نظم اتحاد الشباب الوطني إحدى مؤسسات المؤتمر الشعبي اللبناني محاضرةً في الذكرى 68 للاستقلال الوطني حضرها حشدٌ من الفاعليات البلدية والاختيارية والتربوية والمهنية والشعبية غصت بهم قاعة مركز المؤتمر ومداخله.
كان الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثم كلمة ترحيب وتقديم للمربي الأستاذ علي مقصود ومما جاء في كلمته: ان الاستقلال لم يتحقق، ولا يكون الحفاظ عليه إلا بالتضحيات ودماء الشهداء، وحماية الاستقلال تحتاج قوة وطنية تواجه الأطماع والمؤامرات العدوانية، وهذه القوة التي تكون من مكونات الوطن مهمتها الدفاع عن وحدة لبنان وعروبته.
ثم تحدث المحاضر الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني، وقد بدأ محاضرته بعرضٍ تكلم فيه عن ضرورة إنتماء الإنسان لوطن ومن ثم الدفاع عنه، فقال: الإنسان مدني اجتماعي بالفطرة، والإنسان محتاج إلى إجتماع بشري ينتمي إليه؛ هذا الاجتماع المستقر على أرض محدودة المعالم، والذي تكون له دولته المتمثلة في سلطات وإدارات، هو وطن الإنسان الذي ينتمي إليه، وهذا الوطن تكون له هويته الثقافية التي تقود حركته الحضارية وتوجهها.
والوطني هو الذي يجسد انتماءه لوطنه في فكره وسلوكه، ويكون ذلك بالحفاظ على وحدة الوطن وخصائص الأمة القومية، وهو الذي يعدّ القوة بكل أبعادها من الفكر إلى الاقتصاد والسياسة إلى القوة العسكرية وصولاً إلى الآداب والفنون وترسيخ القيم الأخلاقية التي تثمر الضبط الإجتماعي، وتتويج ذلك يكون برفض كل ولاء فردي أو جماعي للأجنبي أو الاستسلام للغزو الثقافي أو العسكري أو الاقتصادي أو أي غزو أو احتلال، فالوطنية دافع أساسي للمقاومة، ولا تصان الأوطان إلى بالتضحيات والفداء، بكل هذا يتحقق الاستقلال، ويكون الشرف، وترتفع الرايات.
ثم أضاف السحمراني قائلاً: لكل إنسان وطن نشأ فيه وينتمي إليه، والوطن يتسع لكل مكوناته وأساس ذلك التنوع لأنه غير مطلوب أن يكون في وطن أُحادية في الانتماء العقدي الديني أو العرقي أو الحزبي وسنة الخالق في خلقه هي التنوع والتعددية والاختلاف، فالوطني من قبل التنوع بالتزام موجباته، وكل داعية للتعصب أو الفئوية إنما هو إنسان غير وطني. والإنسان السوي يترسخ في نفسه حب الوطن وحب المواطن، وهذا الحب يُترجم من خلال العمل والقول.
بعد ذلك ذكر السحمراني تعريفاً للمواطنة والاستقلال لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الأخ كمال شاتيلا قال فيه: “الوطن هو انتماؤنا، وهو ثوابت التواصل بين الماضي والمستقبل، وهو التاريخ والجغرافيا والحياة المشتركة على هذه الأرض التي افتداها آباؤنا وأجدادنا ومحضوها الحب والولاء والتضحية؛ والوطن هو دماء آبائنا وأجدادنا وإخوة لنا سالت لتروي ترابنا الطاهر… ولتزرع لنا بذور الحرية… وإننا لن نرضى إلا أن نكون أوفياء في حمل أمانة الدفاع عن الاستقلال: استقلال المواطن واستقلال الوطن، فمن لا وطن له لا وجود له.”
قال السحمراني إن ما يهدد الاستقلال والوحدة الوطنية أمران هما:
1- الارهاب والتطرف الذي يلتزمه بعض أصحاب المفاهيم الفئوية ونزعات التعصب.
2- الغزو الاجنبي الصهيوأمريكي من أجل تنفيذ الشرق أوسطية.
وإن ما تشهده الساحة العربية هذه الأيام يحتاج إلى تحديد المواقف الآتية:
1- كل يطرح يدعو إلى الفيدرالية إنما هو عدو للوطن والاستقلال.
2- كل إذكاء للفتن الطائفية والمذهبية والعرقيية إنما هو فعل تآمري وبعيد من روح الوطنية والمواطنة.
3- الاستقواء بالأجنبي أو استدعاء التدخل الخارجي أمر أساسه القابلية للاستعمار وهو أخطر من الاستعمار.
وختم السحمراني قائلاً: إنم المطلوب في هذه المرحلة هو الاصلاح والحياة الديمقراطية لكن مع التزام الثوابت السلمية والديمقراطية ورفض العنف، والتزام الوحدة الوطنية والعروبة الحضارية الجامعة مع احترام خصوصيات الأوطان داخل إطار الوحدة ورفض التدخل الأجنبي.