حتى هذه الساعة لم يحدد موعد اجراء انتخابات البلدية والاختيارية، مع هذا كله بات الشغل الشاغل في مدينة طرابلس هذه الانتخابات وكأنها ستجري يوم غد، فشهدت المناطق الشعبية زحمة مرشحين خاصة في الاحياء الشعبية، وبدأ المرشحون خاصة الى مجالس الاختيارية بالتحرك على كل المستويات لتفعيل حضورهم ميدانيا مما زاد حماسة الاجواء فيما بينهم وبين مؤيديهم.
ففي منطقة باب الرمل وهي تابعة عقاريا الى محلة الحدادين تشهد يوميا مشاغبات واشكالات بين انصار المرشحين على خلفية تعليق الصور، حيث تقوم مجموعة من الشباب بتعليق صور المرشحين على الجدران العامة والبنايات والاعمدة الكهربائية دون الالتزام بأي شروط قانونية، فيؤدي الى وقوع مشاكل بين الانصار تبدأ بالشتائم وتنتهي بالضرب بالسكاكين، الى أن يصل الجيش اللبناني الذي يطوق المنطقة ثم يضع حداً للمشاغبات.
هذه المشاهدات اصبحت يومية، مع غياب الرقابة والوعي بين أهل الحيّ الواحد، بينما يلقي العقلاء في هذه الاحياء المسؤولية كاملة على السلطات الامنية ودور البلدية الرقابي الذي تمنع التعدي على الممتلكات العامة وفرض غرامات عالية لمن لم يلتزم، معتبرين ان هذه الخطوة يتوجب على المعنيين القيام بها الآن وليس بعد اجراء الانتخابات لأنه حين ذلك يصبح عمل البلدية متابعة ازالة الصور المعلقة بشكل عشوائي في المدينة صعبا للغاية..
كذلك لم تعد الانتخابات الاختيارية كما كانت محصورة على العائلات وحسب انما باتت لكل من لاعمل له، وللطارئين على الحياة العامة مما لا خبرة لهم، هذه المتغيرات أضفت جوا على الاجواء الانتخابية حيث حوصرت بمدى نفوذ كل مرشح ماديا ومعنويا ومدى قدرته على تأمين الخدمات الصحية والاجتماعية، لذلك يعتبر أحد المطلعين أن عددا من المرشحين فقدوا مصداقيتهم لدى قيادات المدينة بسبب عدم ثبات خطهم سياسي، حيث ترى احد المرشحين اليوم في مكتب فلان يعلن الوفاء له، ثم تراه في اليوم الآخر عند خصمه يعده أيضا بالتحالف معه، ومرد هذه الاسباب يعتبر المطلع سوء الاوضاع الاقتصادية وعدم تمكن المرشح من تغطية كافة النفقات التي هبطت على كاهله اثر اعلان ترشحه.
ومن المعروف ان الترشيح للمقاعد الاختيارية ياتي على قاعدة الانتماءات العائلية مدعومة بالولاء السياسي، لكن هذه المرة وحسب ما هو مرجح ان الولاءات السياسية سوف تتداخل في التحالفات سواء للمقاعد الاختيارية أو البلدية. ولا تزال مكاتب النواب والمراجع السياسية تراقب تحركات المرشحين لتقدر الوزن الشعبي لكل مرشح، ومدى جديته ومصداقيته في الولاء حتى لا تتكرر تجارب الماضي في التنقل بالولاءات بين هذا الاتجاه أو ذاك حسب المصالح الشخصية والاغراءات المالية.
والى أن يعلن موعد حاسم للانتخابات تبقى كل الحركة الشعبية الراهنة مجرد جس نبض قبل اتخاذ القرار في الترشيح أو في التحالفات.