نظمت “مؤسسة الصفدي – مكتبة المنى” بالتعاون مع “جمعية حماة الضاد”، أمسية شعرية في “مركز الصفدي الثقافي” شاركت فيها باقة من شعراء الشمال: الدكتور سعد الدين شلق، السيدة نهى دائزلي، الدكتور منذر جمال المرعبي، الأستاذ آلان سلوم، والدكتورة مهى خير بك، الذين قدموا للجمهور مختارات من قصائدهم الخاصة. وحضر اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ممثلاً بالدكتور مصطفى الحلوة، رئيس جمعية حماة الضاد أيمن طرابلسي، مديرة مكتبة المنى ريم دادا الحسيني، الشعراء، وحشد كبير من محبي اللغة العربية الذين فاق عددهم المئتين، تنوعوا بين أساتذة ومدراء مدارس ومحامين ومهندسين…
وقد شكلت الأمسية مناسبة لإطلاق الجمعية رسمياً بهدف تعزيز العلاقة بين المجتمع اللبناني وثقافته العربية من فنون وآداب وغير ذلك، إحياء اللغة العربية: كتابة وقراءة ومحادثة، تقريب اللغة العربية من الحياة اليومية ودمجها على كافة الصعد العلمية والأدبية والاقتصادية والتجارية، وإعداد مجتمع مندمج مع محيطه العربي وحضارته.
كلمة “مؤسسة الصفدي – مكتبة المنى”
وقد سبق القراءات الشعرية كلمات الافتتاح حيث مديرة مكتبة المنى ريم دادا الحسيني كلمة ترحيب فقالت: “نلتقي اليوم لنشهد جميعاً للغة العربية، عبر “جمعية حُماة الضاد” التي أخذت على عاتقها أن تكون في موقع متقدّم للذود عن لغتنا الأم، هذه اللغة التي تعيش حالة من التقهقر المستمر يتبدّى على كثير من الصُعد”. أضافت: “إن ناشئتنا، بل طلابُنا في جميع مراحل التعليم، باتوا ينفرون من هذه اللغة المتروكة لقَدَرها. فلا المدارس ولا الجامعات ولا المراكز الثقافية على مستوى التحدي الذي يفرض إعادة الإعتبار الى لغتنا العربية. علماً ان لغتنا تختزن من البلاغة والبيان ما لا تختزنهُ أية لغة أخرى”. وقالت الحسيني: “إننا في “مؤسسة الصفدي” إذ نستضيف هذه الأمسية الشعرية، فانطلاقاً من إنحيازنا الى اللغة العربية، متطلعين الى أن تستعيد دورها الكبير الذي أدّتهُ في غابر العصور، حيث كانت لغة العلم والفلسفة، متجاوزةً حدود البلاد العربية، الى أصقاع واسعة من المعمورة”. وختمت: “إننا، في هذه الامسية بإزاء كوكبةٍ من الشعراء الذين سيُحييون “ديوان العرب” عنيتُ به الشعر. كيف لا يفعلون، وقد قيل : إن من الشعر لحكمة وانَّ من البيانِ لسحرا؟! فهل يُقّدر لشعرائنا اليوم ان يجمعوا بين حكمة القول وسحر البيان، فيأخذوا بنا الى هيكل الشعر ويكونوا المدافعين المتألقين عن لغة الضاد؟ تلك هي المسألة!”.
كلمة جمعية حماة الضاد
وبعد عرض شريط مصور عن جمعية حماة الضاد، ألقى رئيسها أيمن طرابلسي كلمة افتتحها بتوجيه الشكر والتحية إلى “معالي وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي الذي شرفنا بتمثيله اليوم واستضافة مؤسسته الرائدة في تشجيع الحركة الثقافية والأدبية في مدينتنا طرابلس عبر مكتبة المنى التي نظمت اللقاء في هذا الصرح الثقافي المميز، الأمر الذي يؤكد حرصه على اللغة العربية وتقديره لأهميتها”.
أضاف: “لم تعد التحديات التي تواجهها اللغة العربية في وطننا خافية على أحد في العصر الراهن، على الرغم من أن المادة 11 المعدلة من الدستور اللبناني تنص على التالي: “إن اللغة العربية هي اللغة الوطنية الرسمية”. ولفت: “إن هذا النص الدستوري ليس سوى تعبيراً عن حقيقة تاريخية ثابتة، بأن العربية هي اللغة القومية الوحيدة للبنان منذ مدة تناهز الألف سنة في بعض المناطق وتزيد على ذلك في مناطق أخرى، لكن الواقع هو غير ذلك تماماً، فلا شوارعنا ولا محلاتنا تدل على أدنى احترام للغة العربية، وحتى احاديثنا وكتاباتنا لا تقيم اعتباراً للغتنا القومية. وما يزيد الطين بلة أن أحداً لا يأبه لذلك… والمشكلة تتفاقم ومجتمعنا يسير نحو كارثة لغوية وحضارية أعظم وأكبر، والتحرك من أجل إنقاذ لغتنا وهويتنا بات واجباً…”. وقال: “من هذا الهم انطلقت فكرة الجمعية… هي حماة الضاد التي نعمل بواسطتها على تفعيل دور اللغة العربية وإنهاضها من خلال التوعية وبناء الجسور مع الجيل الشاب عبر المجتمع المدني، بطريقة مبتكرة بهدف إخراج لغتنا من قوقعتها وتقريبها من جيل الشباب”.
وختم طرابلسي: “لقد نهضت مجموعة من الشباب والشابات لنجدة لغتنا ولإنقاذها من مرضها ولإحياء حروفها من جديد في كل ميادين الحياة، فلا تاريخ لشعب فرّط بلغته وذاكرة الأمم تبقى ببقاء لغتها والشعوب تفنى بفناء لغتها وتاريخ البشرية يحفل بالأمثلة والشواهد… ولهذا خرجت جمعية الضاد للدفاع عن اللغة الأم وعن لغة القرآن الكريم، عن تلك اللغة التي يحمل كل حرف فيها سجل حضارتنا وأمجادنا، فتمسكوا بحروف لغتكم إن أردتم أن تحافظوا على أمجادكم… فإما أن تكونوا من حماة الضاد أو أن تكونوا ممن يقتل الضاد”.