وجّهت المؤرخة والأستاذة الجامعية لينا المر نعمة كتاباً مفتوحاً إلى وزير الثقافة غابي ليّون دعته فيها لتأليف لجنة من اهم علماء الآثار في العالم، لتقرر إن
كانت الآثار الموجودة في ميناء الحصن هي مرفأ بيروت الفينيقي القديم او مقلع حجارة، مذكّرة بأنه لطالما كان من الأشخاص الذين دافعوا عن قضية التراث لمدة طويلة.
وفي ما يلي نصّ الكتاب:
يا معالي الوزير،
انت من الاشخاص الذين دافعوا عن قضية التراث لمدة طويلة. لا تدع اعداءك يسخرون قائلين: “لقد وصل الى الحكم، فيتكلم كما فعل سابقوه، ويدافع مثلهم عن هدم التراث الوطني”.
قال العديد من علماء الآثار القيّمين إن الآثار الموجودة في ميناء الحصن ليست مقلعا للحجارة بل مرفأ بيروت الفينيقي القديم، على الارجح.
إنهم اساتذة جامعاتنا ومعلمو شبابنا. إن لم يكن لرأيهم قيمة، لماذا لا تطردهم من الجامعات؟ وإن كانوا اساتذة قيّمين، يجب الا تسكِتْ الدولة صوتهم. يجب ان يستمر هذا الصوت في إيقاظ الضمائر اليوم، كما اوقَظ الضمائر في ايام الاحتلال، حين لم يكن مسموحا بإبداء اي رأي معارض لسياسة الحريري. وانت تذكر الطريقة الوحشية التي طرد فيها سكان بيروت من منازلهم ومتاجرهم بعد استملاكها لصالح شركة عقارية، مما خالف الدستور بشكل فادح. وفي هذه المأساة تهجر الكثيرون كي يغتني القليلون.
وهذه المأساة مستمرة. ُطرد اللبنانيون من الوسط الاثري لبيروت، وحل محلهم اثرياء من جنسيات عديدة.
في التسعينات، كوّن رفيق الحريري لجنة علمية بالتنسيق مع الاونيسكو. طلبت منه تعهدات خطية. لقد خالف هذه التعهدات وجرف ما جرف من بيروت القديمة. لكننا استندنا كلنا على هذه التعهدات لمهاجمته، وما نزال.
واليوم مَن هم العلماء واساتذة الجامعات الذين تستشيرهم يا معالي الوزير؟
الا ترى منازلنا القديمة تهدم الواحد تلو الاخر، وآثارنا تجرف وتستعمل لردم البحر او لتعظيم تلال القمامة، وانت وزير الثقافة؟ اتقبل ان تعيّرك الاجيال الآتية كما يعيّر جيلنا الحريري لانه جرف ذاكرة بيروت؟
كوّن انت لجنة من اهم علماء الآثار في العالم، هي تقرر إن كان هذا مرفأ بيروت او مقلع حجارة.