسيرة لانه يريد من دولته ان تؤمن له عملا عندما يكبر، اما حسين طرفة فقال انه يتمنى ان يمتلك جرافة ليعمل عليها..
والطفلة هبة قدور قالت انها تتمنى من الدولة بناء مركز حديث لهم، ليساعد الاطفال على التعلم بشكل افضل، املة ان تكون في المستقبل اعلامية لانها تحب متابعة الاخبار الفنية والقضايا الانسانية.
اما الاهالي فيعتبرون ان المراكز المتخصصة ساهمت الى حد بعيد في مساعدة الاهالي على التعايش مع وضع ابنائهم والاعتناء بهم وتقديم كافة التسهيلات لهم معتبرين ان على الدولة واجبات تجاه هذه الشريحة من المجتمع..
واهم ما جاء في المذكرة: قررنا في هذا اليوم كسر جدار الصمت وتبديد وشاح الظلم لنذكر الجميع من حولنا وفي طليعتهم صانعو السياسات والجهات الرسمية المعنية بالوفاء بالتزامتها تجاه الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على حث المجلس النيابي لتحمل مسؤولياته.. ورفض كل اشكال التمييز والصور النمطية ومشاعر الشفقة وسياسة العزل والمطالبة بتبني منظومة الدمج التي كفلتها الاتفاقية الدولية.
كما تضمنت المذكرة التوزيع العادل للخدمات التي توفرها وزارة الشؤون الاجتماعية، وتوفير تدريب متخصص لمربين في اعادة تأهيل المعوقين في المدارس المتخصصة ودعم الجامعات اللبنانية عبر الوزارات لفتح فروع خاصة لسد العجز القائم في الموارد البشرية، مع تأمين المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.
وتعزيز نظام الدمج وليس الفصل والاستبعاد سواء في المؤسسات التربوية والمعاهد والجامعات او في مجال العمل في القطاعين الرسمي والخاص. والسعي الحثيث لضمان توفير فرص متكافئة للتربية والتعليم لجميع الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من اطفال وراشدين ضمن المؤسسات التربوية او التعليمية، وحصول كل طفل على التعليم والتأهيل واعتماد تدابير ترفع من مستواه..
دموع الاسمر
نقلا عن الديار