نظم حزب التحرر العربي بالتعاون مع منتدى الحوار الوطني الديمقراطي واتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال والمركز الثقافي بطرابلس لقاء تضامنيا تحت عنوان “لمصلحة من تهجير المسيحيين العرب”؟ في قاعة مجمع التوجيه الاسلامي بطرابلس،حضره حشد من ممثلي الأحزاب الوطنية والاسلامية والنقابية والهيئات والفاعليات الثقافية والتربوية والاجتماعية ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، رحب رئيس المنتدى عبد الله خالد بالحضور، وقال في كلمته: “لقد هال المستعمر وواضعي معاهدة سايكس بيكو لتقسيم البلاد العربية وجود أرهاط من القيادات المسيحية تتمسك بوحدة التراب العربي، ومن هنا جاءت فكرة تهجير المسيحيين العرب الى الخارج، وهكذا أصبح التخلص من المسيحيين المشرقيين هدفاً مركزياً للاستعمار الذي عمل على الايحاء بأن الثقافة المسيحية هي ثقافة غربية وان الوجود المسيحي في المنطقة العربية وجود طارئ متجاهلاً عمداً أن السيد المسيح هو عربي من فلسطين التي انطلقت المسيحية منها. وبدأت العروض تنهال على المسيحيين لنقلهم إلى أوروبا وأمريكا ولعل العرض الذي قدمه سيء الذكر كيسينجر عبر السفير براون للرئيس الراحل سليمان فرنجية بأن البواخر الأميركية على استعداد لنقل المسيحيين إلى أي مكان يرغبون فيه مع تقديم كل التسهيلات التي تساعدهم على بدء حياتهم من جديد. هو مثال حي لهذه الفكرة. ولقد أدرك الرئيس فرنجية بحسه القومي المتجذر في نفوس أبناء زغرتا الأبية أن الأميركيين يريدون تفريغ لبنان من المسيحيين لتوطين الفلسطينيين خدمة للصهاينة. وهذا ما أدركه أيضاً العماد ميشال عون وعمل على إفشاله”.
حزب التحرر العربي
وتحدث مسؤول الاعلام في حزب التحرر العربي المحامي وسيم نابلسي فقال: “أن نجتمع اليوم لنبحث مسألة تهجير المسيحيين العرب، فهذا يعني أننا ما زلنا نعاني من غياب المواطنة. فلولا هذا الغياب لما كان بإمكان أحد أن يستفرد بفئة معينة من “مواطني” بلادنا سواء ليعمل على تهجيرها أو على إثارة الفتن أو الاضطهاد من حولها. وليس معنى المواطنة المقصود هنا ذلك المفهوم الذي تحاول بعض جهات المجتمع المدني المتأمرك ترويجه عندما تحصر المواطنة بورشات عمل وحفلات كوكتيل هنا وهناك دون مقاربة سؤال الهوية. فهذا المفهوم يريد مواطنة بلا مواطنين وبلا هوية. فالمسألة المسيحية في بلاد العرب قوامها الحقيقي هو الانقسام على الهوية. إذ لا بد لنا هنا أن نعترف بوجود المسألة المسيحية في وطننا العربي وبأن ندرك أن الانقسام على الهوية هو العقبة الأساس في وجه الوصول إلى المواطنة والتي لولا غيابها كما أسلفنا لما كنا هنا لنتناقش في المسألة المسيحية. وهذه المسألة تتراكب من ثلاثة أبعاد: المسيحي والعربي والخارجي. فالمسيحيون منقسمون بين من يريد لنفسه الهوية العربية وبين من يريدها هوية ما دون قومية أو وطنية بل هو يريدها قطرية أو طائفية – كيانية من شأنها أن تضع المسيحيين العرب في وضع يهود ألمانيا في القرن التاسع عشر عندما وقف كارل ماركس وتساءل كيف يطلب اليهود أن يكونوا مواطنين ألمان متساوين مع باقي فئات الشعب فيما هم يطلبون لأنفسهم ما لا يتمتع به المواطن الألماني العادي؟؟
وأما العرب عموما فهم بدورهم منقسمون أيضاً نفس هذا الانقسام. بين مؤمن بهوية عربية لا يمكن أن يكون المسيحيون العرب بتاريخهم العريق الاجزءا منها وبين مؤمن بقطرية أو طائفية يشكل فيها المسيحي العربي منافساً على المصالح إن لم يكن خصماً يستحسن التخلص منه. ويكفي للإيضاح هنا أن نذكر الفارق بين أوضاع أقباط مصر في ظل العهد الناصري المؤمن بالعروبة وبين أوضاعهم في ظل أنظمة مصر أولاً.
وأما الخارج فهو للأسف غير منقسم. لكنه مجتمع ومتناسق الجهود لضرب الهوية العربية بما قد يجر ذلك من أهوال على المسيحيين العرب الذين هم أنفسهم من يمني النفس بالرهان عليهم لضرب العروبة عبر تشجيع عزلهم وانعزالهم عن مجتمعاتهم. وبطبيعة الحال فإن هذا الخارج يجد بين المسيحيين من هو قصير النظر أو متواطيء مستعد للعمل ضد مصلحة نفسه وشعبه تماما كما يجد بين سائر العرب الآخرين من مسلمين وغيرهم من هو مستعد لذلك. وللإيضاح أيضاً فتكفي كذلك المقارنة بين أوضاع مسيحيي العراق في ظل نظام البعث العربي رغم كل ما قيل ويقال فيه وبينها تحت حراب الاحتلال الأميركي الراعي الرسمي المفترض لحقوق الأقليات. فالخارج لا يريد للمسيحيين أن يكونوا مواطنين عرباً، بل يريدهم اقليات معزولة في ظل أنظمة وكيانات قطرية حتى يهجرهم أويحولهم كما اسلفنا إلى ما يشبه يهود ألمانيا في زمن ماركس غير عابيء بما قد تنتجه سياساته الهمجية من هتلرات في المنطقة قد تجد في المسيحيين العرب وقوداً لديماغوجيتها”.
وختم: “من هنا، فالأمل كل الأمل، معلق على عرب متنورين، مسلمين ومسيحيين، يعرفون معنى الهوية والمواطنة، ويقدرون أهمية التنوع والانفتاح، كقسطنطين زريق وميشيل عفلق والأنبا شنودة وغيرهم كثيرون. وعلى أحزاب وتيارات سياسية في بلادنا لا زالت تقول “نحن مشرقيون .. نحن عرب” ولا زالت رغم كل شيء تحمل راية التحرر العربي”.
تيار المردة
ثم تحدثت عضوة المكتب السياسي في تيار المردة الزميلة فيرا يمين فقالت: “المسيحيون العرب؟ وايّ كلام مشابه هو كلام منطقي لاننا نتكلّم عن ابناء الارض فالمسيح عليه السلام اسّس كنيسته على الارض منطلقاً من فلسطين، ومن فلسطين الى كامل شرقنا عبر الرسل توما، ايدي، اجاي وماري وصولاً الى الرسالة الابعد امداءً الى بولس الرسول. والمسيحية في الجزيرة العربية متأصلة ليس فقط وجوداً بل وقراراً اي في مراكز السلطة بمعنى ان المسيحيين في المنطقة ليسوا عرباً بل هم العرب، وصراعهم مع اليهود تاريخي حين تعرّضت المسيحية في نجران الى الاضطهاد فاتخذ اليهود مقتل يهوديين في نجران ذريعةً لقتل المسيحيين وقُتل عشرون الفاً سنة 523 حسب المؤرخين وهذه المجزرة اشار اليها القرآن الكريم. ومن نجران الى الحيرة التي كانت مركزاً دينياً هاماً وارضاً جاذبة للبدو الساكنين في البلاد العربية ومنها انطلقت ارساليات مسيحية على الطرق التجارية نحو البحرين وعمان وغيرها من البلدان على الخليج العربي. , وهذا عدا عن اشتراك المسيحيين في الفتوحات العربية وكان لهم الفضل في توطيد اركان الخلاف الاموية وساهموا في تدعيم اسس الدولة الاسلامية وكان لهم التأثير الاكبر في نقل الحضارة اليونانية الى العرب، وترجموا الكتب وعلّموا ومن ابرز تلامذتهم الفارابي. وقد يكون العهد العباسي وهو العهد الذهبي حضارياً وثقافياًِ، هو العهد الذي تجلى به التنوّع واخذ الابعاد الجيّدة وقد فتح العبّاسيون عهداً جديداً امام الكنيسة المشرقية واستعانوا بالمسيحيين للادارة والتنظيم الاقتصادي في الدولة. ومن دمشق الى بغداد كانت كلّ الاضبارات والسجلات في ايدي المسيحيين اضافةً الى القبائل المسيحية العربية ذات النفوذ الكبير في الدولة على الصعيدين السياسي والثقافي كالغساسنة والمناذرة اللخميين والعباديين وبني طيّ. ضوءٌ على التاريخ لنستقي منه ونستحضره لنطرح السؤال من المستفيد من تفريغ المنطقة من مسيحييها؟ اليسوا هم انفسهم الذين اضطهدوهم في نجران وفي بلاد اليمن خوفاً منهم ومن خطرهم حسب تعبيرهم، فالمسيحييون العرب يقفون عائقاً امام تحويل المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية لا حول لها ولا قوّة امام الدولة العنصرية الخائفة دائماً من منطقةٍ متنوعة قادرة على البناء والتطور بحكم الغنى الثقافي والديني غير المتعصّب بل الديني المنفتح انسجاماً مع الرسالات السماوية. وقد لفتني سؤالٌ في مقالةٍ رائعة للعراقي علي الصرّاف نُشرة في جريدة العرب الصادرة في لندن: “المسيحييون العرب اهلنا وملحنا، لماذا يظلمون”؟ لسنا هنا ولا الوقت يسمح للعودة الى الوراء الى الاسباب حسب برنامجها الزمني ولكن اذا ما اخذنا بعين الاعتبار الوضع المسيحي منذ 1948 لليوم للمسنا مدى التراجع المطرد فبناء الدولة اليهودية حسب الادارة الاميركية والصهيونيين لا يكون الاّ ببناء خط مواجهة دائم مع المنطقة المحيطة ولجعل المنطقة منطقة ضعيفة تتلهى بصراعاتها المذهبية فاخترع بما سمي المواجهة السنية – الشيعية ويضيع المسيحيون فيفقدون التوازن، يهاجرون او يهجّرون، ينزحون او يستنزفون، ومرّات نساهم نحن في تطبيق الخطة مرّةً عن قصد ومرّات عن جهل وفي كلا الحالتين الامر موجع”.
أضافت: “المسيحيون اليوم في فلسطين المحتلة يشكلون ما نسبته 2% بعدما كانوا يشكلون 20% والمسيحي الخارج من فلسطين لا يعود اليها بقرار رسمي من الكيان الصهيوني وهذا الامر لا ينطبق على غير المسيحي واليوم والكلّ يتابع المشكلة الحاصلة بين الكيان الصهيوني والفاتيكان حول ملكية المقدسات المسيحية في الارض المحتلة هذا عدا عن الانتهاك الدائم للمقدسات المسيحية والاسلامية غير ان الاعلام وللأسف يضيء على المقدسات الاسلامية ويشيح النظر عن المسيحية منها وهذا خطأ جسيم كي لا نقول خطيئة وعليه رفع الفلسطينيون المسيحيون وثيقةً منذ اسابيع اشبه بصرخةٍ تؤكد وجودهم كمقاومين ومناضلين في الارض المحتلة. وفي العراق حدّث ولا حرج فلطالما كان العراقي المسيحي المحرّك الاساسي للاقتصاد ولحركات الانتماء للارض وللجغرافيا، اليوم يتأبطون منازلهم وينزحون وفي الارض يهيمون، وفي مصر وضع الاقباط ليس افضل حالاً بالرغم من كلّ تبريرات النظام وكأن الوجود المسيحي ليس هماً لدى بعض الانظمة هذا كي لا نقول اتهاماً، وكان الوضع ليكون اسوأ لولا هذا الوطن – الرسالة على قول يوحنا بولس الثاني، بولس الرسول الثاني الذي جاءنا على خطى القديس بولس من لبنان الى سوريا ليكرّس الوجود وليؤكد على الشراكة بين ابناء الارض الواحدة وليثبّت ان الديانات غنى وثروة وليس مصدرا للانقسامات والتفتت. وكأننا نترجم رغبة الصهيوني الذي يناصب العداء للجميع وفي مقدّمهم العرب المسيحيون للاسباب الآنفة ذكرها. والتركيز على المشروع الاميركي الصهيوني لا يبرّر خطايا العرب مسلمين ومسيحيين الذين استسلموا لمشاريع الخارج ففقدوا ارادة الداخل منهم من راهن خوفاُ ومنهم من راهن طمعاً ومنهم من باع واشترى ليقبض شخصياُ ونخسر جماعياً.
وعلى بطاقة دعوتكم الكريمة في طرابلس قلعة العروبة والحصن الاكيد للعيش المشترك الذي تأسس تاريخياً، والتاريخ محكوم بالجغرافيا ومهما حاولنا تغييراً فان ما جمعه التاريخ وكرّسته الجغرافيا لا يفرّقه انسان. على البطاقة المسيحييون العرب والاجدى لو كان العرب المسيحيون كي لا يتقدّم الانتماء الديني على الانتماء الوطني فنقول العرب المسيحيون والعرب المسلمون والعرب الدروز وكلّنا في الهمّ عرب ومثلما نحن خائفون اليوم على العرب المسيحيين قد نخاف غداً على العرب المسلمين لأن المؤامرة مستمرة وتستهدف كل العرب”.
جمعية التوجيه الاسلامي
واستعرض رئيس جمعية التوجيه الاسلامي الشيخ غالب سنجقدار “الواقع الحياتي والمعيشي في العالم العربي منذ انطلاقة دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لا سيما تطبيق القانون عبر الشريعة الاسلامية حيث كان المواطن على كامل تراب هذه الدولة المتمادية الأطراف يعيش بسلام ووئام ولا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي الا في حال وجود خيانة ضد هذه المبادئ الدينية الرحيمة، لقد كان التعامل منذ ذلك الوقت وحتى هذا التاريخ هو التجسيد الحي لمقولة العيش المشترك، ولهذا نجد الاستعمار في الغرب يحاول جاهداً تهجير المسيحيين بطرق شتى عبر تأجيج الصراع والحروب بين الأخوة العرب لأهداف خاصة لا تمت بأي صلة أو مصلحة للمسيحيين الذين يراد تهجيرهم، وعلى كل القوى الوطنية الاسلامية والمسيحية في لبنان والعالم العربي تقع مسؤولية مواجهة هذه المخططات التي تنفذها اليوم إسرائيل بالنيابة، وإسرائيل هذه لا تفهم الا لغة واحدة هي لغة المقاومة والسلاح”.
التيار الوطني الحر
وشكر منسق التيار الوطني الحر في لبنان بيار رفول المنظمين لهذا اللقاء، وقال: “الأهم في هذا اللقاء هو أن يكون في هذا المكان المقدس قاعة مسجد التوجيه الاسلامي بطرابلس، وهو بيت الصلاة، في مكان مسلم نتحدث فيه عن المسيحيين، ومن يخطط لتهجير المسيحيين من الشرق هو يحيك مؤامرة تتمظهر في كل عهد بمظهر جديد لكن الهدف الواحد هو تغير وجه الشرق، هناك نموذج مسيحي اسلامي، هناك تفاعل وتناغم على مدى مئات السنين، الهف من تهجير المسيحيين هو وضع حد لهذا النموذج الانساني، لن أعود للتاريخ وسأبدأ بالتاريخ الحديث، عام 1860 عرض على المسيحيين الانتقال الى الجزائر بطلب فرنسي، تحدثوا مع مسؤولين وطنيين على رأسهم يوسف بك كرم الذي كان صديقه الشخصي آنذاك مفتي طرابلس وقد رفض يوسف بك كرم هذا العرض كما رفضه رجال الدين المسيحيين. وقبل الكيان الاسرائيلي كان اليهودي يعيش بألف خير في هذه المنطقة، وحتى يبرر الكيان الاسرائيلي وجوده غير الشرعي يحاول الغاء التعايش الاسلامي المسيحي وما يحصل اليوم في فلسطين هو ليس لايجاد هيكل سليمان بل لتهديم رمزية دينية عند اخواننا المسلمين هو المسجد الأقصى وتهجير المسيحيين، وعام 1948 كان المسيحيين في فلسطين 20 في المئة واليوم 1,7 في المئة وكل يوم يتناقصون، وأيضاً في العراق هناك تهجير للمسيحيين والمسؤول عنه الاحتلال الأميركي وحسب شرعة حقوق الانسان كل من يسيطر على أرض يكون مسؤولاً عن شعبها، وفي المقابل نحن سنذهب الى سوريا للاحتفال بمناسبة مرور 1600 عام على وفاة مار مارون بشمال سوريا في حلب، ولقد تم استحضار كل التراث المسيحي في هذه المنطقة ليس من قبل دولة مسيحية للاحتفال بمار مارون بل من قبل دولة اسلامية هي سوريا وهذه هي المفارقة. لا يوجد قرار عند المسلمين بتهجير المسيحيين بل على العكس. ومنذ عام 1948 تستعمل إسرائيل معنا مقاربة القوة على أقدس أرض وأنبل قضية، وهذه مسؤوليتنا مسلمين ومسيحيين وخاصة في لبنان لدينا رسالة، رسالتنا في المسيحية وفي التيار الوطني الحر ان ندافع عن المسلمين كما يدافع المسلم عن المسيحي، والاسلام ليس ديناً ارهابياً انما دين عدل ورحمة”.
النائب السابق ناصر قنديل
من جهته النائب السابق ناصر قنديل شكر القيمين على اللقاء، وقال: “هذه المبادرة في الدفاع عن وجود المسيحيين في قاعة جامع التوجيه تجسد معاني وعناوين العيش المشترك في ذكرى 6 شباط يوم وقع العماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله وثيقة التفاهم، يومها وقعت في كنيسة مار مخائيل واليوم نعلن من جامع التوجيه ولادة مشروع وطني جامع حول كيفية الخروج من العصبية، وليس صدفة ان يجتمع في هذا اللقاء ثلاثة أصوات، صوت الرئيس عمر كرامي المدوي والهادر بالعروبة المقاومة باسم هذه المدينة الشامخة طرابلس العربية، وصوت الوزير سليمان فرنجية العربي الكبير المقاوم وصوت العماد ميشال عون الذي شكل نقطة التحول البارزة في تاريخ لبنان الحديث، فالتحية لهم ولمن يمثلهم خير تمثيل في هذا اللقاء”.
اضاف: “نحن ندخل مرحلة سنكون فيها بأشد الحاجة الى اعادة الذاكرة التأسيسية للكيان والوطن، وهذا اللقاء هو خطوة في الاتجاه الصحيح وسأضع بعض النقاط حول الاشكاليات، لا يوجد خلاف ديني يفسر الصراعات التي نشهدها تحت عنوان استهداف المسلمين أو المسيحيين. قد يكون لمعتقدات المسلمين والمسيحيين أساس في تكوين هويتهم الثقافية والحضارية الانسانية لكن بالتأكيد تحويل الاختلاف الديني الى صدام وجودي له صلة بشيء آخر يجب أن نكتشفه. كما أن القوى الغربية الحاكمة في مسار السياسة الدولية كانت دائماً على خط التأثير أو النصاعة. كما أن مسألة المسيحيين العرب عنوانها الأبرز هو لبنان واذا توقفنا أمامها في مظاهرها وحيثياتها اللبنانية نستطيع أن نستخلص ما قد لا نصل اليه في ساحات أخرى، ربما بسبب التوازنات العددية. كما أنه لا يمكن الحديث عن دور وجودي ومستقبل وجودي مثل مصطلح تهجير المسيحيين العرب من دون حرب أهلية وتعالوا نبحث معاً في شروط الحرب الأهلية ودور الغرب فيها، في لبنان كمسرح لها، هذه الأفكار التي ذكرتها تساعدنا على حل الأحجية. كما أن معظم كنائس الشرق جرى تجريفها وقتل كهنتها وقساوستها من قبل قوات الفرنجة التي جاءت غازية لهذه المنطقة من الغرب”.
وتابع قنديل: “نحن بدأنا مع تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر بصياغة الجواب التاريخي الاستراتيجي الذي يحتاج الى استكمال مع اعادة تأسيس العلاقة اللبنانية السورية على قواعد واضحة قادرة على الجمع بين الوطني والقومي وهناك الكثير من الغموض حول موقع لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي بمعنى أننا نحيي موقف العماد عون عندما يقول، أنا لا أقبل الحديث عن سلاح المقاومة قبل ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأقول هذا سقف استراتيجي يجيب على مسألة موقع لبنان في الصراع العربي الاسرائيلي، وهو ربما أعلى من السقف المعلن ليس للبيان الوزاري فقط بل للبعض الأقرب نظرياً الى خيار المقاومة من العماد عون عندما يقولون إن هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان بوجه العدوان”.
وختم آملاً بـ “بناء دولة لبنان الحديث على أسس سليمة لا فساد فيها ولا رشوة، وأن يتكاتف الجميع لايجاد الأفكار والحلول للعديد من المؤامرات التي تحاك بمظاهر متعددة ضد الوجود المسيحي الاسلامي المشترك في هذه المنطقة”.