نفذت مجموعة جديدة من “الشرطي البيئي” المنبثق عن مركز “حارتنا”، التابع لـ”مؤسسة الصفدي” في السرايا العتيقة، وبالتعاون مع بلدية طرابلس، مبادرات بيئية في أربع حارات ضمن طرابلس القديمة تضمنت حملة توعية للأهالي حول كيفية المحافظة على نظافة منطقتهم، تلتها حملة داخل كل حارة طالت كافة البيوت والمحلات التجارية، وأشرف عليها قدامى “الشرطي البيئي”، الأمر الذي ساهم في إنجاحها، كما ساهمت البلدية بتقديم المعدات اللازمة من مكانس وأكياس ومنشورات بيئية. عن هذه المبادرات تقول المنسقة الميدانية في “المركز” ربى عزيزي: “لاقت الحملات أصداء إيجابية ودعماً ومساندة من قبل الأهالي الذين شارك بعضهم يداً بيد مع أطفال الشرطي البيئي في تنفيذها، وطالبوا بأن تولي البلدية وشركة “لافاجيت” اهتماماً خاصاً بتنظيف المناطق القديمة باستمرار كونها تعتبر سوقاً تجارياً يستقطب عدداً كبيراً من الزوار”.
وتعتبر مسؤولة المتابعة في المراكز الاجتماعية مايا الغول “أن فكرة “الشرطي البيئي” انطلقت من الواقع الاجتماعي المهمّش لأطفال الحارات القديمة، وتطبيقاً لمبدأ إنشاء مركز “حارتنا” القائم على إعادة إحياء هذه الحارات وتعزيز حس الإنتماء إليها، إضافة إلى إعطاء الأطفال دوراً فاعلاً في تحسين محيطهم وتنميتهم الشخصية ليصبحوا عنصراً أساسياً في عملية التغيير داخل مجتمعهم وبيئتهم. وقد خضع هؤلاء إلى دورات متعددة، ونفذوا مبادرات وتحركات مطلبية ناجحة لدى البلدية”.
… ومشروع “حرف مدينتي” لتعزيز الانتماء للحارات
وعن المشاريع الأخرى تقول الغول: “يعكف فريق العمل على تنفيذ مشروع “حرف مدينتي” المرتكز على التوعية حول تميز الحارات بحرفياتها المتنوعة وأهمية الحفاظ عليها وتعزيز الشعور بالفخر بالانتماء إليها لغناها التراثي. ويتناول المشروع أربع حرف ما تزال حيّةً في المدينة: الخشب، الصابون، النحاس والخياطة؛ فيتم تدريب المتطوعين ليكتسبوا مهارات تخولهم تنفيذ حصص توعية لأطفال المنطقة عن تاريخ هذه الحرف، أهميتها وكيفية تصنيعها، ليصار مستقبلاً إلى إنتاج أعمال حرفية بإشراف مختصين، تمهيداً لتنظيم معرض يستفيد منه هؤلاء الأطفال اقتصادياً، ويسلط الضوء على الأهمية التاريخية لحرفيات من طرابلس القديمة”.