أقام مجلس المؤتمر الشعبي اللبناني في عكار إفطاراً شعبياً لأعضائه في مركز المؤتمر في حلبا وقد تحدّث في الإفطار مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني، وبعد التهنئة بالشهر ركّز كلمته حول مفهوم الوحدة والتراحم في رمضان فإن هذا الشهر الذي يمسك فيه الناس عن الطعام والشراب والشهوات في وقتٍ واحد ويفطرون في وقتٍ واحد إنما يعلّم الناس الوحدة والألفة والتراحم، ولا يتناسب مع الصيام ولا مع الإسلام عامةً أيٌّ طرحٍ تعصبيٍّ أو فئوي أو كيدي أو حاقدٍ فكلّ ذلك يرفضه جوهر الإسلام دين الرحمة.
وقال السحمراني ولأن امتنا العربية وعالمنا الإسلامي مستهدفان من العدو الصهيوني والأمريكي ومن يحالفهما فإن الوحدة هي السبيل لصناعة الإنتصار أما الفتنة والفرقة والتشتّت والخصام بين الإخوة فإن هذه الأشياء تهدّد الأمة وتذهب قوتها فيتمكّن الأعداء منها.
وذكّر السحمراني بأن القدس مستهدفةٌ من الصهاينة بالتهويد سواءً في مصادرة الأملاك وإقامة الوحدات السكنية للغاصبين أو في استهداف المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى وهذا يستدعي أن يستنهض المسلمون والمسيحيون كلّ قواهم إلى ساحة المواجهة والمقاومة من أجل تطهير المقدسات وتحرير الأرض.
انتقل بعدها السحمراني إلى الواقع العكاري وتساءل: ما الذي أنتجته العصبية والغرائز الطائفية والمذهبية على مدى خمس سنوات؟ فهل بنت مستشفىً أو مصنعاً أو طوّرت واقع الطرقات والكهرباء؟ أم أنها حافظت على البيئة؟! والحلّ الصحيح هو بحلّ هذه الطبقة السياسية التي تتحرّك في بعدين هما: بُعد الطاعة للخارج الإقليمي والدولي، وبُعد زيادة المكاسب والمغانم وآخر همها الناس. فلم نسمع أحداً من هذه الطبقة السياسية يطرح مشروعاً لإنقاذ الزراعة في عكار وقد هجر المزارع أرضه وتراجع الإنتاج إلى حدٍّ كبير! ولا سمعنا أحداً منهم يطرح مشروعاً لحلّ مشكلة البطالة التي تدفع شبابنا إلى الهجرة أو إلى المفاسد والرذائل! ولا سمعنا من هذه الطبقة السياسية من يضع خطةً لإنقاذ البيئة في عكار من شاطئ عكار الذي بات مكباً للنفايات إلى الثروة الحرجية التي تقضي عليها الحرائق كلّ سنة؟ إلى مياه الانهار الملوّثة بمياه الصرف الصحّي؟ وإذا واصلنا عرض واقع المرافق العامة والبنى التحتية فإنّ الحديث يطول. لذلك وبعد تجارب لسنوات لم يعد عند العكاريين ثقة بأفراد هذه الطبقة السياسية! ولا حلّ إلاّ بالذهاب إلى انتخابات نيابية تقوم على قانونٍ سليمٍ عماده نصوص وثيقة الطائف والدستور والذي يعتمد المحافظة دائرة انتخابية مع النسبية، لأننا في هذه الحالة قد نوصل إلى الندوة النيابية ممثلين حقيقيين ومن ثم يكون النضال الديمقراطي هو الوسيلة لتحقيق المطالب وتطبيق قاعدة الإنماء المتوازن، وهذا الإتجاه هو الذي يرفع الحرمان عن عكار وعن سائر المناطق في لبنان.