اذا كان النائب المنتخب هو نائب الامة، وليس نائب الطائفة او المنطقة، فكل وزارة من الوزارت لاسيما الخدماتية هي لكل لبنان وليس بالتالي لطائفة او منطقة مما يعني أن الوزير هو وزير يسهر على مصالح وزارته ولأجل الناس من كل الطوائف والمناطق..
اذا كان هذا هو المتعارف عليه والبديهي فما هو دور وزارة الصحة العامة؟ وما هو دور وزير الصحة؟
القضية التي نعرضها هي نموذج لعشرات القضايا التي يطلعنا عليها مواطنون يعانون الأمرين لتأمين أدوية السرطان او الادوية المزمنة.. حيث بلغ السيل الزبى، حسب ما قاله المواطن مصطفى الذي يقضي اياما ذهابا وإيابا ليعود خالي الوفاض متعثرا لم يستطع تأمين علاج السرطان لوالده الذي تتدهور حالته الصحية يوما بعد يوم بانتظار العلاج الذي لا يسمع سوى جواب واحد من المسؤول في وزارة الصحة : الدواء غير متوفر..
فما هو دور وزارة الصحة؟
يقول مصطفى أن الوصفة الطبية لوالده تتضمن خمسة ادوية، الدواء الواحد يناهز سعره الاربعة ملايين وخمسمئة الف ليرة لبنانية، فكيف الحال والوصفة تتضمن خمسة ادوية ارخصها يبلغ سعره مليونان وخممسمئة الف ليرة لبنانية ؟
ويوضح ان المراجعات الحثيثة والمضنية والمتكررة لمسؤولي وزارة الصحة وخاصة لمكتب وزير الصحة وممثله الشخصي في الوزارة لم تسفر إلا عن وعود بقيت حبرا على ورق، ومن ثم الادعاء أن الدواء غير متوفر في مستودعات الوزارة..
والسؤال الذي يطرحه هذا المواطن وآخرون كثر من عكار والشمال : ما هو مصير مرضى السرطان الفقراء؟ وما هو دور وزارة الصحة طالما أن مستودعاتها خالية من اهم علاج يعجز عن تسديد سعره الاثرياء فكيف الفقراء؟
وتساءل مواطن عكاري وملامح الاسى ممزوجة بالغضب: نسمع وزير الصحة عبرمحطات التلفزة فنفرح ونصدق بسذاجة، وحين نسرع الى وزارة الصحة لنجرب فنحزن..
ويتابع : ناهيك عن الذل والهوان الذي يلقاه كل مواطن صاحب حاجة ماسة في مستودعات الكرنتينا حيث طوابير المواطنين وساعات الانتظار الطوال كالشحاذين.
ويضيف مواطن آخر يدعى احمد: من تجربتي المرة مع وزارة الصحة ومكتب الوزير حيث المهيمنون على الوزارة يمارسون دورهم وكأن الوزارة إمارة اقطاعية من إماراتهم وذات سيادة مستقلة، وبالتالي فان الدواء المتوفر فقط لاصحاب الحظوة من الوزير…
ويرى سالم أن وزير الصحة حين يواجه في طلاته التلفزيونية يحاول تلميع الصورة غير أن الواقع عكس ذلك تماما.
ويذكر خضر أن وزارة الصحة في عهد الوزير سليمان فرنجية كانت بالفعل لكل اللبنانيين وخاصة للفقراء والمحتاجين وفي عهده لم يعد مريض صاحب حاجة خائبا كما يشعر بالذل والهوان كما يشعر حاليا، وأن هذا الكلام ليس دعاية للوزير فرنجية بل للحقيقة والتاريخ ، عل الوزير الحالي يقتدي بالوزير فرنجية ويدرك ان في عكار عشرات المرضى المحتاجين الى خدمات وزارة الصحة.
لكن يعرب خضر عن اعتقاده أن عكار هي في آخر سلم اهتمامات وزير الصحة، ولا تنال عكار الا الفتات، لا بل أن وزير الصحة لم يرق قلبه منذ تسلمه لحقيبة الصحة لأي مريض عكاري، واذا ما نال مريض مال حاجته فانما بعد ذل وبعد مرارة.
وفي عكار عشرات مرضى السرطان لم تول وزارة الصحة اية اهمية لهم في ظل فقدان الخطة الصحية الواضحة لعلاج هؤلاء المرضى حيث اشار مصدر وثيق الاطلاع ان وزير الصحة العامة يعتبر أن علاج مرضى السرطان هو نفقات هدر لمرضى مصيرهم الموت المحتم حسب اعتقاد الوزير والمحيطين به، ولأجل ذلك فان العناية بهم ليست على قدر الاهمية اللازمة…
وترفع مجموعة من العكاريين هذه الهواجس الى الرؤساء الثلاثة العماد ميشال سليمان، والرئيس نبيه بري ، والرئيس سعد الحريري .. وبشكل خاص الى الرئيس نبيه بري بأعتباره رئيس حركة أمل – حركة المحرومين – ووزير الصحة احد ابناء هذه الحركة – متساءلة: هل يرضى بحرمان ابن منطقة الحرمان عكار، وماذا كان سيفعل الرئيس بري لو كانت الشكوى من ابن الجنوب المقاوم ؟؟؟؟!!