وضع نادي المتحد طرابلس حدا للتجاوزات الحاصلة على صعيد لعبة كرة السلة، وحافظ على المنافسة الشريفة في مباريات بطولة الدوري، وحال دون التلاعب بنتائجها، ونجح بالتالي في إيقاف التمادي الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على اللعبة عموما ويفقدها مصداقيتها وتألقها وقوتها وصيتها الذي ذاع محليا وعربيا وعالميا ما جعل الجميع يحسب لها ألف حساب.
وقد أثبت المتحد طرابلس انه المدافع الأول في لبنان عن اللعبة الشعبية الاولى، والساعي الى رفعتها وتقدمها، وذلك من خلال الشكوى التي قدمها ضد نادي الشانفيل على خلفية عدم قيامه باللعب بمقدرته الحقيقية أمام فريق هوبس وتغييب اللاعبين فادي الخطيب وطوني ماديسون، وخسارته أمامه بتدبير من مدربه غسان سركيس ما أدى الى تأثير مباشر على الترتيب العام في الفاينل6، وعلى أساس أن أي تهاون في هكذا امور سيؤدي الى فلتان في اللعبة والى تبديد كل الأموال والميزانيات الكبيرة التي تخصصها إدارات الأندية وتصرفها خلال الموسم.
وقد تلاقى الاتحاد اللبناني لكرة السلة مع توجهات نادي المتحد وفق القانون وخصوصا المادة 184 التي تقول: “إن كل محاولة تبدو من جمعية أو من لاعبي الجمعية بقصد التأثير على نتيجة مباراة أو على نتائج الدورة، سواء كان ذلك بانسحاب الفريق من البطولة، أو بتخلفه عن مباراة ما، أو بتأخيره عن الحضور في الموعد المحدد بدون عذر مقبول، أو بأية محاولة أخرى، تعاقب بسببها الجمعية بوضعها في الترتيب الأخير من البطولة ويفرض عليها غرامة مالية تحددها اللجنة الادارية، وإذا ثبت أن المحاولة صادرة عن اللاعبين يعاقبون طيلة الموسم، وإذا كانت المحاولة باتفاق الجمعيتين المتباريتين فاعلوبة للجمعيتين تكون واحدة”.
وقد أنتج الحراك الطرابلسي قرارا إتحاديا قضى بتحييد إدارة الشانفيل التي لم تكن على علم بما حصل عن العقوبة، ومعاقبة مدربه غسان سركيس وإيقافه عن العمل في ناديه مدى الحياة، ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه أمام لجنة شكلها الاتحاد للتحقيق معه.
ماذا حصل على هذا الصعيد؟
في الوقت الذي كان فيه رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي يعلن خلال مؤتمر صحافي عن حملة “أنا متحد” الهادفة الى إشراك المجتمع المدني فيه تحمل المسؤوليات، وتأمين مزيد من الدعم والتطور والتقدم له، كان مدرب الشانفيل غسان سركيس يحاول وضع إسفين في جسد اللعبة، من خلال عدم جديته في اللعب أمام هوبس وتغييب اللاعبين فادي الخطيب وطوني ماديسون، ما أدى الى خسارته، والى التلاعب في الترتيب العام من خلال تراجع المتحد الى المركز الرابع، وتقدم هوبس الى المركز الثالث، الامر الذي أثار حفيظة المتحد وجمهوره، فسارعت إدارته الى تقديم شكوى الى الاتحاد تطالب فيه بفتح تحقيق بما حصل والعمل على تطبيق القانون ولا سيما المادة 184 التي تقضي بانزال أي فريق يتلاعب بالنتائج الى المركز الاخير وتغريمه.
وقد ذكرت إدارة بما حصل في الموسم الفائت مع نادي الرياضي الذي أرغم على إشراك لاعبيه الناشئين في مباراته مع المتحد نتيجة خلاف كبير بين اللاعبين والادارة، وقد جرت ضغوطات كبيرة على الاتحاد اللبناني لكرة السلة لاتخاذ العقوبات الرادعة بحقه، وكان ان تم توقيف لاعبيّن، متسائلة: هل يعقل أن يتخذ مدرب الشانفيل غسان سركيس قرارا ويعلنه امام وسائل الاعلام بأنه لن يلعب بمقدرته الحقيقية، ولن يشرك اللاعبين فادي الخطيب وطوني ماديسون، ويساهم بالتالي في التأثير المباشر على الترتيب العام في ختام مرحلة الفاينل 6؟.
وتضيف مصادر إدارة المتحد: هذا أمر غير مقبول، ويشكل إستخفافا بقدرات الأندية وطموحاتها، ومن المفترض أن يتخذ الاتحاد كل التدابير التي تحول دون تكرار هكذا تصرفات تسيء الى اللعبة وتحد من تطورها، وأن يعمل على تنفيذ القوانين إحقاقا للحق.
وبالفعل فقد عقدت اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة السلة إجتماعا، وإتخذت فيه قرارا قضى بانزال الشانفيل الى المركز الأخير وتغريمه بمبلغ 15 مليون ليرة لبنانية، وتركت الباب مفتوحا أمام مشاورة وزارة الشباب والرياضة التي كان لها رأي آخر، حيال إدارة نادي الشانفيل، حيث رأت الوزارة في إجتهادات قانونية أن إدارة الشانفيل لم تكن مشاركة في قرار المدرب غسان سركيس، وأوصت بتحييدها عن العقاب بالتنزيل الى المركز الأخير.
في غضون ذلك بدأت الاتصالات السياسية على أعلى المستويات، وشدّ رئيس نادي الشانفيل ميلاد السبعلي الرحال الى طرابلس وعقد إجتماعا مع رئيس نادي المتحد أحمد الصفدي واكد له على العلاقة المتينة التي تربط الشانفيل بسفير طرابلس والشمال، لافتا الى أن إدارة الفريق المتني لم تشارك في قرار المدرب سركيس، مشددا على ان الشانفيل والمتحد هما شريكان في رفع مستوى اللعبة.
أمام هذا الواقع إتخذ الاتحاد اللبناني لكرة السلة قرارا قضى بتحييد الشانفيل عن العقوبة وإبقائه في المركز الثاني، ومعاقبة المدرب غسان سركيس بايقافه مدى الحياة وتغريمه مبلغ خمسة ملايين ليرة لبنانية، ومنحه فرصة الدفاع عن نفسه أمام لجنة رباعية شكلها الاتحاد.
وتشير المعلومات الى أن العقوبة بالايقاف مدى الحياة قد تخفف بعد الاستماع الى المدرب غسان سركيس الى الايقاف مدة ثلاث سنوات…