عرض الرئيس عمر كرامي في دارته في طرابلس الشؤون العامة في لبنان والمنطقة لا سيما قضية تشكيل الحكومة العتيدة والأوضاع الاقتصادية المتردية وارتفاع الأسعار، وانعكاسات ما يحدث في مصر على الساحتين العربية والإسلامية. وفي هذا الإطار استقبل كرامي أمين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان على رأس وفد من الأمانة العامة التي تضم العديد من رجال الدين وخطباء المساجد في طرابلس وبعض أقضية الشمال، بحضور رئيس المجلس التنفيذي في حزب التحرر العربي فيصل كرامي وبعض قيادات الحزب.
ودار البحث حول الأحداث الجارية في مصر وانعكاسها على لبنان والدول العربية، كما تطرّق الحديث الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمتردية وارتفاع الأسعار ومسار تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة.
بعد اللقاء قال شعبان: “تشرفنا بزيارة دولة الرئيس عمر كرامي وهو ركن من أركان لبنان وطرابلس، نلتقي معه بشكل دائم ونتباحث في مختلف الشؤون المحلية والإقليمية والدولية، وتباحثنا في الشأن المصري والتبدلات والتغييرات الحاصلة على المستوى الإقليمي ومدى انعكاسها على واقعنا في لبنان، والواقع أن كل المشروع الأميركي ينهار في المنطقة ونحن الآن في العام 2011 وليس في 2001 عندما دخلت أميركا بشكل مباشر بصناعة شرق أوسط جديد، والشرق الأوسط الجديد اليوم هو شرق أوسط تصنعه الشعوب المجاهدة والمقاومة، وهذا يجب أن ينسحب على لبنان بتشكيل حكومة لا تناقش مطلقاً في مشروع ثوابت أمّتنا، في قوة لبنان ومنعته واعتماده على جيشه وشعبه ومقاومته، وفي وقوفه الدائم مع المشروع العربي، بعيداً كل البعد عن التأثيرات السلبية وأتمنى على الجميع في لبنان أن يقرأ حقيقة ما حصل في مصر وما حصل في تونس، أميركا لا تتخذ حلفاء وإنما تتخذ عملاء وأجراء تستبدلهم وتتخلى عنهم عند أقرب لحظة وأول فرصة. نتمنى على الجميع أن ينتبه إلى ذلك وأعتقد أننا نعبر صوب مرحلة جديدة هي مرحلة العودة إلى كل الثوابت رغم كل الصراخ والحديث الذي ينادي به بعض الطائفيين وبعض أحزاب الحرب الأهلية في المنطقة.
رغم كل ذلك نقول أنه لا صوت يعلو فوق صوت الثوابت، ثوابت أمتنا ويعود لبنان إلى محيطه ليتفاعل معه ليكون هذا التكامل العربي – العربي والإسلامي – الإسلامي هو الأقوى إن شاء الله”.
كما استقبل الرئيس كرامي صباح امس في دارته بطرابلس وفداً من منسقي الأقضية والقطاعات في التيار الوطني الحر في الشمال بحضور نجله فيصل وعبر الوفد عن شكره للرئيس كرامي على دوره الوطني ونضاله الطويل في خدمة طرابلس وكل لبنان، ومواقفه المشرفة التي أعطت كل أطياف المعارضة السابقة دعماً مادياً ومعنوياً على كافة الصعد.
ورفض أعضاء الوفد أمر العمليات المشبوه الذي يشوه صورة طرابلس ودورها النضالي بدءاً من استبدال تسمية “ساحة عبد الحميد كرامي” وتحويلها الى “ساحة النور” وصولاً الى تصوير طرابلس وكأنها “قندهار” وتسليط الضوء على بعض الموتورين الذين لا يمتون بصلة الى طرابلس وتاريخها عبر بعض الفضائيات.
ونقل الوفد تحيات رئيس تيار الوطني النائب العماد ميشال عون الى الرئيس كرامي وأكدوا أن العماد عون يتمنى للرئيس كرامي دوام الصحة والعافية والتواصل بين قيادات وقطاعات تيار الوطني الحر وحزب التحرر العربي لما فيه مصلحة طرابلس وكل لبنان.
وتحدث منسق قضاء طرابلس طوني ماروني بعد اللقاء فقال: “جئنا لتقديم التحية لدولة الرئيس كرامي ولنقول له شكراً على التضحيات التي قدمها وشكراً لتواضعه وكبره وهذا شيء ليس بغريب على آل كرامي الأفاضل كتاريخ سياسي عريق، وليس بغريب عن الرئيس عمر كرامي شخصياً، وجئنا كتواصل طبيعي باعتبارنا أبناء طرابلس والشمال وتمنينا ضرورة التعاون لاعادة الصورة الحقيقية لمدينة طرابلس، ونطلب من دولته تقديم كل الدعم في هذا الاتجاه كما عهدناه سابقاً ونحن نعتمد عليه ونتكل على كرمه وعطاءاته”.
كذلك استقبل الرئيس كرامي في مكتبه في “كرم القلة” بطرابلس رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية فرع الشمال الحاج طه ناجي ودار الحديث حول الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وأوضاع طرابلس والشمال. ثم استقبل كرامي وفداً من رؤساء بلديات الضنية حيث تم استعراض أوضاع القضاء، وكان كرامي قد استقبل الوزير السابق رئيس جامعة المنار الدكتور سامي منقارة وشخصيات سياسية واقتصادية وأعضاء مجالس بلدية واختيارية وهيئات اجتماعية وتربوية وثقافية وشعبية.