من هي التي يجب أن نقتنيها اليوم قبل الغد؟؟
هل هي ممتلكات مادية؟؟
فإذا كان الجواب بالنفي, إذا من هي؟؟
الحقيقة هي من حصل عليها أغنى أغنياء الأرض وكانت سبب نجاحه في كل أعماله التي عملها تحت أشعة الشمس.فقد حصل على المال والحلال والجاه والصيت الحسن, هل عرفتم من هو؟؟وما هي هذه الجوهرة النادرة التي يجب أن نمتلكها؟؟ لا شك انه الملك سليمان الحكيم !!
إن هذا الملك الذي عرف كيف ومن يختار عندما خيره الله ماذا تريد أن تختار, فبعد أن نظر إلى خيرات الله إلى أبيه كان طلبه عقلانياً اختار “قلباً حكيماً وفهيماً” فعلاً كان حكيماً في هذا الطلب لأن الحكمة لا يعلى عليها في زمن الشر, والممسكين بها يتقدمون باستمرار نحو الأفضل وأكثر من ذلك لاحظوا معنا نتائجها كما يصفها الكتاب المقدس ” الحكمة هذه كنز ثمين, وتجارتها عظيمة, وهي شجرة حياة تزهو وتزدهر دائماً, وتعطي ثمراً على مدار السنة”.
وبعد ذلك بزمن طويل كان طلبه مطابقاً فعلاً كما جاء في قول السيد المسيح في موعظته على الجبل:”أطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم”.
الحكمة هذه متوفرة بكثرة في نبع لاينضب ماؤه وهي تعطى للجميع إذا طلبوها. والى نظراء الملك سليمان اليوم في الحكم والى جميع القادة والحكام في كل الأرض لا تتكلوا على خبراتكم العلمية ولا على قدراتكم المادية والعسكرية ولا تكونوا حكماء بعيون أنفسكم, اطلبوا الحكمة من الله لتأخذوها مجاناً كي يزدهر حكمكم في كامل المدة الزمنية التي تحكمون بها.والشعب في حكمكم ينعم بالخيرات والليرات والسلام والأمان طيلة هذه المدة. وبالمقابل إن كل من يفتقر إلى الحكمة والفهم لاينجح في حكمه الشعب. والشعب في هذه الحالة يعاني الفقر والظلم والاضطهاد.وفي العودة إلى الملك سليمان, كان يجب أن يكون ابنه حكيماً حين أوصاه قائلاً:” يا بني كن حكيماً وفرّح قلبي لأجيب من يعيرني كلمة” ولم يكتفي بذلك فقد عرف الحكمة بأنها “مخافة الله”. ونحن اليوم في زمن الفساد والشر المنتشر في كل مكان من العالم, ألا نطلب الحكمة والله يعطي بسخاء ولا يعيّر. أولسنا نرى بعض الحكماء في عصرنا يزدهرون لأنه ينطبق عليهم القول “حكمة الذكي هي فهم طريقه” أو نتعامى عن نساء حكيمات تبني بيوتها, أونتجاهل نصيحة السيد المسيح أن نكون حكماء كالحياة وبسطاء كالحمام”. أليست هذه كلها لخيرنا أن نكون حكماء وبسطاء من أن نكون كريشة بمهب الرياح العالمية الفاسدة تتقاذفنا إلى حيث تشاء…
فمن الحكمة هذه أن لا نضع أنفسنا في وجه هذا التيّار الجارف إلى الهلاك ونتجاهل أساليبه ونحن نرى بأم العين كيف يساق البشر اليوم كغنم إلى المسلخ. النصيحة لنا اليوم قبل الغد هي أن نقتني الحكمة لأنها سبب خلاص لنا جميعاً. ونستغل الوقت لأنه يمر بسرعة جنونية ونطلب الحكمة لأنها الأهم في حياتنا قبل فوات الأوان…
أنا تحت الطلب لا ترفضوني
طلبوني يا بشر حتى تلاقوني
أنا تحت الطلب لا ترفضوني
أنا خير وسعادة وحب باق
وعليكم دائماُ تسهر عيوني
أنا بيضل الكم اشتياقي
الخلقني وحبكم عم يلزموني
وشجرة وارفة وخضرة وراقي
وثمرها ما بيخلص من غصوني
بساعد أب متعذب وشاقي
وبعطي الصبر للأم الحنوني
حلوة وطيبة الحكمة بمذاقي
آخر الكم جربوني
أنا الفهم وحضارة بشعب راقي
أنا بغني الجماعة البيحبوني
أنا الحكمة وبوصلة التلاقي
وسهم بيوجه العاقل بقلبه
لألله يرجع وياخد معونة
يوسف دعاس