أكد نائب رئيس “مؤسسة الصفدي” أحمد الصفدي الإصرار على مشاركة “أهلنا في طرابلس بهجة العيد، “على الرغم من الصعوبات التي تعترض سبيلنا والتضحيات التي بذلناها”. وقال: إننا متمسكون بمواصلة دورة الحياة لأننا نحب الحياة. نتألم مع المتألمين في بلادنا كما في محيطنا، ولكننا مصرّون على أن نزرع بسمة رمضان على الوجوه.
كلام الصفدي جاء خلال افتتاحه الأمسيات الرمضانية الرابعة “على ضو القمر” التي تنظمها “مؤسسة الصفدي” كل عام في شهر رمضان المبارك في “مركز الصفدي الثقافي”، حيث قال: “إن “المؤسسة” التي تواكب هذا الشهر الفضيل، تساهم مع أبناء المدينة في إحياء مهرجانات رمضان السنوية والتي من خلالها تضفي جواً من المحبة والألفة والتواصل الاجتماعي بين أبناء الفيحاء الكرام. أضاف: إن إحياء هذه المهرجانات ومشاركة الناس، خير دليل على أن طرابلس مدينة محبة وسلام، وهو انتصار على الفتنة وتأكيد على أن الفيحاء، مدينة الانفتاح، لن تقوى عليها المؤامرات. ومهما حاول البعض تشويه صورتها، واستغلال أهلها بتأجيج الغرائز والتحريض، فإننا على ثقة بأن أبناء طرابلس متشبثون أكثر فأكثر بإرادة العيش، ومصممون على النهوض بمدينتهم ومجتمعهم.
وقال: أبناء طرابلس يريدون للمدينة وسكانها حياةً كريمة. إنهم يريدون لشبابها أن ينعموا بفرص العمل ويتسلَّحوا بالعلم والثقافة والمعرفة. إنهم يريدون أن يستعيد الناس فرحتهم وأن يعم الأمل في بيوتهم وعائلاتهم. ونحن لنا ملء الثقة بأن الغد سيكون أفضل، وستحلُّ أيامُ الخير على شعبنا الصادق المؤمن بالله وبالوطن”. وقال الصفدي: يتزامن انطلاق الأمسيات الرمضانية لهذا العام مع الاحتفال بعيد الجيش اللبناني السابع والستين، وهي مناسبة لمعايدتكم في هذا الشهر الفضيل والتأكيد أن المؤسسة العسكرية هي الضمانة الأمنية لوحدة الأرض والشعب، والسلم الأهلي. ونحن مع أهلنا في طرابلس والشمال نعلن دعمنا والتفافنا حول الجيش لتدعيم الوحدة الوطنية والاستقرار الذي ما يزال لبنان يتمتع به رغم ما تشهده المنطقة من متغيرات. وختم متمنياً للجميع شهراً مباركاً، “أعاده الله علينا جميعاً باليمن والخير والبركات، وتمنى أن يحمل المهرجان “على ضو القمر” أملاً من رمضان بأن تتبدل أحوال وطننا وأمتنا نحو الأفضل.
وقد افتتحت الامسيات الرمضانية وسط حضور حاشد من أبناء طرابلس متحدين الخوف ومتغلبين على اليأس، فاجتمع المثقفون والجامعيون والشباب وسكان الأحياء الشعبية معاً في جو من الألفة والمحبة والتواصل الاجتماعي، وسط مواكبة إعلامية لافتة. فقد قدم عرض تراثي لفرقة طرابلس التراثية للإنشاد والفتلة المولوية، في مجموعة من الأناشيد المتعلقة بشهر رمضان والتواشيح الدينية والمدائح النبوية (يا رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، مولاي صل وسلم، طاهر النسب، صل يا رب وسلم،..) وكانت مفاجأة الأمسية لوحة تراثية بالألوان المزركشة في خروج عن التقليد بالثوب الأبيض الفضفاض، حيث قدمت برنامجها بقيادة الشيخ جميل الحموي، بمشاركة راقصين كباراً وأطفالاً، اعتلوا بثوبهم الفضفاض الأبيض، منصة المسرح ثم لاحقاً وسط التراس حيث تجمهر حولهم الناس الذين كانوا يتابعون الحفل عبر شاشة مثبتة وسط المعرض، وشاركوا الفرقة المدائح على إيقاعات ملحني الفرقة. وقد شاركت في المعرض الحرفي سيدات وحرفيات وجمعيات من طرابلس، على مساحة التراس الذي تزين بأجمل ما صنعته أيادي هؤلاء من أكسسوارات وبياضات ولوحات وزجاجيات وسيراميك، وصور… كما ترافق مع المعرض سحور رمضاني من وحي المناسبة.
الجدير بالذكر أن فرقة طرابلس التراثية للانشاد والفتلة المولوية فقد تأسست سنة 1998 بقيادة المنشد الشيخ جميل الحموي. ومنذ ذلك الحين أخذت الفرقة على عاتقها مهمة إعادة إحياء التراث الاصيل الذي نشأ عليه اجدادنا بأسلوب حضاري وراق. قدمت الفرقة وعلى مدى السنوات الماضية احتفالات كثيرة وشاركت في مهرجانات في لبنان وخارجه. هذا وتقيم الفرقة احتفالاً اسبوعياً على مدار السنة في مركزها في المدرسة الكريمية داخل أسواق طرابلس التاريخية.
ويتضمن برنامج “على ضو القمر” لهذا العام، إضافة إلى أمسية الأمس، أمسيتين لاحقتين، الأولى يوم الأربعاء 8 آب مع الفنانة أميمة خليل برافقها الموسيقي هاني سبليني، لتختتم هذه النشاطات يوم الأربعاء 15 آب، مع الأمسية الثالثة التي تحييها الفنانة الأردنية مكادي نحاس.