جهاد نافع
لم يظهر حتى الان نية لدى اي من المرشحين للانتخابات الفرعية في قضاء المنية ـ الضنية لملء النقعد الشاغر بوفاة النائب هاشم علم الدين. والمرشحون هم خمسة من آل علم الدين: بشير علم الدين الشقيق الاكبر للنائب الراحل والذي أجمعت عائلته عليه ـ رضوان علم الدين ـ عز الدين علم الدين ـ ونور الدين علم الدين ـ الدكتور محمد احمد علم الدين ـ محمد مصطفى علم الدين ـ أما الآخرون فهم: كاظم صالح الخير ـ كمال الخير ـ بسام رملاوي ـ توفيق زريقة ـ زياد الاطرش ـ محمود عيد ـ احمد عبيد ـ وامرأتين مهى عثمان وعفراء عيد.
وقبيل ايام قليلة من موعد الاستحقاق ارتفعت حدة المنافسة بين المرشحين كما ارتفعت نسبة التأييد والدعم للمرشح الشاب كاظم صالح الخير في بيان واضح من تيار المستقبل يعلن تبنيه للخير الشاب اضافة الى بيان القوات اللبنانية، التي اعلنت عن دعمها للخير من منطلق تحالفها العضوي مع تيار المستقبل وكافة افرقاء قوى 14 آذار، في المقابل كان لافتا البيان الذي أصدره المرشح بشير علم الدين معتبرا فيه ان تسمية الرئيس سعد الحريري للمرشح الخير أتت مناقضة لقرار اهالي المنية وفاعلياتها وخصوصا عائلة علم الدين. كما كان لافتا في البيان ما ورد فيه:
“ان لا احد يستطيع مقايضة المنية ولسنا للبيع او الشراء” حسب ما ورد في البيان. مؤكدا اكمال المسيرة لترشحه ليكمل الدورة النيابية لثلاث سنوات قادمة.
في حين، أصدر كلا من الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب قاسم عبد العزيز الحيادية في هذه المعركة، مما ترك اكثر من علامة استفهام حول هذا الموقف للابتعاد عن الاحراج ما بين موقف من علم الدين وموقف من تيار المستقبل، عدا عن ان هذا الموقف الذي اتخذه المذكورون يوحي وكأن الحلف مع تيار المستقبل قد توقف عند ابواب المنية، فتساءلت الاوساط، هل في هذا الموقف ما ينبئ للمراحل السياسية القادمة؟؟. أم لكل مقام موقف يتلاءم به؟.
الاوساط السياسية رأت ان الممتعضين من تبني تيار المستقبل لكاظم الخير ستتوزع اصواتهم ما بين علم الدين الشقيق والمرشح كمال الخير نكاية بقرار المستقبل، خاصة بعد اللقاء الناجح والمثمر بين الرئيس سعد الحريري وامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ذلك ان خلاف اهل المنية مع كمال الخير كان مبنيا على علاقة الاخير بحزب الله، فكيف الحال وقد اصبحت العلاقات وطيدة وحميمة بين المستقبل وحزب الله، حسب رأي ابناء المنية.
هذا الواقع يمنح فرصا اقوى للخير الشاب الذي يخوض التجربة الانتخابية، بترتيب قيل عنه حصل في دوائر مغلقة لعب دورا فيها اولا، علاقة كاظم الخير بآل الحريري، وثانيا اعلان ولاء صالح الخير للمستقبل منذ العام 2005، في حين ان فرص كمال الخير تتضاءل امام ما يشاع عن عدم تبني قوى المعارضة ترشيحه، لاسباب ابرزها: “ان المعركة ليست متكافئة في المنية”.
من جهة ثانية يؤكد الدكتور محمد علم الدين استمراره في الترشيح حتى اشعار اخر، وهو الذي ارتفعت اسهمه في انتخابات العام الماضي ثم انخفضت لصالح بسام الرملاوي حينذاك، لتنتهي عند الراحل هاشم علم الدين في الساعات الاخيرة انصياعا لاعتراضات آل علم الدين الحادة يومذاك..
وحين ترشح الدكتور محمد علم الدين للانتخابات الفرعية وضع ترشحه بتصرف الرئيس الحريري في حال حصل اجماع او توافق على احد كي لا يخوض معارك وهمية حسب رأيه.
ودعا الدكتور علم الدين فعاليات المنيه الى مبادرة يلتزم بها الجميع بحيث تتيح للرئيس سعد الحريري اختيار من يراه مناسبا من بين مرشحي آل علم الدين الجديين على أن يعلنوا سلفا عن استعدادهم غير المشروط لتأييد ودعم المرشح الذي يتم اختياره.
ويرى علم الدين ان هذا الكم من المرشحين وضع جمهور تيار المستقبل في المنية في مأزق الخيار بين المرشحين الذين في غالبيتهم من هذا الجمهور في حين ان الفريق الاخر المحسوب على المعارضة بدا انه متماسك نسبيا، بما يعني عدم رغبة هذا الجمهور الالتزام بتبني تيار المستقبل للمرشح كاظم الخير على قاعدة انه نجل النائب السابق صالح الخير الذي عليه ملاحظات من قبل جمهور المستقبل في المنية تعود الى ما قبل 2005 والى تاريخه النيابي على مدى 33 سنة حسب رأي اكثر من فاعلية في المنية.
هذا المشهد الانتخابي الذي تشهده المنية بات ملتبسا بعدد المرشحين من آل علم الدين من جهة وبعدد المرشحين الذين يدورون في غلك المستقبل باستثناء محمد مصطفى علم الدين المحسوب على التيار العوني وكمال الخير المحسوب على قوى المعارضة وحزب الله تحديدا.
وحتى الان لم يبادر تيار المستقبل الى سحب المرشحين الذين له مونة عليهم علما انه نهار امس كان هناك اجتماع في قريطم لتنظيم الماكنة الانتخابية للتيار لوضع اللمسات الاخيرة للعملية الانتخابية.
ولوحظ ان امتعاضا يسود فاعليات عديدة في المنية من موقف النائب احمد فتفت معتبرين ان له دورا في هذا الترتيب الاخير رغم ان تياره والمقصود بتيار احمد فتفت حسب راي احد الفاعليات قد خسر في سير وفي بلديات عديدة من الضنية وليس الخسارة كانت ليار المستقبل ووصل بهذه الفعالية الى القول ان ما يروج له فتفت سيكون خاسرا لا محال وهذا ما حصل في المنية في خسارة احد المخاتير المحسوبين عليه، اما لماذا هذه الخسارة فيقول ان المنية بطبعها لا تحب وصاية احد.
يمكن القول ان المعركة ستكون حامية طالما بشير علم الدين مستمر في خوضه المعركة وطالما ان ليس في الافق انسحابات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالجديين من المرشحين. والذين لديهم حيثية شعبية لا يستهان بها كالدكتور محمد احمد علم الدين. والمحامي بسام الرملاوي. الى جانب بشير علم الدين كما في ظل استمرار كمال الخير في المعركة التي لا يبدو انه حتى الان يريد الانسحاب منها معتمدا على الخلافات بين ابناء البيت الواحد وعلى شبكة علاقاته في الضنية.