في إطار النشاطات التي تقيمها سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية في لبنان بمناسبة مرور 200 عام على بدء المعركة الحاسمة من أجل الإستقلال والعدالة في فنزويلا، وبالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، يأتي معرض “أصداء من الاستقلال بعد 200 عام” في “مركز الصفدي الثقافي”، مشتملاً على أعمال تجسد أهمية ووظيفة الفن الإجتماعية التي تعمل على تغيير وإثراء الثقافة الفنزويلية بعمق، في القرن الحادي والعشرين. ويأتي هذا الحدث بتنظيم من وزارة السلطة الشعبية للشؤون الخارجية لجمهورية فنزويلا البوليفارية، ويهدف إلى بناء جسر متين وثابت مع الأمم الشقيقة في الشرق الأوسط، انطلاقا من هذه الولادة الجديدة واسعة النطاق التي تعيشها الشعوب اللاتينية في طور التحول.
المعرض الذي رعت حفل افتتاحه سفيرة فنزويلا في لبنان د. سعاد كرم، بحضور سفير تشيكيا في لبنان السيد جان سيزاك، ومدير عام “مؤسسة الصفدي” السيد رياض علم الدين، السكرتير الأول في سفارة فنزويلا السيد ريكاردو سالاس، حشد من أبناء الجالية الفنزويلية في الشمال، وهيئات ثقافية واجتماعية، ومهتمين، استمر على مدى ثلاثة أيام في قاعة الشمال بالمركز، وتضمن لوحات لسبعة من كبار فناني فنزويلا: بياتريس بلانكو، إندر سيبيدا، إيفان داريو هيرنانديس، ساول هويرتا، موريلا خورادو، بينيتو ميسيس ولويس فيلاميسار، تختصر مختلف الأحاسيس المتفجرة في فنزويلا، وتشير إلى أهمية ما يجري فيها من ابتكار معان جديدة تساهم في تغيير وإغناء الثقافة الفنزويلية بشكل عميق في القرن الواحد والعشرين، أي بعد مرور مائتي عام على بدء المعركة النهائية من أجل نيل الاستقلال وتحقيق العدالة للشعب الفنزويلي.
في الإفتتاح، كانت كلمة للسفيرة الفنزويلية د. سعاد كرم عبرت عن فرحتها بتقديم هذا النشاط من خلال “مؤسسة الصفدي”، لأنه يهدف، من ضمن وسائل أخرى، إلى تعزيز العلاقات مع البلدان الشقيقة في الشرق الأوسط وخاصة مع إخوتنا اللبنانيين من خلال التعريف بالإحساس الفني لشعبنا الذي هو في طور التحول، إذ أن التجربة الثورية التي تعيشها فنزويلا قد دفعت إلى ابتكار أشكال أخرى من الفن وخلق وسائل متعددة للتقارب مع الحياة من خلال تجربة جمالية متعددة ومتنوعة تستخدم فيها عناصر كثيرة ونسيج مختلف مما يزيل الحواجز القديمة التي كانت قائمة بين ما هو نخبوي وشعبي، بينا ما هو اقتصادي وثقافي، وبين القديم والجديد. وختمت بالشكر إلى معالي الوزير محمد الصفدي وكافة العاملين في “مؤسسة الصفدي”، لتعاونهم الكريم، مما أتاح لنا الفرصة مرة جديدة، كي نقدم، هنا في طرابلس، هذه المدينة الرائعة، إلى الأخوة اللبنانيين وإلى جاليتنا الفنزويلية، بعضاً من نماذج الفن الفنزويلي. موجهة التقدير إلى طرابلس الفيحاء ومناطق شمال لبنان التي هي رمز للوطنية ومهد للرجال والنساء الشجعان.
ثم جال الجميع في أرجاء المعرض حيث يمكن ملاحظة الطريقة التي يجمع بها لويس فيلاميسار في لوحاته بين لغة الفن المعاصر وتقليد صناعة السلال الفنزويلية القديمة، لخلق الأصداء والتوترات التي تسعى إلى إعادة التفكير في العلاقة بين أسطورة الأصل والتقدم. ويُلاحظ أيضاً في عمل بياتريس بلانكو ما يشير إلى العلاقة بين النفط والحياة الاجتماعية، بين المصدر الرئيسي لثروتنا والعمل الجماعي لإنتاجه. ومن خلال تحليلها لعناصر ملحمة الاستقلال الفنزويلي، كما في أعمال أندير سيبيدا، تظهر إشارة التحرير كمعركة حاضرة وحاسمة دائماً. ومن خلال بعض العناصر التقنية، يتبين البحث الشخصي عن جمال الأصل الهندي الأميركي والحاضر في أعمال ساول هويرتا. ومن باب التوثيق، ينعكس في أعمال موريلا خورادو البحث عن وحدة التنوع بكل جماليتها، مصنوعة من مصادر ودرجات وتأثيرات اللون والتي خلقت نسيجا معقداً، كناية عن الثقافة الفنزويلية بكل غناها وخصوصيتها.