يوم قال الرئيس عمر كرامي أن البحث في عملية التوافق حول الاستحقاق البلدي في طرابلس تتم مع الرئيس سعد الحريري باعتباره صاحب القرار كان محقاً في ذلك.. حسب مصدر طرابلسي.
فاللقاء الذي جرى بين الرئيسين كرامي والحريري أثمر بالفعل توافقاً أزال الاحتقان الذي شهدته الساحة الطرابلسية خلال عملية المد والجزر حول أسماء جرى التداول بها، ومحاولات تغييب الرئيس كرامي عن هذا الاستحقاق باستعادة ما جرى في الانتخابات النيابية، لكن بادرة الرئيس الحريري وحرصه على التوافق مع كرامي في سياق الانفتاح السياسي وتطورات المواقف والمستجدات التي سادت العلاقات اللبنانية ـ السورية قد انسحبت علاقات ودية مع الاطراف المحلية.
التوافق ظهر جلياً في طرابلس والميناء بما يرضي كل الاطراف ويجنب المدينة معركة كانت ستكون حادة، حيث اتفق الجميع على المرشح نادر الغزال لبلدية طرابلس والسفير محمد عيسى لبلدية الميناء، على أن يتم لاحقاً اختيار اعضاء اللائحتين من المرشحين الذين يمثلون الاطراف السياسية كافة، بما فيهم تمثيل الطوائف العلوية والارثوذكسية والمارونية.
ويتم التداول بأن حصة نواب التضامن الطرابلسي ستكون 16 مقعداً من أصل 24 و7 مقاعد للرئيس كرامي أما المقاعد الباقية فتتوزع: علويين ـ وارثوذكسيين وماورني واحد. وهذه الصيغة لا تزال قيد المتابعة بين فيصل كرامي ونادر الحريري على ان يكون الحصص المذكورة موزعة ما بين الرئيس نجيب ميقاتي (3 اعضاء) والوزير الصفدي (3 اعضاء) وتيار المستقبل مع النائب محمد كبارة (5 اعضاء) ومرشح روم ارثوذكسي يسميه النائب روبير فاضل، ومرشحان للجماعة الاسلامية ومرشح للموارنة يسميه المطران جورج بو جودة. في حين طرحت صيغة اخرى لم يتوافق عليها بعد خاصة وان الرئيس نجيب ميقاتي رفض تسمية احد تاركا الخيار للرئيس التوافقي وذكرت مصادر ان ميقاتي يعتبر نفسه الخاسر الاكبر في هذه المعادلة التوافقية التي حصلت بين الرئيسين كرامي والحريري بتجاهل من الرئيس الحريري لحلفائه في طرابلس فاعتبر ميقاتي نفسه غير معني بهذا التوافق، اضافة الى ذلك فان بيضة القبان هي عند الطائفة العلوية ممثلة بالنائب السابق علي عيد الذي طرحت اوساطه ضرورة تمثيل الطائفة بثلاثة مقاعد في المجلس البلدي ولذلك فان اللائحة التي تتبنى هذا الطرح ستكون الى جانبه.
لوحظ ان هذه الصيغ المتداولة حتى الان قد استثنت جبهة العمل الاسلامي وقوى المعارضة الاخرى في المدينة لا سيما وان هذا التوافق دفع الى اعلان النائب السابق عبد المجيد الرافعي نواة لائحة من اربعة مرشحين هم (عضو المجلس الحالي محمد يحيى، ورضوان ياسين، رياض مرحبا وخالد الشيخ)، كما دفع بالرئيس الحالي رشيد جمالي الى تشكيل لائحته التي باتت تعتبر لائحة المعارضة للتوافق سيما وان التشكيلة التي اعتمدها جمالي ضمت مرشحين لا يستهان بحضورهم في الوسط الشعبي ابرزهم احمد قمر الدين.
وفي الميناء اندفع عبد القادر علم الدين الرئيس الحالي الى تشكيل لائحته في حين تشكلت لائحة برئاسة عامر حداد.
هذا التوافق اثار قوى مدنية واهلية فأصدرت اللجان الاهلية بيانا رفضت فيه تسمية غزال مرشحا توافقيا، في حين كان لافتا موقف النائب السابق مصباح الاحدب في شن حملة على حليفه السابق الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل متهما اياه بمصادرة قرار المدينة.
صحيح ـ حسب مصادر طرابلسية ـ ان هذا التوافق شكل دفعاً قوياً للائحتي التوافق في طرابلس والميناء مما جعل أمر الفوز شبه محسوم سلفاً، لكن لا يعني هذا ان المدينة لن تشهد معركة بل هي مقبلة الى تنافس حاد بين اللوائح قد تصل الى ثلاثة لوائح: اللائحة التوافقية ـ ولائحة النائب السابق عبد المجيد الرافعي ولائحة الرئيس الحالي رشيد جمالي الا اذا توحدت قوى الاعتراض على التوافق بلائحة واحدة، وما يحصل في المدينة يتوقع ان يحصل ايضا في الميناء، مع الاشارة الى ملاحظةٍ سجلها مراقبون حول نشاط الرئيس ميقاتي البارد حيال هذا التوافق، فلم تتحرك ماكينته الانتخابية بالشكل الذي كانت تتوقعه الاوساط الطرابلسية بينما سُجل حراك ناشط نسبيا للرئيس كرامي والوزير الصفدي.
وحتى الآن لم تظهر مواقف من قوى المعارضة في طرابلس سواء من الشرائح التي تدور في فلك تيار المردة والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث رغم ان الاوساط الطرابلسية تتوقع ان تكون هذه الشرائح مؤيدة وداعمة لموقف الرئيس كرامي. خاصة بعد الزيارة التي قام بها النائب سليمان فرنجية الى الصفدي وكرامي بالرغم من محاولته ابعاد الزيارة عن الاستحقاق البلدي، لكن لا بد ستلقي بظلالها على اي توافق يكون في صالح الرئيس كرامي والوزير الصفدي.