سبحان الله خالق كل شيء في هذا الكون. هو الذي وضع سره بمخلوقاته فجعل الانسان يدرك عظمة الخالق في تكوين مخلوقاته. أنبت من الارض ما هو حلو وحامض ومر وجعل الكواكب تجري في أفلاكها وسخر للأنسان رزق البر و البحر. كذلك أنعم الله علينا بالعقل وخاطبنا بالعديد من المواضع لشحذ العقل والمنطق بقوله “يا أولي الالباب“.
اصطفى الله من عباده المعصومين الانبياء والرسل ليعلمونا ويضعونا على الصراط المستقيم فنفلح في الحياة الدنيا ونفوز في الاخرة . قام الانبياء والرسل بإبلاغ رسالاتهم إلى أقوامهم ونشروها في الأرض. ولا عجب حينما نقول اليوم “الأراضي المقدسة” أي فلسطين لأن سائر الأنبياء استقروا أو مروا بهذه الأرض الطيبة. سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى ولوط وغيرهم من أصحاب الرسالات السماوية اتخدوا من فلسطين مهد رسالاتهم . كذلك فأن سيدنا محمد عرج الى السماء وصلى بالانبياء في البقعة التي يقوم عليها المسجد الاقصى والذي يقول به رب العزة “المسجد الاقصى الذي باركنا حوله“.
اذاً، فأرض فلسطين وقضيتها ليست محصورة بالفلسطينيين, بل هي لكافة المسلمين وقبلتهم الأولى . كذلك فهي مهد السيد المسيح وقبلة المسيحيين أجمعين. وبيت المقدس و أكناف بيت المقدس أي الاراضي المحيطة بفلسطين هي أراض طاهرة.
دأب اليهود منذ نشوء الخليقة على ايذاء الانبياء وقتلهم وهم الذين يدعون زوراً بأنهم “شعب الله المختار”. وهم المعروفون بالمكر والخداع ونقض العهود مع انبياء الله فكيف يوفون بوعودهم وعهودهم في الأيام الحالية؟
ان المؤمنين بالله يؤمنون بأن النصر اَت لا محالة لأن الله وعدنا بذلك، لكن للنصر ثمنه. قال تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”. علينا الاستعداد لمواجهتهم. فأبناء بيت المقدس واكنافه مرابطون الى يوم الدين ونؤمن حينها بأن “الشجر والحجر ينطقان فيقولا: هذا يهودي خلفي، فأقتله“.
أبناء فلسطين ومن حولهم كزرع كلما نضج يتم حصاده كل عقد أو اثنين من الزمان. في عهد صلاح الدين سالت دماء الشهداء لتحرير القدس و في عام 1937 حصلت ثورات في فلسطين ضد جحافل المهاجرين اليهود وعام 48 حصلت نكبة فلسطين وتهجير معظم الفلسطينيين الى خارج بلادهم . وبعدها عام 67 ثم سلسلة الغارات الاسرائيلية على المخيمات ثم احداث الاردن و82 و2000و2006… وغيرها الى وقتنا الحالي عدوان غزة وكان مهر فلسطين قوافل الشهداء.
هذا العدو يجمع من اصقاع الارض كل من هو يهودي لبناء الدولة اليهودية كما خططوا لها: سرطان غريب ينخز قلب هذه المنطقة لتنفيذ ماَربهم السياسية والاقتصادية، فكيف اذا جمعنا مسلمي العالم في السعودية او مسيحيي العالم في القدس؟؟. ولا خروج من هذه المؤامرات الدولية الا بالوحدة والتكاتف لشعب هذه المنطقة. راهنوا كثيراً على النسيان وان جيلاً عاش في فلسطين يتذكرها وعندما يأتي جيل جديد سينسى.
برهنت الايام بالدليل القاطع بأن الجيل الجديد اشد حباً لفلسطين التي لم يرها بل حدثه عنها جده وليس والده بعد انقضاء ستين عام على احتلال فلسطين. اذاً, نحن مرابطون ومستعدون لمواجهة هذا السرطان حتى يوم الدين . وعلينا الحفاظ على تاريخنا وعقيدتنا وعلى تلقيح أطفالنا بالوطنية منذ نعومة اظفارهم ضد هذا العدو الغاشم. وعلينا الحفاظ على ما يذكرنا بفلسطين في مخيمات اللجوء كي لا ننسى. علينا رفع شعار العودة وليس رفض التوطين فقط والمساعدة على اعمار مخيم نهر البارد كي لا تنحرف البوصلة عن القدس.
منذ ايام وضع حجر الاساس لاعادة اعمار مخيم نهر البارد بعد ما يقارب السنتين من دماره وهذا مؤشر ايجابي ولكن المطلوب عاجلاً هو الاعمال لا الاقوال. الله يقول “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم”. سدد الله خطاكم أيها العاملون والى مستقبل زاهر مفعم بالسعادة والاعمار والازدهار الى كل لبنان وشعبه الحر الموحد.
رئيس الهيئة الادارية
المركز الثقافي الفلسطيني
منير السيد
هذا المقال يعبر عن مدى تعلق الفلسطينيين أبناء مخيمات اللجوء بأرضهم حتى أن فلسطين محفورة في ذاكرتهم وتجري في شرايينهم مع الدم الذي يغذي جسمهم…مقال جميل جداً يعبر فيه كاتبه عن جزء صغير جداً من مدى حبه لأرضه