دموع الاسمر دموع الاسمر
1 نيسان 2016 الساعة 00:43
يوم امس فوجئ الطرابلسيون بصدور بلاغ بحث وتحرّ ضد النائب السابق مصباح الأحدب بسبب دعوى شك دون رصيد قيمته 53 الف دولار، والمفاجأة الكبرى ان الدعوى المقدمة ضدّه من مكتب محاماة اشار اليه بيان صادر عن مكتب النائب السابق الاحدب انه مقرب من الوزير المستقيل اشرف ريفي.
اسئلة كثيرة يطرحها الشارع الطرابلسي في وقت كانت الاوساط السياسية تتناقل احتمالات قيام تحالف بين فريقي ريفي والاحدب يبدأ في الاستحقاق الانتخابي البلدي وصولا الى الاستحقاق الانتخابي النيابي خاصة ان ما يجمعهما اكثر مما يفرقهما بل شكل الخلاف مع الرئيس سعد الحريري القاسم المشترك بينهما نظرا لاسلوب تعامل الحريري الاقصائي معهما.
كل المؤشرات تؤكد ان ما حصل بالعلن بين ريفي والاحدب كان يخفي الكثير مما وراء الاكمة وجاءت قضية الشك بدون رصيد لتقصم ظهر البعير بينهما وتضع حدا لاحتمالات التقارب بينهما، واعتبرت اوساط طرابلسية ان ما يحصل بين الرجلين اسبابه منافسة انتخابية بعد تسريب معلومات تؤكد ان الرئيس الحريري يحاول اعادة مد الجسور بينه وبين الاحدب بعدما لمس استحالة خوض اي معركة انتخابية في وجه القوى السياسية الطرابلسبة، لذلك بدأ الحريري يعد العدة والتحضير للمواجهة حتى تكون خسارته في اي معركة انتخابية في حال حصلت تكون نتائجها بأقل الخسائر.
لكن ماذا حصل بين ريفي والاحدب؟
حسب المصادر المقربة من الاحدب تقول ان ريفي يحاول التأثير في قواعد الاحدب الشعبية وتشويه صورته لدى الطرابلسيين مستغلا قضية الشك التي كان يمكن حلها بالتواصل المباشر معه وليس من خلال المحاكم والقضاء بدفع صاحب القضية وهو من المقربين اليه (الى ريفي) الى رفع دعوى والمسارعة الى اصدار بلاغ بحث وتحرٍ حين اصدر الاحدب بيانه الذي تميز بلهجته الشديدة والتي طالت ريفي خاصة ان خيارات اللوائح الانتخابية بين مراكز القوى الطرابلسية باتت ضيقة والمنافسة على المقعد النيابي الخامس قد تكون محصورة بين ريفي والاحدب الذي اثبت حضوره الشعبي وبقي على تواصل مع انصاره فيما وجد ريفي فرصة للنيل من الاحدب الذي قاد مؤخرا المبادرة السنية التي استقطبت تيارات ابرزها تيار الرئيس نجيب ميقاتي.
وحاول المقربون من الاحدب اثر انتشار خبر صدور مذكرة توقيف ضده ان يخفف من وطأة الخبر الذي انتشر في طرابلس كالنار في الهشيم بالقول ان ما صدر عن المحامي العام الاستئنافي في الشمال زياد شعراني هو بلاغ بحث وتحر نتيجة عدم حضور الاحدب الجلسة وليس مذكرة توقيف التي تصدر عن قاضي التحقيق، والتأكيد على ان ريفي يحاول بث هذه الاخبار بين الناس لتشويه سمعته بدليل انه عندما طلب وكيل الاحدب مهلة زمنية لمعالجة الملف رفض الطلب على الفور من قبل وكيل المدعي دليل صارخ على ان هذه الدعوى للتشهير فقط.
وكان لافتا مدى انهيار العلاقة بين ريفي والاحدب من خلال البيان الذي تم توزيعه على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يقول الاحدب فيه: ان هذا التصرف يوحي بتفاهة وسخافة وخفة من يدعي انه سيف العدالة وفوق الشبهات، وانه يريد ان يبعد الانظار عن تدخلاته الفاضحة بكل القضاء الا الذي يجرم ويسجن اهالي طرابلس بتهم الارهاب.